مراجعة لمقال المس الشيطاني
مراجعة لمقال المس الشيطاني
المقال موضوعه المس الشيطانى وقد بدل الناس معناه الحقيقى وهو الوسوسة بالذنوب إلى التلبس وهو دخول جنى إلى جسد بشرى وقد تناول الكاتب ما أسماه سيطرة الشيطان وهو الجنى على الإنسان حيث قال :
"عادة ما يستخدم مصطلح "المس الشيطاني" أو التلبس لوصف التحكم الذي تحدثه الشياطين في نفس الانسان، حيث تتلاشى شخصية الانسان وذكرياته ويصبح كدمية تلعب بها قوى الشر التي تتملك عقله فيخبو نشاطه الطبيعي كمن على وشك الاحتضار أو الأفول، وعلى عكس التأثير الذي يتضمن نوع من انشاء قناة تنفذ منها الرسائل والايحاءات من الأرواح أو الجن فإن الضحية في حالة التلبس لا تملك أية نوع من التحكم بالذي يسيطر عليها أو يتلبسها إلا بوسائل تتضمن طقوساً لطرد الارواح والمعالجة بالقرآن الكريم وتدعى تلك الوسائل بـ Exorcism "
الغريب فيما ذكره المقال أن الكثير من الناس يصدقون بعضهم البعض فى حكاية التلبس مع أن الشيطان كما قص الله علينا فى كتابه اعترف بأن كل سلطانه هو الدعوة وهو الوسوسة حيث قال :
"وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى "
كما يتعارض مع أن الاتصال بين الجن والإنس انتهى بعد سليمان(ص) لأنه طلب من الله ألا يعطى أحد تلك القدرة على الاتصال حيث قال :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "
وتناول الكاتب أن حالات التلبس لا تقتصر على البشر وتشمل الحيوانات وحكى بعض الحكايات من التاريخ المفترى حيث قال :
"ولا يقتصر التلبس على البشر ولكن يشمل تأثيره أيضاُ على الحيوانات. يرجع أول توثيق معروف لحالات التلبس إلى الحضارة السومرية التي نشأت في بلاد الرافدين حيث كانوا يعتقدون أن سبب المرض في الجسم أو العقل يرجع إلى تأثير "ارواح المرض"، حيث كان الكهنة من رجال الدين يمارسون طقوس طرد الأرواح عبر صلواتهم الموجهة للألهة بهدف حمايتهم من الشياطين أو تخليص أجسادهم منها."
وتناول أن علم النفس الحديث لا يعترف بحكاية التلبس المزعومة حيث قال :
"علم النفس الحديث لا يعترف بوجود تأثيرات من عوالم أخرى كالجن أو الشياطين وبالتالي ما يسمى التلبس أو المس الشيطاني ليس إلا مجرد حالات هلوسة أو انفصام في الشخصية حيث الماضي الشخصي للانسان والثقافة بما فيها الدين تلعب دوراً أساسياً في التأثير على ما يريد عقله أن يفسره سواء بما يراه من صور ذهنية قد تكون مخيفة أو أصوات تأمره بالرذيلة أو التمرد على القيم الأخلاقية، ويكون العلاج عبر الخضوع لجلسات الكهرباء الدماغية و تناول بعض العقاقير المهدئة والجلسات النفسية. الأديان السماوية بما فيها الإسلام أقرت بتأثير الشياطين على البشر في حالات معينة"
واعتبر علم النفس تلك الحالة هلوسة أو انفصام فى الشخصية حيث قال :
"ويعتبر التلبس أقوى تلك الحالات ويندر حدوثه حيث تعتبر مجرد حالات هلوسة أو انفصام شخصية أو صرع لدى النفسانيين"
وحكى الكاتب لأعراض تلك الحالة حيث قال:
"وللتلبس الشيطاني علامات عديدة تلاحظ على الضحية وهي:
1.الانعزال عن المجتمع وحب الجلوس وحيداً في أوقات متأخرة من الليل وفي أماكن مثل المرحاض أو الحمام.
2. تدنيس المقدسات أو شتم رموز الدين أو تمزيق الكتب المقدسة.
3. جمود في حدقة العين.
4. عصبية لا مبرر لها.
5. الاحساس بثقل على الصدر.
6. الاتيان بفعل شائن كالتبول والتعري أو حتى الاستمناء أمام الناس.
7. التحدث فجأة بلغات أخرى لم يكن يعلمها أو بصوت لا يعود لها كأن تتحدث المرأة بصوت رجل أو العكس.
8. في حالات نادرة جداً قد يرتفع جسد المتلبس فوق سريره أو قد تتحرك أشياء حوله بدون سبب ظاهر.
9. كوابيس مخيفة متكررة ترى فيها الضحية أشكال مخيفة كالثعابين والكلاب أو أشكال غير بشرية مخيفة وقد يراها في وقت اليقظة.
10. كوابيس تحرش جنسي متكررة تشعر بها الضحية بالخوف والقرف."
والحالة ىالذى ذكرها المقال ليست سوى حالات مختلفة فبعضها يكون نتيجة ضغط نفسى هائل من الآخرين وبعضها يكون بسبب مواد مخدرة يعرفها الشخص أو لا يعرفها وبعضها يكون نتيجة انكار وجود الله وبعضها يكون نتيجة ألم فظيع نتيجة مرض مجهول ولا يجد صاحبه ما يخفف الألم سوى ارتكاب بعض الذنوب خاصة الاستمناء لأن الجسم خلاله يفرز مادة مخففة للألم
وتناول الكاتب علاج التلبس الكاذب حيث قال :
"يتم علاج حالات المس أو التلبس من خلال الرقية الشرعية أو بالقرآن الكريم أو الصلوات وقد ترجع أسباب التلبس إلى:
-فعل سحر لتسليط الشياطين على الضحية انتقاماً أو حقداً.
-عشق الجن للضحية سواء أمان رجلاً أو امرأة.
-ضعف الإيمان أو القيم الروحية لدى الضحية حيث يسهل قيادتها والتفرد بها والسيطرة على عقلها من قبل الشياطين"
وقطعا ليس العلاج كما قال الكاتب فلا يوجد علاج لتلك الظاهرة من قراءة القرآن أو الرقى أو الأدعية ... وإنما العلاج هو :
طاعة الله أولا وأخيرا فمن يعانى من ألم فظيع لابد من البحث عن علاج لمرضه من خلال التداوى عند الأطباء ومن يعانى من تلك الهلوسة يجب أن يراجع أكله وشربه ودوائه عند المختصين وأما باقى الحالات فعلاجها طاعة بقية أحكام الله
والمس الشيطانى فى كتاب الله ورد فى قوله سبحانه :
"الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا"
والمعنى :
إن الذين يأكلون الربا وهم الذين يأخذون الزيادة على الدين لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس والمراد لا يعملون إلا كما يعمل الذى توجهه الشهوة وهى هوى النفس الضال بالوسوسة والسبب أنهم قالوا :إنما البيع وهو التجارة مثل الربا وهو أخذ الزيادة على الدين لحاجة المدين
وقد فسر الله المس بأنه طائف أى وسوسة من الشيطان يبصرها المؤمن والمقصود يعرف أنها وسوسة أطاعها فيتوب منها مطيعا الله كما قال سبحانه :
"إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون "
ومن ثم كل ما يقال عن تلبس الجن بالناس أو الحيوانات كذب وباطل وتجارة يروجها من يستفيد منها من المشعوذين والدجالين الذين يكسبون من الناس المال وهم يعرفون أنهم لا يصنعون شيئا
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|