خطبة عبر من غزوة بدر
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرَضين، أرسل رسله حجة على العالمين ليحي من حيَّ عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، ترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره، واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله وأطيعوه، وابتدروا أمره ولا تعصوه، واعلموا أن خير دنياكم وأخراكم بتقوى الله بارك وتعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾ [الطلاق: 5]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا﴾ [الأنفال: 29]، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70-71].
في يوم الجمعة السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة، كان للمسلمين شأن آخر مع رمضان، كان يومًا حافلًا ونصرًا مؤزرًا، نصر الله به أولياءه، وأذلَّ فيه أعداءه، وذكر الله أحداث هذه الغزوة في كتابة، ورواها الحفاظ من حياة رسوله، سماه الله يوم الفرقان، قال تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنفال: 41]؛ لأن الله فرق به بين الحق والباطل، والتوحيد والشرك، والظلم والعدل.
يوم بدر فرقان بين عهد الضعف والأمر بالصبر والمصابرة وكف اليد، وعهد القوة والتمكن والفتوحات والتأييد.
يوم بدر كان فرقانًا لموازين عوامل النصر والهزيمة، فلقد خرجت قريش بطرًا ورئاء الناس صادَّة عن سبيل الله؛ ولكن سرعان ما رغمت الأنوف، وظهر الحق، وزهق الباطل.
يوم بدر كان فرقانًا وتحولًا في موازين القوة، وإظهار العزة والتمكين لأولياء الله.
عباد الله، في غزوة بدر دروس وعبر، وقد أمر الله بأخذ العظة والعبرة من القصص: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [يوسف: 111].
وفاء النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار ووفاؤهم معه:
حين انفلتت قافلة أبي سفيان، وقرر صناديد قريش الخروج استشار الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته في الخروج، فتكلم المقداد بن عمرو، وأحسن وأجاد، وكان من المهاجرين، ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((أشيروا عليَّ أيها الناس))، فقام سعد بن معاذ من الأنصار -وهو سيد الأوس- فقال: لكأنك تريدنا يا رسول الله، فقال عليه السلام: ((أجل))، فقال سعد: كأنك يا رسول الله خشيت أن تكون الأنصار ترى أنه ليس من حقها أن تنصرك إلا في ديارهم، وأنا أقول عن الأنصار وأجيب عنهم، فاظعن متى شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا منها ما شئت، والذي تأخذه منا أحب إلينا مما تتركه، وما أمرت فيه بأمر فأمرنا فيه تبع لأمرك، فَسِرْ بنا فوالله لو سرت بنا إلى بَرْك الغِمَاد لنسير معك، ولو استعرضت هذا البحر فخضته لنخوضه معك، والله لا نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، فإننا صبر في الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله.
فما أعظم وفاء المصطفى! وما أعظم وفاءهم! فإن الوفاء في حياتنا لعقودنا وعهودنا، ولمن خالطناه وخالطنا.
ومن دروس بدر: التفاؤل والثقة بالله هي الطريق للنصر.
فبعد أن استشير رسول الله بموقف صحابته جميعًا وتأييدهم، قال لهم: ((سيروا وأبشروا، فوالله لكأني أنظر إلى مصارع القوم))، وبدأ يشير إلى مصرع فلان، وهذا مصرع فلان إن شاء الله، فما تعدى أحدهم موضع إشارته، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقنا به، فاحشرنا ربنا مع الصادقين.
فإن التفاؤل والأمل يبعث على الجد والاجتهاد والإنجاز، فأين بث روح الأمل في أنفسنا وذرياتنا، ومن تحت أيدينا.
ومن دروس بدر: تعظيم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم للنص ووقوفهم عنده، وعدم تقديمهم للرأي على النص.
فحين سار النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه، ونزل بأدنى ماء من مياه بدر إلى المدينة، فقال الحُباب بن المنذِر رضي الله عنه: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أهو منزل أنزلك الله، فليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال النبي عليه السلام: ((بل هو الحرب والرأي والمكيدة)).
فقال الحباب: فليس هذا بنزل، فانهض بنا حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله ونُغور ما وراءه من الآبار؛ أي: ندفنها، ثم نبني عليه حوضًا، فنملؤها ماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون، فاستحسن النبي عليه الصلاة والسلام رأي الحباب، ومضى بأصحابه حتى نزل بالعدوة الدنيا مما يلي المدينة، وجيش قريش مما يلي مكة، وهنا تعرف سر تفوق جيل الصحابة ومن بعده السلف لاستمساكهم بالدليل، وعدم التقدم عليه، واتهام الرأي إذا خالف النص، ما أجمل مقدمة كلام الحباب: أهو منزل أنزلكه الله، فليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر!
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الحجرات: 1].
فيا أسفى على قوم غرَّتهم أنفسهم وعقولهم فاعترضوا على كلام ربهم ورسولهم صلى الله عليه وسلم، ولنعلم جميعًا أن فلاح العبد في الدنيا والآخرة بالاعتصام بالكتاب والسنة.
ومن دروس بدر: إظهار قيمة المسلم البينة الواضحة، فرسول الله ومع أنه يوحى إليه إلا أنه يشاور صحابته في الخروج، ويسمع منهم آراءهم.
ومن دروس بدر: أنه كلما زاد احترامك لمن تتعامل معه زاد ولاؤه لك:
فيا أيها المربون من آباء ومعلمين، احترموا من تحت أيديكم، وسترون عجبًا، فرسول الله لا ينطلق للجهاد إلا بعد سماعه لرأي أصحابه، ويغير موقع الجيش نزولًا لرأي أصحابه بعدما تبين له صوابه، وهو امتثال لأمر الله لنبيه ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: 159].
