بقايا مخلوق كان يعيش في الماضي السحيق هي الأحفورة، أو الحفرية، والحفرية هي انطباع لأثر الحيوان أو النبات أو الكائنات الصلبة التي كانت موجودة في عصر جيولوجي معين وهذه الآثار حفظت في الصخور في القشرة الأرضية مما جعل العلماء يستخدمون هذه الحفريات والصخور في معرفة عمر كل منهم ومعرفة الكثير من الأشياء الأخرى عن عمر الأرض وآثار العصور السابقة.
عمل العلماء على تجميع الحفريات التي تظهر والآثار في سجل يسمى السجل الأحفوري وهو سجل يحفظ جميع البيانات لكل الحفريات التي ظهرت، وهذا السجل هو المرجع الوحيد والأساسي الذي من خلاله يتم التعرف على تاريخ الكائنات على سطح الأرض منذ بدء الخليقة.
الأحفورة لا تعبر عن الكائن الحي كله، بل هي عبارة عن أجزاء صغيرة فقط منه والتي تحفظ كأحافير في باطن الأرض، فمثلًا أغلب الكائنات الحية تحفظ على هيئة هياكل عظمية صلبة، ومقاومة وذلك بحسب درجة الحرارة والضغط وطبيعة الجو التي حفظت فيه، كما أن هناك مجموعة من التغيرات التي تحدث.
تحدث مجموعة من عمليات الإحلال والتبديل للأحافير، فقد تحل بعض العناصر والمعادن محل العظام أو قد تتحول العظام أصلًا إلى صخور صلبة، وهناك بعض الحالات النادرة التي يتم الاحتفاظ فيها بالأجزاء اللينة من جسم الكائن الحي وغالبًا ما تحدث في الحشرات والتي يتم حفظها في شيء يسمى الكهرمان وهي عملية تعرف بالتحجر.[1]
كيف تتشكل الحفريات
التحجر.
الضغط.
القوالب.
البقايا المحفوظة.
الكربنة.
إعادة التبلور.
هناك طرق عديدة وعمليات مختلفة تحدث مما يؤدي إلى تشكيل حفريات الكائنات الحية الحيوانات منها والنباتات والتي تؤثر بالطبع على كيفية ظهور الحفرية لنا ومن هذه الطرق:
التحجر: التحجر هي العملية الأكثر انتشارًا والتي من خلالها تتحول الكائنات الميتة إلى مادة حجرية، وتسمى أيضًا التمعدن لأن هناك مجموعة من السوائل المليئة بالمعادن تتحرك في الصخور وتتحرك على الكائنات الميتة، وهذه المواد تكون عبارة عن كربونات الكالسيوم والسيليكا، وفي النهاية تحل هذه المعادن كل المواد العضوية الموجودة في الكائنات الحية مما تجعلها تتمعدن وتتحول إلى حفريات.
الضغط: عندما تموت الكائنات الحية وتدفن في أعماق الأرض فإنها بمرور الزمن تكون أحافير وذلك عندما يتم الضغط عليها في العمق، وعادة ما تكون أجزاء منها وليس كلها، بقاياها بالمعنى الصحيح، ونتيجة لذلك يتم إنتاج بصمة أو علامة قاتمة منها بسبب الضغط العالي للرواسب أو ضغط مياه البحر.
القوالب: عندما تموت الكائنات الحية ذات الهياكل، وتتحلل قشرتها وبعض عظامها، فمن الممكن أن تترك شكل من أشكالها على شكل قالب، وبمرور الزمن تتجمع الرواسب في هذا القالب مما تكون شكلًا مطابقًا للشكل القديم أو على هيئة البقايا، وتحدث هذه العملية بشكل كبير في القواقع أو الكائنات البحرية الرخوة.
البقايا المحفوظة: هذه من أكثر طرق تشكل الحفريات ندرة، وتكون في شكل هياكل عظمية كاملة لأجزاء الجسم المختلفة، وعادة ما تحدث هذه العملية في الحشرات حيث يتم تحجرها في الكهرمان.
الكربنة: تتشكل الحفرية في الكائنات الحية بطرق كثيرة منها الكربنة، وتتم عن طريق تحللها كلها وإزالة جميع العناصر المكونة لها والغازات مثل الهيدروجين والأكسجين ولا يبقى فيها إلا الكربون فقط وهو الذي يكون الحفرية.
إعادة التبلور: في هذه الطريقة، تتحول الكائنات الحية أو الأجزاء الصلبة منها فقط إلى معادن أكثر استقرارًا، أو من الممكن أن تتحول إلا بلورات صغيرة أو ربما بلورات أكبر منها قليلًا.[2][3]
ما هي الأنواع المختلفة للحفريات
أحافير الجسم.
الأحافير الجزيئية.
آثار الحفريات.
أحافير الكربون.
الحفريات الكاذبة.
