قصّة لوط عليه السلام
أرسل الله لوطاً -عليه السلام- إلى قومه؛ يدعوهم إلى توحيد الله -تعالى-، والاستقامة على الأفعال السويّة، والأخلاق الحميدة؛ إذ كانوا يُمارسون اللواط؛ أي أنّهم كانوا يأتون الرجال شهوةً من دون النساء، كما كانوا يقطعون سبيل الناس؛ فيعتدون على أموالهم، وأعراضهم، فَضْلاً عن ممارستهم للمُنكَرات، والأفعال غير السويّة في أماكن اجتماعهم، وقد ساء لوطاً -عليه السلام- ما كان يراه ويُعاينه من أفعال قومه، وانحرافاتهم عن الفِطْرة السويّة، واستمرّ في دعوتهم إلى عبادة الله وحده، وتَرْك أفعالهم وانحرافاتهم، إلّا أنّهم رفضوا الإيمان برسالة نبيّهم، وتوعّدوه بالإخراج من قريتهم، فقابل تهديدهم بالثبات على دعوته، وأنذرهم بعذاب الله وعقابه، وحين أمر الله -سبحانه- بإنزال عذابه بالقوم، أرسل ملائكة على هيئة بَشَرٍ إلى نبيّه لوط -عليه السلام-؛ ليُبشّروه بهلاك قومه ومَن اتّبع طريقهم، بالإضافة إلى زوجته التي شملها العذاب مع قومها، كما بشّروه بنجاته مع مَن آمن معه من العذاب.[١٣][١٤] أرسل الله العذاب على مَن لم يؤمن من قوم لوطٍ، وكان أوّله بطَمْس أعينهم، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ)،[١٥] ثمّ أخذتهم الصيحة، وقُلِبت قريتهم عليهم رأساً على عقب، وأُرسلِت عليهم حجارةٌ من الطين مختلفة عن الحجارة المعهودة، قال -تعالى-: (فَأَخَذَتهُمُ الصَّيحَةُ مُشرِقينَ*فَجَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيهِم حِجارَةً مِن سِجّيلٍ)،[١٦] أمّا لوط والذين آمنوا معه، فقد مَضَوا في طريقم إلى حيث أمرهم الله دون تحديد وجهتهم، قال -تعالى- في بيان مُجمَل قصّة نبيّه لوط: (إِلّا آلَ لوطٍ إِنّا لَمُنَجّوهُم أَجمَعينَ*إِلَّا امرَأَتَهُ قَدَّرنا إِنَّها لَمِنَ الغابِرينَ*فَلَمّا جاءَ آلَ لوطٍ المُرسَلونَ*قالَ إِنَّكُم قَومٌ مُنكَرونَ*قالوا بَل جِئناكَ بِما كانوا فيهِ يَمتَرونَ*وَأَتَيناكَ بِالحَقِّ وَإِنّا لَصادِقونَ*فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللَّيلِ وَاتَّبِع أَدبارَهُم وَلا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ وَامضوا حَيثُ تُؤمَرونَ*وَقَضَينا إِلَيهِ ذلِكَ الأَمرَ أَنَّ دابِرَ هـؤُلاءِ مَقطوعٌ مُصبِحينَ)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|