اقتحم عشرات المستوطنين أمس المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن العشرات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في الجهة الشرقية منه.
وشددت الشرطة الإسرائيلية من إجراءاتها العسكرية في باحات المسجد الأقصى وعند أبوابه، من خلال التضييق على دخول المصلين للمسجد، ودققت في هوياتهم الشخصية، في الوقت الذي احتجزت بعضها عند بوابات المسجد الخارجية.
وأفادت الوكالة بأن المستوطنين قاموا بتأدية طقوس تلمودية في باحات المسجد الأقصى وبالقرب من أبوابه، موضحة أن الشرطة الإسرائيلية انتشرت في باحات الأقصى وعند أبوابه خلال اقتحام المستوطنين، وقامت الشرطة الإسرائيلية بفرض قيود على دخول المصلين الفلسطينيين، وفتشتهم ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
وأكدت أن الشرطة الإسرائيلية فرضت قيودًا على دخول المصلين الوافدين من القدس والداخل الفلسطيني للمسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم الشخصية وبعدها احتجزت بعض المصلين عند بواباته الخارجية.
ويذكر أن المسجد الأقصى يشهد يوميًا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية الشرطة الإسرائيلية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد تشاور السبت هاتفيًا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل منفصل، حيث كرر دعم بلاده لـ»حل الدولتين» وحض الطرفين على «إعادة الهدوء».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس: إن بلينكن في حديثه مع الزعيمين أكد التزام الولايات المتحدة «بحل الدولتين المتفاوض عليه ومعارضة السياسات التي تعرض قابليته للحياة للخطر».
وأضاف برايس في بيان: «إن وزير الخارجية شدد على الحاجة الملحة بالنسبة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين لاتخاذ إجراءات بهدف إعادة الهدوء».
وأكد أيضًا رفض الولايات المتحدة الشديد «لإجراءات أحادية الجانب تؤدي إلى تصعيد إضافي للتوترات».
وتأتي هذه الرسالة في أعقاب قرار للحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة الجديدة بمنح تصاريح بأثر رجعي لبناء بؤر استيطانية عدة في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة انتقدتها القوى الكبرى بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأعرب البيت الأبيض الخميس عن «قلقه العميق» حيال القرار الإسرائيلي، لكنه مع ذلك عارض مقترحا لمشروع قرار في مجلس الأمن يطالب إسرائيل بإنهاء الاستيطان في الأراضي المحتلة.
وكان بلينكن التقى الرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة نهاية يناير، في ختام جولة دبلوماسية سعى فيها إلى نزع فتيل التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال برايس في البيان إن الجانبين ناقشا في مكالمتهما الهاتفية «الجهود المبذولة لتحسين نوعية حياة الشعب الفلسطيني وتعزيز أمنه وحريته».