قصّة موسى عليه السلام
تعرّض بنو إسرائيل إلى مِحنةٍ شديدةٍ في بلاد مصر؛ حيث كان فرعون يُقتِّل أبناءهم عاماً، ويتركهم عاماً آخر، ويَستحيي نساءهم، وقد شاء الله أن تلد أمّ موسى في العام الذي يُقتَّل فيه الأولاد، فخَشِيت عليه من بَطْشهم، وفيما يأتي بيان ما حدث مع موسى -عليه السلام-:[٣١] موسى في التابوت: وضعت أمّ موسى وليدها في تابوتٍ، وقذفته في البحر؛ استجابةً لأمر الله -سبحانه وتعالى-، وقد وعدها الله -سبحانه- بردّه إليها، وأمرت أخته بتتبُّع أمره، وخَبَره. دخول موسى إلى قصر فرعون: شاء الله -سبحانه- أن تسير الأمواج بالتابوت إلى قصر فرعون، فالتقطه الخدم، ذاهبين بالتابوت إلى آسية زوجة فرعون، فكشفت عمّا في التابوت، فوجدت موسى -عليه السلام-، فقذف الله حبّه في قلبها، وعلى الرغم من أنّ فرعون همَّ بقَتله، إلّا أنّه تحوّل عن الأمر برجاءٍ من زوجته آسية، وقد حرّم الله عليه المراضع؛ فلم يقبل الرضاعة مِمّن في القصر، فخرجوا به إلى السوق باحثين عن مُرضعةٍ، فأخبرتهم أخته بمَن يصلح بذلك، وذهبت بهم إلى أمّه، وبذلك تحقّق وعد الله -سبحانه- بإرجاع موسى إليها. خروج موسى من مصر: خرج موسى -عليه السلام- من مصر بعد أن قتل رجلاً مصريّاً خطأً؛ نُصرةً لرجلٍ من بني إسرائيل، وكان قد توجّه إلى بلاد مَدْين. موسى في مدين: استظلّ موسى -عليه السلام- بشجرةٍ حين وصوله إلى مَدْين، ودعا ربّه الهداية إلى الطريق المستقيم، والصراط السويّ، ثمّ توجّه إلى بئر مَدْين، ووجد عنده فتاتَين تنتظران سقاية الماء لِما معهما من الأغنام، فسقى لهما، ثمّ استظلّ، ودعا ربّه بالرزق، وعادت الفتاتان إلى أبيهما، وأخبرتاه بما حصل معهما، فطلب من إحداهما الإتيان بموسى؛ ليشكره على صنيعه، فأتت به على استحياءٍ منها، واتّفق معه على الرَّعي له مدّة ثمان سنواتٍ، وإن زاد سنتَين فمن عنده، على أن يُزوّجه إحدى ابنتَيه، فوافق على ذلك. عودة موسى إلى مصر: عاد موسى -عليه السلام- إلى مصر بعد وفائه لعهده مع والد زوجته، وبحلول الليل أخذ يبحث عن نارٍ يستوقدها، إلّا أنّه لم يجد إلّا ناراً إلى جانب الجبل، فذهب إليها وحده تاركاً أهله، فناداه ربّه، وخاطبه، وأجرى على يدَيه معجزتَين؛ الأولى: تحوُّل العصا إلى ثعبانٍ، والثانية: خروج يده من جيبه بيضاء، فإن أرجعها عادت إلى حالتها الأولى، وأمره أن يذهب إلى فرعون مصر داعياً إيّاه إلى عبادة الله وحده، فطلب موسى من ربّه إعانته بأخيه هارون، فاستجاب له. دعوة موسى لفرعون: توجّه موسى مع أخيه هارون -عليهما السلام- إلى فرعون؛ لدعوته إلى توحيد الله، فأنكر فرعون دعوة موسى، وتحدّاه بسَّحَرَته، واتّفقا على موعدٍ يلتقي فيه الفريقان، فجمع فرعون السَّحَرة، وتحدّوا موسى -عليه السلام-، فثبتت حُجّة موسى، قال الله -تعالى-: (ثُمَّ بَعَثنا مِن بَعدِهِم موسى وَهارونَ إِلى فِرعَونَ وَمَلَئِهِ بِآياتِنا فَاستَكبَروا وَكانوا قَومًا مُجرِمينَ*فَلَمّا جاءَهُمُ الحَقُّ مِن عِندِنا قالوا إِنَّ هـذا لَسِحرٌ مُبينٌ*قالَ موسى أَتَقولونَ لِلحَقِّ لَمّا جاءَكُم أَسِحرٌ هـذا وَلا يُفلِحُ السّاحِرونَ*قالوا أَجِئتَنا لِتَلفِتَنا عَمّا وَجَدنا عَلَيهِ آباءَنا وَتَكونَ لَكُمَا الكِبرِياءُ فِي الأَرضِ وَما نَحنُ لَكُما بِمُؤمِنينَ*وَقالَ فِرعَونُ ائتوني بِكُلِّ ساحِرٍ عَليمٍ*فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُم موسى أَلقوا ما أَنتُم مُلقونَ*فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ*وَيُحِقُّ اللَّـهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ).[٣٢] . نجاة موسى ومَن آمن معه: أمر الله -تعالى- نبيّه موسى -عليه السلام- أن يسير بقومه من بني إسرائيل ليلاً؛ هروباً من فرعون، وجمع فرعون جنوده وأتباعه؛ لحاقاً بموسى، إلّا أنّ فرعون غرق مع مَن معه.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|