من دروس بدر: متى بذل العبد السبب الممكن وخلصت النية، فإن الله يمده بعون من عنده ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ [المدثر: 31].
فلقد أمر الله السماء أن تمطر مطرًا شديدًا ووحلًا زلقًا على المشركين، وكان طلًّا خفيفًا على المسلمين طهرهم به، ووطأ لهم الأرض، وثبت به الأقدام، ولقد غشي النعاس حيث محمد صلى الله عليه وسلم، فسبحان من وهبهم الطمأنينة، ثم أوحى للملائكة بتثبيت المؤمنين، قال تعالى: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾ [الأنفال: 11].
﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾ [الأنفال: 12].
ومن دروس بدر العظيمة بعد بذل السبب: التعلق الكامل بالله، والتبرؤ من الحول والقوة، وذلك بعد ذكر الله المبشرات لأهل الإيمان أمرهم بالتعلق به سبحانه دون غيره قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [آل عمران: 126].
ومن دروس غزوة بدر: اللجوء إلى الله، والتضرع بين يديه والانكسار هو من أعظم أسباب النصر والتوفيق، فلما التقى الفريقان قام رسول الله بين يدي ربه يدعو ويلح في الدعاء، ويتضرع بين يدي ربه يستغيث به يقول: ((اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم هذه قريش قد أتت بخيلها وخيلائها تصد عن دينك، وتحارب رسولك))، ثم يقول عن أصحابه: ((اللهم إن تهلك هذه العصبة فلن تعبد في الأرض)).
وأخذ رسول الله يرفع يديه ويلح بالدعاء، حتى سقط الرداء عن كتفيه، وأبو بكر صاحبه خلفه يعيد الرداء إلى كتفه ويبكي ويقول: يا نبي الله، بعض مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك.
فيستجاب للنبي والصحب الكرام، وينصر أهل الإسلام على أهل الكفر والطغيان، فيُقتَل من الكفار سبعون ويؤسر سبعون.
فيا أهل الحاجات، ما لكم عن دعاء ربكم معرضون غافلون، ما لكم تتصلون بكل أحد، وتنسون ربكم الواحد الأحد، ربنا الله الكريم عنده كل شيء، ولا يعجزه شيء، فاسأل ربك كل شيء مهما عظم في نفسك، فالله لا يتعاظمه شيء، فزكريا الكبير عليه السلام يطلب الولد، ويونس في بطن الحوت يطلب من ربه المدد، وإبراهيم الخليل يتضرع لربه عمارة الوادي، الذي ليس به أحد، وسليمان يطلب ملكًا لم يسبق إليه أحد، وأيوب المضطر المريض الذي يطلب العافية وهو فقد الصحة والمال والولد.
قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
من دروس غزوة بدر: ما أكرم الخلق عند الله إذا هم أطاعوه! وما أحقرهم إذا هم عصوه! ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج: 18].
من دروس غزوة بدر: حقارة الدنيا، فمع أن الانتصار للإسلام عظيم وكبير، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجع برقية رضي الله عنها، فيا لله لرسول الله كيف اكتحلت عينه بفاطمة اتهنؤه بالنصر، أو تعزيه برقية حتى نعلم جميعًا أن الدنيا دار ممر لا مستقر؟! والسعيد من اتعظ بغيره، واستعد لآخرته، وأدرك قيمة الوقت والزمن الفاضل الذي يعيشه، وعمل بوصية ربه في كتابه، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ [لقمان: 33].
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:
من دروس غزوة بدر: رمضان شهر الانتصارات على النفس والهوى والشيطان
فهل انتصرت مع من انتصر؟ رمضان شهر البذل والعمل لا شهر النوم والكسل، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، ومن كان مقصرًا في ما مضى فليستدرك ما بقي، فنحن على أبواب العشر مقبلون، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشد المئزر، ويوقظ أهله، ويحيي ليله، ويعتكِف في مسجده تفرغًا للطاعة، وهي سنة ما تركها المصطفى حتى مات.
اللهم أعنا على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
اللهم اجعلنا معظمين لأمرك مؤتمرين به، واجعلنا معظمين لما نهيت عنه منتهين عنه، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعز الإسلام والمسلمين، وأن تذل الشرك والمشركين، وأن تدمر أعداء الدين، وأن تنصر من نصر الدين، وأن تخذل من خذله، وأن توالي من والاه بقوتك يا جبار السماوات والأرض.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك يا ذا الجلال والإكرام اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وتفرُّقنا من بعده تفرُّقًا معصومًا.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا فأطل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بره ورضاه، ومن سبق للآخرة فارحمه رحمة من عندك، تغنيهم عن رحمة من سواك.
اللهم ارحم المسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، اللهم جازهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا يا رب العالمين.
اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ووفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.
اللهم أصلحنا وأصلح ذريتنا وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا، ومن لهم حق علينا يا رب العالمين.
اللهم ثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، اللهم كن لإخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم كن لهم بالشام وكل مكان يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمد إليك الخلائق في حوائجها، لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت، اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطائك اقضِ لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خير ما جزيت والدًا عن والده، اللهم كان منهم حيًّا فأطل عمره وأصلح عمله، وارزقنا بره ورضاه، ومن كان منهم ميتًا فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين.
﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الصافات: 180 - 182]، وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|