قصّة محمّد عليه الصلاة والسلام
بعثَ الله محمّداً خاتم أنبيائه بعد بلوغه سنّ الأربعين، وقد بدأ -عليه الصلاة والسلام- دعوته سرّاً، واستمرّ فيها ثلاث سنواتٍ قبل أن يأمرَه الله بالجَهْر فيها، وقد تحمّل -عليه الصلاة والسلام- الأذى والمَشقّة في سبيل دعوته؛ ممّا أدّى بالصحابة إلى الهجرة إلى الحبشة؛ فراراً بدينهم، واشتدّ الحال على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وخاصّةً بعد وفاة أقرب الناس إليه، فخرج من مكّة إلى الطائف؛ مُلتمِساً النُّصرة منهم، فما وجد غير الأذى والسُّخرية، فعاد -عليه الصلاة والسلام- ليستكملَ دعوته، وكان يعرض الإسلام على القبائل في موسم الحَجّ، فالتقى يوماً بنَفرٍ من الأنصار الذين آمنوا بدعوته، ورجعوا إلى المدينة؛ لدعوة أهليهم، ثمّ تهيّأت الظروف فيما بعد؛ لعَقْد بيعتَي العقبة الأولى والثانية بين الرسول -عليه الصلاة والسلام-، والأنصار، وبذلك مُهِّد أمر الهجرة إلى المدينة، فخرج النبيّ مع أبي بكرٍ تلقاء المدينة، ومرَّ في طريقه بغار ثورٍ، وبَقِي فيه ثلاثة أيّامٍ قبل بلوغ المدينة، وبنى المسجد فور وصوله إيّاها، وأقام فيها الدولة الإسلاميّة، وبقي يدعو إلى رسالة الإسلام إلى أن تُوفِّي -صلّى الله عليه وسلّم- وعمره ثلاث وستّون سنةً.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|