أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس أن عدد قتلى الزلزال في تركيا ارتفع إلى 14014 قتيلاً، إلى جانب أكثر من 63 ألف مصاب، وأضاف في تصريح خلال زيارة لإقليم غازي عنتاب المتضرر من الكارثة: إن الزلزال دمر أكثر من 6400 مبنى، وأن تركيا تهدف إلى إنشاء مبانٍ جديدة من 3 و4 طوابق في المنطقة في غضون عام واحد.
وأشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى محاولات لاستغلال كارثة الزلزال الذي ضرب البلاد لمصالح سياسية، مؤكدًا استصدار قانون إعلان حالة الطوارئ اليوم لمدة 3 أشهر.
إلى ذلك فتح الجيش الروسي مستودعاته الإستراتيجية في قاعدة حميميم وبدأ بتوزيعها بشكل عاجل على متضرري الزلزال في محافظة اللاذقية، وقال مراسل «سبوتنيك» في اللاذقية: إن الجيش الروسي قرر فتح مستودعاته اللوجستية الخاصة بقاعدة «حميميم» وتوزيعها على المتضررين، ريثما تبدأ شحنات المساعدات بالوصول من الأراضي الروسية.
وأعلن اللواء أوليغ إيجوروف نائب رئيس المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتحاربة في سوريا، إنقاذ الجيش الروسي 42 مواطنًا سوريًا كانو عالقين تحت الأنقاض، وانتشال 57 جثة لأشخاص لم يحالفهم الحظ بالنجاة.
وأضاف إيجوروف في بيان: «تم تسليم أكثر من 11 طنًا من المواد الغذائية والمواد ذات الاحتياجات الأساسية للسكان في 8 نقاط لتوزيع المساعدات الإنسانية في سوريا، وتلقى 194 مواطنًا مساعدة طبية من خلال المركز».
ووسط أجواء البرد القارس، يسابق رجال الإغاثة الزمن في محاولة للعثور على ناجين عالقين تحت الأنقاض.
وحصلت الأمم المتحدة على ضمانات بأن جزءًا من المساعدات الطارئة «مرّ الخميس» عبر المعبر الحدودي الوحيد المفتوح بين تركيا وشمال غرب سوريا، وفق ما جاء على لسان المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسن.
ويُعقّد سوء الأحوال الجوية عمليات الإنقاذ، فيما أن الساعات الـ72 الأولى «حاسمة» للعثور على ناجين، بحسب رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كينيك، ففي محافظة هاتاي التركية (جنوب) التي تضررت بشدة من الزلزال، تم إخراج أطفال وفتية من تحت أنقاض أحد المباني.
وقال أحد عمال الإنقاذ ألبرين سيتينكايانوس: «فجأة سمعنا أصواتًا وبفضل الحفارة.. تمكنا على الفور من سماع ثلاثة أشخاص في وقت واحد»، وأضاف «نتوقع وجود المزيد.. إن فرص إخراج الناس أحياء من هنا عالية للغاية».
وتوجه انتقادات متزايدة عبر الإنترنت لإدارة هذه المأساة من قبل السلطات، ولم تصل أي مساعدة أو عمال إنقاذ الثلاثاء إلى مدينة كهرمان مرعش، المدمرة والمغطاة بالثلوج ويزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، وتساءل أحدهم «أين الدولة؟ أين هي؟.. مر يومان ولم نر أحدًا، تجمد الأطفال حتى الموت»، من جهته قال أردوغان الذي زار محافظة هاتاي الأكثر تضررًا والواقعة على الحدود السورية، «بالطبع هناك ثغرات، من المستحيل الاستعداد لكارثة كهذه».
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا جير بيدرسن الخميس، قد أكد أن السوريين المتضررين من الزلزال المدمر في بلادهم وتركيا يوم الاثنين الماضي يحتاجون إلى «المزيد من كل شيء بلا استثناء»، فيما يتعلق بالمساعدات، وأضاف في إفادة صحافية في جنيف: إن الأمم المتحدة تلقت تأكيداً بأن أولى المساعدات ستعبر من تركيا إلى سوريا، داعياً إلى تأكيدات بأنه لن تكون هناك أي عراقيل سياسية أمام إيصال المساعدات إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
طفل الحطام
العثور على عدد من الأطفال الرضع تحت الركام
نقلت طائرة تابعة للرئاسة التركية خصصت للمساعدة في عمليات الإنقاذ، عددًا من الرضع الخارجين من تحت الأنقاض إلى العاصمة أنقرة، وتم العثور على بطاقات الهوية الخاصة بـ14 منهم، أرفقت معهم معلوماتهم، فيما لم يعثر على الهويات الخاصة باثنين منهم، فأرفقت مع كل منهما ورقة تحمل عبارة «طفل الحطام».
ورافق فريق من المسعفين وموظفون من إدارة خدمات الأطفال بوزارة الأسرة والضمان الاجتماعي هؤلاء الرضع، حتى هبوط الطائرة بمطار إسنبوجا في أنقرة ليل الأربعاء - الخميس، ومن ثم نقلهم إلى المستشفى لإجراء فحص عام لهم، ومن ثم نقلهم إلى إحدى دور الرعاية الاجتماعية.
وسيبقى الأطفال الـ14 المعروفة بياناتهم في دار الرعاية إلى حين اتضاح الأمر بالنسبة لعائلاتهم، وسيتم تسليمهم لهم إذا كانوا أحياء، أما الآخران فسيبقيان في دار الرعاية تحت إشراف وزارة الأسرة والضمان الاجتماعي.