تعقد الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي اجتماعًا طارئًا مفتوح العضوية للجنة التنفيذية على مستوى المندوبين صباح السبت في مقر الأمانة العامة بجدة، ومن المرتقب أن يبحث الاجتماع الطارئ الذي دعت له دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية، الاقتحامات والاعتداءات التي تقدم عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه.
وكانت الأمانة العامة للمنظمة قد دانت بشدة اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي السافر للمسجد الأقصى المبارك، واعتداءها الوحشي على المصلين في باحاته واعتقال عدد منهم، معتبرة هذا التصعيد الخطير اعتداء على حرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، وانتهاكا صارخاً لاتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وحمل الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، إسرائيل، قوة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الاعتداءات المرفوضة والمدانة والتي من شأنها أن تغذي التوتر والعنف وعدم الاستقرار في المنطقة، مجددًا التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، ومطالبًا في الوقت نفسه المجتمع الدولي بالتحرك الجاد من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، وإلزام إسرائيل، قوة الاحتلال، باحترام حرمة الأماكن المقدسة والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي في المسجد الأقصى المبارك.
تضامن في يوم الأرض
والشهر الماضي وبمناسبة ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الذي يصادف 30 مارس من كل عام، والذي يجسد محطة لتجديد التضامن مع الشعب الفلسطيني في دفاعه عن أرضه وتاريخه ومقدساته وهويته الوطنية، أكدت المنظمة، وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها المطلق لنضاله العادل من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة بما فيها حقه في تجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية. كما استذكرت المنظمة في هذه المناسبة بكل إجلال وإكبار تضحيات الشعب الفلسطيني عبر عقود، وصموده المتواصل في مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على الاستيطان الاستعماري، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل والتمييز العنصري، والتطهير العرقي والتهجير القسري، وتهويد مدينة القدس، وتدعو في هذا الصدد، الأطراف الدولية الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه وضع حد لسياسات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
إدراة شؤون فلسطين والقدس
أحدث حريق المسجد الأقصى الذي شب في الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969، غضبًا عارمًا في أرجاء العالم الإسلامي، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب.
وتعتبر قضية فلسطين والقدس السبب الرئيسي وراء إنشاء منظمة التعاون الإسلامي في العام 1969م، وتم تأسيس إدارة شؤون فلسطين والقدس كإدارة رئيسية في الأمانة العامة ويرأسها أمين عام مساعد وفقاً للمادة الثامنة عشر من ميثاق المنظمة والتي تنص على أنه «يخصص منصب واحد من مناصب الأمناء العامين المساعدين لقضية القدس الشريف وفلسطين على أن تتولى دولة فلسطين تعيين مرشحها لهذا الغرض».
وتستهدف الإدارة، العمل على تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف بما في ذلك حقه في العودة، وتقرير المصير، وتجسيد قيام دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967م وعاصمتها القدس الشريف، والحفاظ على هويتها العربية وصون الأماكن المقدسة فيها، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك مدينة القدس والأراضي العربية المحتلة الأخرى.
ومن أبرز مهام إدارة شؤون فلسطين والقدس:
- متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات والخطط ذات العلاقة بشؤون فلسطين والقدس الصادرة عن مؤتمرات القمة الإسلامية ومجالس وزراء الخارجية والاجتماعات الوزارية.
- إعداد التقارير السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية التي تؤدي إلى دعم كفاح الشعب الفلسطيني، ومساعدته على استرجاع حقوقه المشروعة، وتزويد الدول الأعضاء وأجهزة المنظمة وهيئاتها ذات العلاقة بهذه التقارير.
- تنسيق الجهود والمواقف والسياسات تجاه مدينة القدس كقضية مركزية، ومتابعة تنفيذ قرارات المنظمة الخاصة بها فيما يتعلق برصد ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية وسياسات التهويد، وتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتنمية القدس وتفعيل اتفاقيات التوأمة معها والمساهمة في الحفاظ على هويتها العربية وصون الأماكن المقدسة فيها.
- إعداد الخط الإعلامي المناسب للتعريف بالقضية الفلسطينية وفضح الانتهاكات الاسرائيلية لحرمة الأماكن المقدسة، وتنسيق النشاط الإعلامي مع الأجهزة المتخصصة.
- رصد نشاط الاحتلال الإسرائيلي في شتى صوره وخاصة سياسات الاستيطان الاستعماري، والتهويد، والتهجير القسري، واقتراح التدابير اللازمة لمواجهة ذلك.
- متابعة ما يدور في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى حول قضية فلسطين والقدس الشريف في جميع المجالات وتنسيق دور المجموعة الإسلامية من خلال المكاتب الخارجية للمنظمة.
- تمثيل الأمانة العامة في والمؤتمرات والندوات والاجتماعات والمناسبات الأخرى التي تعقد في مجال اعمال شؤون القدس وفلسطين.
