رقم قياسي لتجارة السلع الأمريكية - الصينية رغم التوترات .. 690.6 مليار دولار في 2022
سجلت تجارة السلع بين الولايات المتحدة والصين رقما قياسيا قدره 690.6 مليار دولار في 2022، ما يشير إلى نمو تجاري قوي وسط توترات ثنائية وتصريحات لفك الارتباط الاقتصادي.
وأظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية التي لم يجر تعديلها لمراعاة التضخم، أن صادرات السلع إلى الصين زادت بواقع 2.4 مليار دولار لتصل إلى 153.8 مليار دولار، وزادت الواردات بواقع 31.8 مليار دولار لتصل إلى 536.8 مليار دولار.
وكشفت البيانات أنه على الرغم من قرارات الحكومة الأمريكية فرض رسوم جمركية وضوابط على الصادرات وتصريحات بعض السياسيين لفك الارتباط الاقتصادي مع الصين، فإن نمو التجارة بين الاقتصادين الرئيسين لا يزال قويا.
ووصلت العلاقات التجارية الثنائية إلى نقطة منخفضة منذ 2018، عندما شن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب حربا تجارية مع الصين، وفرض من جانب واحد تعريفات جمركية على سلع صينية تزيد قيمتها على 300 مليار دولار. ومنذ توليه منصبه، لم يتخذ الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن قرارا حتى الآن بإلغاء أي تعريفات جمركية تعود إلى عهد ترمب.
وأعلنت وزارة التجارة الأمريكية البارحة الأولى، ارتفاع حجم عجز الميزان التجاري للولايات المتحدة خلال ديسمبر الماضي.
وذكرت الوزارة أن عجز الميزان التجاري بلغ خلال الشهر الأخير من العام الماضي 67.4 مليار دولار مقابل 61 مليار دولار خلال نوفمبر الماضي. وكان المحللون يتوقعون وصول العجز خلال ديسمبر الماضي إلى 68.5 مليار دولار.
جاءت الزيادة في العجز التجاري بسبب ارتفاع الواردات بنسبة 1.3 في المائة إلى 317.6 مليار دولار، في حين تراجعت الصادرات بنسبة 0.9 في المائة إلى 250.2 مليار دولار خلال ديسمبر الماضي.
وأكدت الصين أمس، أنها "ستدافع بحزم" عن مصالحها، داعية الولايات المتحدة إلى العمل على ترميم العلاقات بينهما، بعدما حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن بكين خلال خطابه السنوي عن "حال الاتحاد" أمام الكونجرس.
وأكد بايدن الثلاثاء بعد حادث المنطاد الصيني الذي حلق فوق الأراضي الأمريكية قبل إسقاطه في نهاية الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة "ستتحرك" إذا "هددت الصين سيادتها"، وفقا لـ"الفرنسية".
كذلك، دعا إلى "الوحدة" بين الديمقراطيين والجمهوريين لكسب "المنافسة" مع بكين، مؤكدا أنه مصمم "على العمل مع الصين، حيث يمكن أن يخدم ذلك المصالح الأمريكية ويفيد العالم بأسره".
وردت الخارجية الصينية أمس، على مواقف بايدن بحزم وانفتاح على الحوار. وقالت ماو نينج الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي "سندافع بحزم عن سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية".
وأضافت "يتعين على الولايات المتحدة أن تنظر إلى الصين بموضوعية وعقلانية، وأن تنتهج سياسة إيجابية وعملية تجاهها"، داعية الولايات المتحدة إلى "العمل مع الصين لدفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى مسار التنمية الصحية والمستقرة".
وتصاعدت حدة التوتر بين الصين والولايات المتحدة العام الماضي على خلفية تايوان، وحقوق الإنسان في إقليم شينجيانج في شمال غرب الصين، والقيود الأمريكية المفروضة على صادرات شبه الموصلات الصينية الهادفة إلى كبح تطور الصين في هذا المجال.
وقالت ماو نينج "إن الصين لا تسعى إلى تجنب المنافسة مع الولايات المتحدة ولا تخشاها، لكننا نعارض أن يتم النظر إلى العلاقة الصينية الأمريكية بأكملها من خلال هذا المفهوم الوحيد للمنافسة".
وأضافت "الافتراء على دولة باسم المنافسة، تقييد حقوق التنمية المشروعة للدول الأخرى، أو الإضرار بالسلاسل الصناعية وسلاسل التوريد العالمية، كل هذه سلوكيات لا تليق بدولة كبرى مسؤولة".
وكان الجيش الأمريكي أسقط السبت قبالة سواحل كارولاينا الجنوبية منطادا صينيا، عدته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تجسسيا، ويهدف إلى جمع معلومات حساسة.
لكن بكين أكدت أنه منطاد مدني، يهدف بشكل أساسي إلى جمع بيانات الأرصاد الجوية.