أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمراً لقواته بإرسال التعزيزات العسكرية اللازمة للدفاع عن باخموت شرق البلاد، التي تشهد احتداماً في المعارك، نافياً بقراره التكهنات حيال انسحاب جيشه أمام الجيش الروسي الذي يسعى منذ تسعة أشهر لمحاصرة المدينة. وقال الرئيس الأوكراني في رسالته المصورة اليومية، إنه قد أصدر الأوامر لقيادة الأركان بوجوب إرسال تعزيزات للقوات التي تدافع عن باخموت شرق البلاد، مجدداً التأكيد على «عدم التخلي عن أي جزء من أوكرانيا» لروسيا. ويضع هذا القرار حداً للتكهنات والشائعات التي تسري منذ أسبوع بخصوص قرب انسحاب الأوكرانيين أمام الجيش الروسي الذي يشن منذ تسعة أشهر حملة لمحاصرة المدينة ذات الأهمية «الإستراتيجية المحدودة» حسب مراقبين. ونفى مسؤولون أوكرانيون الأنباء حول قرب انسحاب قواتهم من باخموت مؤكدين أن الدفاع عن المدينة شكّل «نجاحاً إستراتيجياً» من خلال تعبئة وإضعاف القوات الهجومية الروسية التي تكبدت خسائر فادحة دون أن تحقق أي مكسب حاسم. بدوره، أفاد يان جاجين، مستشار القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبيىة، أمس، بأنه على الرغم من الخسائر الفادحة لقوات كييف في أرتيوموفسك (باخموت)، فإن القيادة الأوكرانية ترسل المزيد والمزيد من التعزيزات، كما تشهد المدينة قتالاً عنيفاً. وقال في حديثه لقناة «روسيا 24» بأنه: «بالنظر إلى خسائر القوات المسلحة الأوكرانية البالغة، مئات الأشخاص كل يوم، فإن احتفاظهم بالسيطرة على المدينة، برأيي، أمر غير مجدٍ»، مضيفاً «هم يحاولون إيصال قوات الاحتياط وإعداد قوات احتياطية جديدة، الآن تم نقل كتيبة جديدة إلى هناك». كما ذكّر المستشار، بأن هناك مجموعة من القوات الأوكرانية في الوقت الراهن يصل عددها إلى 10 آلاف عسكري في أرتيوموفسك. وتابع جاجين بالقول: «هم يقاتلون بيأس هناك، ولا ينبغي أن نقلل من شأن العدو وهم مسلحون وهم يحاربون بكل جدية، ولذلك القتال من أجل المدينة قاسٍ للغاية». وتقع أرتيوموفسك التي تدور من أجل السيطرة عليها معارك شرسة، في الجزء الذي تسيطر عليه كييف من جمهورية دونيتسك الشعبية، إلى الشمال من مدينة غورلوفكا وهي مركز لوجستي مهم لنقل الإمدادات لمجموعة القوات الأوكرانية في دونباس. في المقابل، كشف وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، عن حصيلة خسائر ضخمة لدى القوات الأوكرانية خلال شهر فبراير الماضي، مبيناً أن هذه الخسائر أكبر نسبة 40% عن الشهر السابق. وقال شويجو خلال مؤتمر عبر الهاتف مع القيادة الروسية، أمس، إن إمداد دول «الناتو» بالأسلحة إلى نظام كييف لم يسبب نجاحاً يذكر للقوات الأوكرانية التي خسرت أكثر من 11 ألف عسكري فقط في شهر فبراي الماضي وهو ما يزيد بنسبة 40%عن خسائر كييف في يناير. واعتبر شويجو أن «عدم اكتراث نظام كييف بشعبه، الذي لا يأخذ في الاعتبار الخسائر البشرية الهائلة لصالح القيمين الغربيين، أمر مثير للدهشة». في حين تبقى أولوية روسيا هي «الحفاظ على حياة وصحة الأفراد والمدنيين. وسنواصل تنفيذ المهام في إطار العملية العسكرية الخاصة». وشدد شويجو على ضرورة وضع حد لقيام الغرب، بقيادة أمريكا، بتزوير حقيقة المساهمة الرئيسية لروسيا في هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية. وأعلن شويجو عن تحرير بلدات نيكولايفكا ودفوريتشنو وكراسنايا غورا وغريانيكوفكا وباراسكوفيفكا نتيجة للهجوم على محوري دونيتسك وكوبيانسك. إلى ذلك، صرح نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، بأن وارسو تريد إنشاء مركز خدمة لدبابات ليوبارد المنقولة إلى أوكرانيا وإنتاج قطع غيار لها. وقال: «لقد قمت بترتيب لقاء مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس. الشيء الرئيسي الذي سنتحدث عنه هو قلة توافر قطع غيار دبابات ليوبارد. أريد للوزير بيستوريوس أن يؤثر على الصناعة الألمانية حتى تظهر قطع غيار ليوبارد». وأضاف: «نحن مستعدون لإطلاق مركز خدمة في بولندا، والذي سيتعامل مع إصلاح وصيانة خزانات ليوبارد التي يتم تسليمها إلى أوكرانيا». وتابع الوزير البولندي: «أتوقع أن يصل الأمر إلى نقطة تحول وأن الوزير بيستوريوس سيجعل صناعة الدفاع الألمانية تبدأ في إنتاج قطع الغيار. صناعة الدفاع البولندية جاهزة أيضاً لذلك، لكن جميع الوثائق موجودة في ألمانيا».