متاجرون مع الله
النفس التي تستشعر النعم، أصغرها لأكبرها نفسٌ راضية، مطمئنة، تستطيع الاستمرار بأقل القليل، لا تستعبدها الدنيا ولا يكسرها نقصها ولا تغيّرها..
تعلم أن الدنيا، الناس، المال، المواهب والوقت والصحة والجمال والأحباب.. كلها قد تذهب وقد تتبدل وقد تتغير في أي لحظة..
تحمد الله على كل تفصيلةٍ منها، تتأملها وتستشعر كرم الله عليها بها.. تشعر بالرضى ولو لم يكن معها إلا اليسير اليسير منها..
تلك النفس التي تسجد لله شكراً لأن أطفالها يعرفون ربهم، تحمده لأنها تستطيع تربيتهم أو حتى رؤيتهم، تكاد لا تصدق أن الله رزقها وسادةً تضع رأسها عليها بعد التعب، تتأمل في البرد وتحمد الله لوجود جدران تعزلها عنه، تفتح صنبور الماء فتحمد الله لأن الماء يسيل منه..
حتى في أشد البلاء.. يبقى مقدار عجيبٌ من الطمأنينة والراحة والسكينة في نفسٍ تحمد الله فعلاً على كل ما عندها، قد تكون في أشد أوجاع مرضها وتشعر بأن الله يغمرها بنعمه، قد تكون في عتمة السجن ووحدته وروحها تحلق في رحب فسيح، في ألم فقدٍ لأغلى أحبابها وترضى عن الله الكريم الذي ما أخذ إلا القليل مما أعطى..
تلك النفس التي لا يمكن أبداً طالما أن فؤادها يوحّد الله ألا ترضى عنه وتكون مصدر القوة والثبات حتى لغيرها..
تلك هي التي نتحدث عنها ونرجو الوصول إليها مع كل حديثٍ عن استشعار النعم وعن حمد الله وعن تكرار أننا كلنا بكل ما فينا وكل ما بين أيدينا كل ما في عالمنا.. كله لله..
إنا لله فعلاً.. الحمدلله..
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|