سرية أبي بكر الصديق إلى وادي القرى
كانت من ضمن السرايا والبعوث التي أرسلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد غزوة "بني المصطلق" أو "المريسيع" سنة 6 هجرية، والتي ظهر فيها دور الطابور الخامس داخل صفوف المجتمع الإسلامي: "المنافقون"، وما دبروه من شائعات وبلابل بشأن السيدة عائشة -رضي الله عنها- فيما يعرف بحادثة "الإفك" إبان تلك الغزوة.
وقد أرسل الرسول سنة 6 هجرية عددًا من السرايا والبعوث؛ وذلك جذبًا لود ومعاهدات رؤساء القبائل، وردًا لبعض الاعتداءات التي كثيرًا ما كانت تنشب من جانب الأعراب، وأغلب تلك السرايا كان بمثابة دوريات استطلاعية وتحركات تأديبية، لإرهاب من تسول له نفسه مناوئة الدولة الإسلامية في المدينة.
وقد أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذه السرية في رمضان سنة 6 هجرية، وأمر عليها أبوبكر الصديق - رضي الله عنه -، وفي بعض الروايات زيد بن حارثة - رضي الله عنه -، وذلك حينما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن بطن فزارة[1] يريد اغتياله.
يقول سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -:
"بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر إلى فزارة وخرجت معه حتى إذا ما دنونا من الماء عرس أبو بكر حتى إذا ما صلينا الصبح أمرنا فشننا الغارة، فوردنا الماء، فقتل أبو بكر من قتل، ورأيت طائفة وفيهم الذراري، فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فأدركتهم، ورميت بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رأوا السهم وقفوا، وفيهم امرأة هي أم قِرْفَة، عليها قَشْعٌ من أدِيم، معها ابنتها من أحسن العرب، فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر، فنفلني أبو بكر ابنتها، فلم أكشف لها ثوبًا، وقد سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت أم قِرْفَة، فبعث بها إلى مكة، وفدي بها أسري من المسلمين هناك".
وأم قرفة هي التي كانت تدبر لاغتيال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكرت الروايات - على كثرتها وتداخلها بشأن تلك السرية - أنها جهزت ثلاثين فارسًا من أهل بيتها لذلك، فلاقت جزاءها، وقتل الثلاثون في تلك السرية.
شارك في الإعداد: محمد مصطفى حميدة، ومصطفى عبد الباقي الخولي
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|