قتل مئات الأشخاص وأصيب الآلاف إثر زلزال مدمر بلغت قوته 7,8 ضرب جنوب تركيا فجر أمس وامتدت اهتزازاته إلى سوريا، ويعد هذا الزلزال الأعنف الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من نصف قرن. وفيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين تحت ركام الأبنية والعمارات المهدمة على أكملها، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حصيلة القتلى بلغت 912 شخصاً وآلاف المصابين. من الجانب السوري أفادت وزارة الصحة السورية أن الحصيلة بلغت 326 قتيلاً في المناطق الخاضعة لسيطرة دمشق، فيما أحصى عمال الإنقاذ 147 قتيلاً في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة شمال البلاد. ونشر الرئيس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بيانات توضح ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب شرق تركيا الاثنين إلى 912 قتيلاً و5385 جريحاً على الأقل. وأشار إلى انهيار 2818 مبنى، ما يثير مخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى، في الوقت الذي سقط فيه مئات القتلى في سوريا المجاورة. وأعلنت وزارة الصحة السورية أمس أن 326 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في سوريا جرّاء الزلزال قرب الحدود مع تركيا. وجاء في بيان للوزارة «516 إصابة - 326 وفاة في محافظات حلب، اللاذقية، حماة، طرطوس». فيما أفاد عمال إنقاذ محليون الاثنين بأن الزلزال العنيف تسبب بمقتل 147 شخصاً من السكان في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الشمال السوري، إضافة الى مئات المصابين والعالقين تحت الركام. ما يرفع الحصيلة الإجمالية في سوريا إلى 473 قتيلاً على الأقل. وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة) في شمال وشمال غرب سوريا المنطقة «منكوبة بالكامل»، داعية إلى مؤازرتها في عمليات الإنقاذ وسط ظروف مناخية قاسية. وفي السياق نفسه، خفضت السلطات الإيطالية من مستوى تحذير من موجات مد بحري عاتية (تسونامي) في جنوب البلاد كانت قد أطلقته بعد الزلزال القوي الذي هز وسط تركيا وشمال وغرب سوريا. بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن منشآتها العسكرية في سوريا لم تلحق بها أضرار بعد الزلزال القوي. ولروسيا التي تربطها صلات تحالف وثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد وجود عسكري كبير في البلاد. وقالت وكالة إدارة الكوارث إن «284 من مواطنينا لقوا حتفهم في أضنة وأديامان وملطية وكهرمان مرعش وغازي عنتاب وأصيب 440 مواطناً في شانلي أورفا وديار بكر وأضنة وأديامان وملطية وعثمانية وهاتاي وكلس»، وسط توقعات بأن ترتفع أكثر بكثير نتيجة الدمار الهائل الذي لحق بعدد كبير من المباني السكنية في كبرى المدن. وجُرح المئات في البلدين، بحسب المصادر ذاتها. وقُتل 28 شخصاً في محافظة أديامان التركية حيث انهار حوالى مئة مبنى، وفق ما أعلن حاكمها. كما قُتل ما لا يقلّ عن 23 شخصاً وأصيب 420 آخرون في ملطية، حسبما قال حاكم هذه المحافظة لقناة «تي آر تي» العامّة. وقُتل 18 شخصاً على الأقل وأصيب 30 آخرون في شانلي أورفا (جنوب شرق)، حسبما نقلت وكالة الأناضول للأنباء نقلاً عن حاكمها. وقُتل ستّة آخرون على الأقل في ديار بكر، حسبما أكد حاكم المحافظة. وقال عنصر إنقاذ أُرسل إلى مبنى مدمر في ديار بكر «سمعنا أصواتاً هنا وهناك. نعتقد أن 200 شخص قد يكونون تحت الأنقاض»، بحسب صور بثتها شبكة «إن تي في». وذكر مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية أن الهزة الأرضية شعر بها السكان في جنوب شرق تركيا وكذلك في لبنان وقبرص. وأظهرت صور بثها الإعلام التركي أبنية مدمرة في مدن عدة في جنوب شرق البلاد، ما يفاقم المخاوف من أن تكون الحصيلة أكبر بكثير من الأرقام المعلنة حتى الآن. وشاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في ديار بكر، المدينة الكبيرة في جنوب شرق البلاد، مبنى منهاراً، ورجال إنقاذ يعملون على إخراج أشخاص من تحت الأنقاض. وعلى تويتر، شارك مستخدمو الإنترنت الأتراك هويّات وأماكن أشخاص محاصرين تحت الأنقاض في مدن عدة في جنوب شرق البلاد. وقال رئيس بلدية أضنة زيدان كارالار إن مبنيَين من 17 طابقاً و14 طابقاً دُمّرا، وفق ما نقلت عنه قناة «تي آر تي».