من أوتاوا، وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها»، ويأتي تصريح بايدن غداة ضربات جوية في سوريا، نفذها الجيش الأمريكي وأسفرت عن مقتل مقاتلين موالين لإيران.
وكان نحو 19 مقاتلاً قد لقوا مصرعهم في غارات جوية أمريكية استهدفتهم في شرق سوريا ليل الخميس-الجمعة، ردًا على هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة وأسفر عن مقتل متعاقد أمريكي.
ونفذت طائرات التحالف الدولي في منتصف ليل الخميس - الجمعة وفجر السبت، قصفاً طال موقعاً لـ«الحرس الثوري» الإيراني ببادية البوكمال شرق دير الزور، وموقعاً آخر للمليشيات في أطراف مدينة الميادين من الجهة الجنوبية، ومستودعاً للذخيرة في مركز الحبوب ومركز التنمية الريفية مقابل إسكان الضباط في حي هرابش بمدينة دير الزور.
وعقب الاستهدافات استنفرت المليشيات قواتها في البوكمال والميادين ومدينة دير الزور، تحسباً لهجمات جديدة، في حين أطلقت المليشيات صباح اليوم صواريخ من قاعدتها قرب عين علي بريف الميادين باتجاه حقل العمر النفطي الذي يوجد ضمنه قاعدة عسكرية تابعة للتحالف الدولي، كما تشهد أجواء المنطقة تحليقاً لطائرات حربية.
وتم الإعلان الأمريكي عن الضربات بينما كان بايدن قد توجه إلى كندا، حيث اجتمع مع رئيس الوزراء جاستن ترودو وألقى كلمة أمام البرلمان.
وتقود واشنطن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، وينتشر 900 جندي أمريكي ضمن قوات التحالف في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ويتواجدون في قواعد عدة في محافظة الحسكة (شمال شرق) والرقة (شمال) ودير الزور (شرق).
وتشكل واشنطن الداعم الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري الوحدات الكردية، التي قادت معارك على جبهات عدة ضد التنظيم وأعلنت في مارس 2019 دحره من آخر معاقله.
وسبق للولايات المتحدة أن استهدفت مواقع تابعة لمجموعات موالية لطهران، ففي أغسطس الماضي أمر بايدن بشن ضربات انتقامية مماثلة في محافظة دير الزور بعدما استهدفت طائرات مسيّرة عدة موقعا لقوات التحالف من دون أن تتسبب في أي إصابات.
وجاء الهجوم في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه وسائل إعلام رسمية إيرانية مقتل جنرال في الحرس الثوري قبل أيام «خلال مهمة في سوريا بوصفه مستشارًا عسكريًا».
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعًا داميًا متشعب الأطراف، تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.