- متابعة تنفيذ القرارات الصادة بخصوص المكتب الإسلامي لمقاطعة إسرائيل، ومتابعة سياسات الاحتلال الإسرائيلي المتعلقة بالاستيطان الاستعماري، وجدار الفصل العنصري، والاعتداءات والانتهاكات اليومية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
مكتب المقاطعة وملف الأراضي المحتلة
ومن أبرز الوحدات الإدارية التابعة لإدارة شؤون فلسطين والقدس: المكتب الإسلامي لمقاطعة إسرائيل: تأسس بناء على القرار قرار رقم 15/12- س الصادر عن المؤتمر الإسلامي الثاني عشر لوزراء الخارجية في العام 1981م. ويعمل على تحقيق جهود الأمانة العامة في تنفيذ القرارات الصادرة بخصوص المكتب الإسلامي لمقاطعة إسرائيل، ومتابعة سياسات الاحتلال الإسرائيلي المتعلقة بالاستيطان الاستعماري، وجدار الفصل العنصري، والاعتداءات والانتهاكات اليومية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وكذلك المكتب التمثيلي للمنظمة لدى فلسطين ويعمل على تطوير العلاقة المتبادلة والقائمة على التعاون والتنسيق والتشاور مع دولة فلسطين، استناداً إلى أهداف ومبادئ وقرارات المنظمة، بما يسهم في تعزيز دورها تجاه دعم حقوق الشعب الفلسطيني وبناء مؤسساته الوطنية، وتلبية احتياجاته، وتعزيز صموده، والحفاظ على مقدساته.
- وهناك ملف شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة حيث تتم متابعة أربعة ملفات فرعية وهي الاجتماعات الوزارية، وعملية السلام، والعلاقة مع المنظمات الدولية، وكذلك مسالة اللاجئين ووكالة الأونروا.
أما ملف شؤون القدس فيعمل على متابعة أربعة ملفات فرعية وهي الخطة الإستراتيجية لتنمية القدس، والانتهاكات الإسرائيلية في القدس، والتوأمة مع القدس، وكذلك متابعة أعمال لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف.
وهناك كذلك ملف شؤون التنمية ويعمل على متابعة أربعة ملفات فرعية وهي التنمية والمساعدات الانسانية، والأنشطة الإعلامية والثقافية، والصناديق التنموية، والاجهزة التابعة للمنظمة، وذلك في كل ما يتعلق بقضية فلسطين والقدس.
لجنة القدس
أمل مجموعات الاتصال والأجهزة ذات العلاقة بقضية فلسطين والقدس، فتنبثق منها: لجنة القدس، وقد أنشئت طبقا للقرار رقم 1/6- س الصادر عن المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الخارجية الذي عقد في جدة خلال الفترة من 12 إلى 15 يوليو 1975م (بالمملكة العربية السعودية)، وتهدف إلى متابعة تنفيذ القرارات التي اتخذتها منظمة التعاون الإسلامي المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، ومتابعة قرارات الهيئات الدولية الأخرى التي تؤيد موقف المنظمة أو تتمشى معه، والاتصال مع أية هيئات أخرى، واقتراح ما تراه مناسبًا على الدول الأعضاء لتنفيذ المقررات وتحقيق أهدافها واتخاذ ما تراه من إجراءات تجاه المواقف التي تستجد ضمن حدود هذه الصلاحيات.
وعقدت اللجنة عشرين دورة آخرها بمدينة مراكش بالمملكة المغربية يومي 17 -18 يناير 2014م، وينتخب مجلس وزراء خارجية المنظمة أعضاء لجنة القدس لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، وتضم حاليًا في عضويتها الدول التالية: المملكة المغربية - المملكة العربية السعودية - المملكة الأردنية الهاشمية - جمهورية العراق - دولة فلسطين - الجمهورية اللبنانية - الجمهورية الإسلامية الموريتانية - جمهورية مصر العربية - جمهورية بنغلادش الشعبية - جمهورية باكستان الإسلامية - الجمهورية الإسلامية الإيرانية - جمهورية إندونيسيا - جمهورية السنغال - جمهورية النيجر - جمهورية غينيا - جمهورية تركيا- الجمهورية العربية السورية (عضويتها معلقة في المنظمة منذ 2012م).
فريق الاتصال الوزاري بشأن قضية فلسطين والقدس
تشكل بناء على قرار مجلس وزراء خارجية المنظمة رقم 7/40/PAL (كوناكري، ديسمبر 2013)، وتبنى خطة تحرك إسلامي لدعم القضية الفلسطينية، وحماية القدس الشريف من سياسات التهويد الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير طابع المدينة العربي والإسلامي، وتغيير تركيبتها السكانية، وعزلها عن محيطها الفلسطيني، يرأس فريق الاتصال الوزاري وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالمملكة المغربية وعضوية وزراء خارجية دولة فلسطين والمملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية غينيا، وماليزيا، والجمهورية التركية، وجمهورية أذربيجان، بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.
اللجنة السداسية الخاصة بفلسطين
تأسست بناء على القرار رقم 1/13 - س الصادر عن الدورة الثالث عشر لمجلس وزراء الخارجية في العام 1982م، بهدف تنسيق المواقف والجهود السياسية واتخاذ جميع الخطوات الفعالة على أوسع نطاق دولي ممكن في الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وجميع المنظمات والمؤتمرات الدولية المختلفة الأخرى لدعم القضية الفلسطينية، تضم في عضويتها وزراء خارجية كل من: جمهورية باكستان الإسلامية؛ جمهورية السنغال؛ جمهورية غينيا؛ دولة فلسطين؛ ماليزيا، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.
صندوق القدس ووقفيته
تم تأسيسه بقرار من المؤتمر السابع لوزراء الخارجية في 1976م، ويعمل تحت إشراف مجلس إدارة ترأسه المملكة العربية السعودية وعضوية كل من دولة فلسطين، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، وجمهورية باكستان الإسلامية وجمهورية غينيا، بالإضافة الى معالي الأمين العام للمنظمة.