قصّة إسماعيل عليه السلام
رُزِق إبراهيم بإسماعيل -عليهما السلام- من زوجته الثانية هاجر، ممّا أثار الغِيرة في نفس زوجته الأولى سارة، فطلبت منه السَّير بهاجر وابنها عنها، ففعل، حتى بلغوا أرض الحجاز، وكانت أرض خاليةً جرداء، ثمّ تحوّل عنهما بأمرٍ من الله، مُتّجهاً للدعوة إلى توحيده، ودعا ربّه التكفُّل بزوجته وابنه، وقد رَعَت هاجر إسماعيل وأرضعته، واعتنت به إلى أن نفد طعامها وشرابها، فأخذت تسعى بين جبلَين، هما: الصفا والمروة؛ ظنّاً منها وجود الماء في أحدهما، إلى أن ظهرت عين ماءٍ بأمرٍ من الله -سبحانه-؛ رحمةً بهاجر وابنها، وقد شاء الله أن تكون تلك العين من الماء بئراً تمرّ به القوافل، فأصبحت تلك المنطقة خصبةً عامرةً بفضلٍ من الله -عزّ وجلّ-، وعاد إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- إلى زوجته وابنه بعد إتمامه للمَهمة التي أوكله بها ربّه.[٢٢] رأى إبراهيم -عليه السلام- في منامه أنّه يذبح ابنه إسماعيل، وقد امتثلا لأمر ربّهما؛ إذ إنّ رؤيا الأنبياء حَقٌّ، إلّا أنّ الله -تعالى- لم يُرد بذلك الأمر تنفيذه فعلاً، بل كان اختباراً وابتلاءً وامتحاناً لإبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-، وقد فُدِي إسماعيل بذِبحٍ عظيمٍ من الله -سبحانه-، ثمّ أمرهما الله ببناء الكعبة المُشرَّفة، فأطاعاه ولبّيا أمره، ثمّ أمر الله نبيّه إبراهيم بدعوة الناس للحجّ إلى بيته الحرام
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|