مبادرة لإنعاش زراعة البن والمدرجات

في سباق ثلاثي الأبعاد لمواكبة التحولات بالقطاع السياحي، تعود حاليا الروح الى جبال المنطقة الجنوبية من خلال سياحة الكهوف والفعاليات الرياضية والانشطة الزراعية الملائمة لطبيعة المنطقة جغرافيا. وتحتل التكوينات الصخرية الطبيعية والمنتجعات السياحية بجبل شدا الأسفل مكانة بارزة كوجهة سياحية طبيعية للزوار من داخل المملكة وخارجها لما يزخر به الجبل من نقوش أثرية ومنتجات زراعية وتكوينات جيولوجية ورياضات جبلية فضلا عن تنوع بيئتها ومناخها وتضاريسها. وكان للأهالي دور كبير في إعادة الروح إلى الجبل من خلال إنشاء عدد من المنتجعات السياحة المحاكية للطبيعة وبتصاميم فريدة إضافة إلى مشاريع حصاد مياه الامطار وإعادة تأهيل المدرجات الزراعية التي تقوم بها وزارة البيئة والمياه والزراعة.












وفي رحلة العودة إلى الجبل التي قامت بها "المدينة" برفقة عدد من أهالي جبل شدا الأسفل عبر طريق معبد في 35 دقيقة حتى الوصول الى أعلى قمة شدا الأسفل حيث تنخفض درجة الحرارة.

وعند وصولنا الى قمة الجبل رصدنا عددا من مزارع البن الشدوي التي أعاد الأهالي تأهيلها ومسارات للرياضات الجبلية وتسلق الصخور كما قام الأهالي باستغلال التجاويف الصخرية الكبيرة في الصخور وتحويلها الى منتجعات سياحية فاخرة وشاهدنا خلال الجولة وفدا سياحياً أجنبياً يرافقهم مرشد سياحي للتعريف بالجبل وبيئته وتاريخه.

إقامة ومبيت في كهوف قديمة






يقول ناصر الشدوي: اشتهر جبل شدا بمنطقة الباحة بطبيعته الفريدة وتشكيله الجيولوجي مما جعله وجهة سياحية فريدة يأتيه السياح من داخل المملكة وخارجها.

ويعد الجبل متحفاً جيولوجياً يتفرد بالأشكال الصخرية الغريبة التي تتمثل في شكل جمجمة إنسان أو فك حيوان إضافة إلى تجاويف أخرى تختزن المياه، وهي ميزة فريدة انفرد بها، كما لاحظنا كثيرًا من السياح الأجانب الذي يقصدون الجبل للسياحة التأملية، ويعتقدون أنه مكان مناسب للتأمل وجلب الطاقة لارتفاعه الشاهق ولهدوء المكان وبعده عن صخب الحياة وكأنه يعيد الزائر إلى سيرته الأولى.

مبادرة الأهالي للعودة للجبل






اعتبر ذياب الشدوي -مرشد هايكنج معتمد من الاتحاد السعودي- شدا بيئة مناسبة لممارسة رياضة الهايكنج والتسلق في ظل وجود مسار عقبة المصدرة الذي يبلغ طوله نحو12 كلم ، وهذا الطريق كان تعبره القوافل المحملة بالبن والمنتجات الزراعية الأخرى وكان وعراً حتى أمر الملك فيصل -يرحمه الله- برصفه للدواب وذلك في 1388هـ، الأمر الذي سهل لأهالي الجبل بعد ذلك الانتقال بقوافلهم إلى سوق المخواة بيسر وسهولة. واستعرض تجربته مع الوفود السياحية الأجنبية التي قطعت هذه المسافة مشيا على الأقدام وإعجابهم بالمسار الذي يضم عددًا من الآثار القديمة.

وقال إن رحلة العودة إلى الجبل بدأت بمبادرة من الأهالي أنفسهم لرغبتهم في إعادة إحياء التاريخ من خلال بناء المنتجعات السياحية وإعادة الزراعة والاستفادة من دعم وزارة البيئة والمياه والزراعة للمدرجات الزراعية واستقبال الوفود الأجنبية والسياحية، والتعريف بالجبل من خلال إقامة فعاليات رياضية كتسلق الصخور الكبيرة ورياضة المشي وإقامة العديد من المهرجانات بالتنسيق مع المحافظة والغرفة التجارية. ويرى محمد الشدوي أن فتح الطرق بجبل شدا الأسفل أسهم في عودة الأهالي لاقامة الكهوف في منظر مبهج منسم بعيداً عن الحياة المدنية.

جبل شدا مقصد لسياح العالم






قال ماشي العمري رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمخواة إن جبل شدا من المعالم السياحية الطبيعية بالمنطقة، ويقصده السواح من مختلف أنحاء العالم وقد نظمت الغرفة مهرجاناً لصناعة القهوة بمناسبة اليوم العالمي للقهوة لأهميتها الاقتصادية الكبيرة باعتباره المنتج الأكثر شهرة بين أنواع الزراعات ولما له من مردود اقتصادي عالمي جعله على قمة أكثر المنتجات أهمية على مستوى العالم.

إنشاء أول مدينة لزراعة البن بالباحة






أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة المهندس فهد بن مفتاح الزهراني أن زراعة البن السعودي تشتهر في جنوب المملكة بشكل عام وفي منطقة الباحة بشكل خاص حيث يوجد بجبل شدا الأعلى والأسفل وصدر المزاودة 200 مزرعة بها أكثر من 22 ألف شجرة من أجود أنواع البن السعودي، مشيراً إلى جهود وزارة البيئة لاستدامة هذه الزراعة عبر العديد من البرامج والمشاريع، ومنها مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وحصاد مياه الأمطار التي تقدم الدعم العيني للمزارعين إلى جانب شبكات الري الحديثة وتنظيف وتعميق الآبار وتغطيتها وتوزيع الشتلات التي استفاد منها ١٢٢ مزارعاً حتى الآن. وأشار إلى أن "برنامج ريف" الذي يقدم دعماً مادياً غير مسترد لضمان التنمية الريفية الزراعية المستدامة يهدف إلى تحسين القطاع الزراعي الريفي، ورفع مستوى معيشة صغار المزارعين، وزيادة كفاءة الإنتاج ، ويستهدف 8 قطاعات زراعية، منها تطوير وإنتاج وتصنيع وتسويق البن العربي. ولفت الى أن من بين برامج الدعم التي تقدمها الوزارة برنامج الزراعة العضوية من خلال إقامة الورش والندوات. وأشار الزهراني الى أن إنشاء أول مدينة لزراعة البن بمنطقة الباحة على مساحة إجمالية 1,600,000 متر مربع وبطاقة استيعابية تصل إلى 300 ألف شجرة سيرفع من حجم الإنتاج العام للبن العربي إلى 100%، كما يوفر 1000 فرصة وظيفية، إذ تتضمن مركز أعمال ومركز تدريب وسكن وضيافة ومعرض دائم بما يحقق عنصر جذب للمنطقة كوجهة سياحية زراعية مميزة.

عساكـ على القوهـ وفي انتظارجديدك
جنائن الورد لك ولقلمك الرائع
دمت بود

اسعدني حضوركم