للأحافير أنواع مختلفة تصنف بحسب الجزء الذي تم تحويله لحفرية من جسم الحيوان أو الكائنات الحية الأخرى ومن هذه الأنواع:
أحافير الجسم: أحافير الجسم هي عبارة عن الأحافير لأجسام الكائنات الحية الأجزاء الرخوة منها والأصداف والهياكل العظمية، ومنها الأجسام الكاملة للحيوانات المنقرضة مثل الديناصورات والماموث، وكذلك النباتات وأوراقها، وأيضًا الأخشاب المتحجرة ، فتكون الأحافير على شكل قوالب داخلية وخارجية.
الأحافير الجزيئية: تمثل هذه الأحافير نوع مهم من الأحافير لأنها تعبر عن المؤشرات الحيوية أو البصمات الحيوية للكائنات الحية، وتندمج هذه المؤشرات مع الرواسب في النهاية مما يكون هذه الأحافير على هيئة صخور وأشياء متحجرة، وتتغير هذه الأحجار على مر السنين بسبب تغيير بعض المواد الكيميائية.
آثار الحفريات: تعبر هذه الآثار عن الإشارات التي تركها الحيوان أو النبات على سطح الأرض مما كون انطباعات على الأرض أو أعشاش أو جحور، ولا تبقى هذه المواد هكذا بل تحل محلها معادن ذات ألوان مميزة مما تعطيها شكلًا فنيًّا يتم استخدامه في السياحة فيما بعد.
أحافير الكربون: الكائنات الحية جميعها تحتوي على كربون، لذلك عندما تموت الكائنات الحية وتدفن في باطن الأرض وتتحلل فإنها تتحلل كلها إلا مادة الكربون التي تبقى صامدة في النهاية،وتظهر بعد آلاف السنين على هيئة طبقات رقيقة من الكربون آخذة شكل الكائن أو بقايا منه.
الحفريات الكاذبة: المعادن الموجودة في الأرض توجد منها محاليل مائية، فأحيانًا تسرع في الأرض وتأخذ شكل نبات أو حيوان، ولكن في الحقيقة ومع الدراسة لا تكون حيوانًا ولا نباتًا، ففي هذه الحالة يتم تسميتها حفريات كاذبة.[3]
أهمية دراسة الحفريات
تأريخ طبقات الأرض.
معرفة الكثير عن الماضي.
توثيق التغييرات.
معرفة أماكن النفط.
سجل الحفريات.
للحفريات أهمية كبيرة بالنسبة لعلماء الجيولوجيا، وكذلك المنقبين عن النفط لأنها تساعد في معرفة الكثير من المعلومات، ومن أهميتها:
تأريخ طبقات الأرض: واحدة من أهم الأشياء التي تساهم فيها الحفريات هي تأريخ طبقات الأرض، وهذا يدل على أنا لا تستخدم فقط في دراسة الكائنات الحية، بل تستخدم في معرفة عمر الصخور وذلك من خلال معرفة عمر الحفريات، وتشابهها في الطبقات الصخرية المختلفة وهذا ساهم بشكل كبير في معرفة الأرض والعصور الجيولوجية التي مرت عليها.
معرفة الكثير عن الماضي: مرت الأرض بظروف كثيرة منها الجوية وكذلك درجات الحرارة المختلفة، مما جعل الحيوانات والنباتات مختلفة باختلاف العصور، مختلفة في أشكالها وكذلك طريقة الغذاء، لذلك نحن من خلال الحفريات يمكننا معرفة طريقة غذاء الكائنات في العصور المختلفة وكذلك طرق تكاثرها.
توثيق التغييرات: تدل الحفريات بمختلف أنواعها على التغيرات البيئية المختلفة التي مرت بها الأرض على مر العصور، فمثلًا إذا وجدنا حفرية لكائن بحري في منطقة برية، فإننا بهذا نعرف أن هذا المكان كان في السابق بحرًا أو محيطًا، والعكس صحيح، لذلك السجل الأحفوري هو دليل كبير يرجع إليه في معرفة الكثير من الأشياء بخصوص الأرض.
معرفة أماكن النفط: عند الحفر بهدف إخراج النفط والبترول تظهر العديد من الحفريات في طبقات الصخور المختلفة، مما يساعد عمال النفط فيما بعد على معرفة الأماكن التي توجد فيها احتياطي النفط، وهذا يساعد بشكل كبير في العملية الاقتصادية والتجارية للبلاد.
سجل الحفريات: سجل الحفريات من المراجع المهمة لمعرفة التغيرات الكلية التي حدثت للأرض على مر العصور المختلفة، مما ساعدت في معرفة الكثير من الأشياء والاعتماد عليه في المستقبل، ولكن في سجل الحفريات توجد بعض الفجوات بين العصور وذلك لأن الأجزاء الرخوة من الكائنات الحية لا تكون حفريات ولكن هذا لا يجعل من السجل شيء غير مفيد بل العكس هو الصحيح