شاعر وكاتب وسينمائي فرنسي شهير، ولد في 28 ديسمبر 1928، وتوفي في 30 نوفمبر 1994 في باريس. كان من أشهر كتاب فرنسا الماركسيين ومن المتأثرين بالخصوص بفكر فيورباخ ، وترجمت أعماله إلى عشرات اللغات. كما أنه كان من أبرز المعارضين للحرب الفرنسية في الجزائر.
حياته المبكرة
وُلد غي ديبور في باريس عام 1931، وكان والده مارشال صيدلانياً وتوفي عندما كان غي صغيراً، بعدها أرسلته أمه بوليت روسي للعيش مع جدته في فيلا العائلة في إيطاليا، لكن العائلة اضطرت لترك الفيلا خلال الحرب العالمية الثانية وبدأت بالترحال من بلدة لأخرى، وكنتيجة لذلك ارتاد ديبور مدرسة ثانوية في كان، حيث بدأ اهتمامه بالأفلام وتخريب الممتلكات.
نشط ديبور في شبابه في معارضة الحرب الفرنسية في الجزائر، وانضم لمظاهرة في باريس ضدها، ودرس القانون في جامعة باريس، ولكنه غادر مبكراً ولم يكمل دراسته الجامعية، وبعد إنهائه مهامه الجامعية في جامعة باريس، بدأ مسيرته المهنية ككاتب.
انخراطه مع مناصري حركة الـ «ليتريزم»
انضم ديبور في عمر التاسعة عشرة للرابطة الدولية لمناصري حركة الـ «ليتريزم» (حركة طليعية فرنسية اشتقت اسمها مما يقابل كلمة letter بالإنكليزية؛ أي حرف)، والذين قادهم إيزيدور إيزو بشكل دكتاتوري إلى أن أنهى سلطته شقاق متفق عليه على نطاق واسع، وقد أدى هذا الشقاق لنشوء عدة فصائل من مناصري الليترزم اتُفق على قياة ديبور لإحداها إثر توصية لا لبس فيها من غيل وولمان، وفي ستينيات القرن العشرين، قاد ديبور مجموعة الأممية الموقفية، التي حثّت على الحراك في باريس عام 1968، والذي لعب ديبور فيه دوراً في احتلال السوربون، ويعتبر البعض كتابه المجتمع المشهدي (1967) محرضاً للحراك، رغم أن نص مصطفى خياطي عن فقر حياة الطالب المنشور في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1966 ربما كان أكثر أهمية بشكل مباشر.
تأسيس الأممية الموقفية
في عام 1957، اجتمعت في كوزيو داروسيا (كوينو) في إيطاليا كل من الرابطة الدولية لمناصري الليترزم، والحركة الدولية لباوهواس خيالي، والجمعية النفسية الجغرافية في لندن، لتأسيس الأممية الموقفية، مع قيادة ديبور لممثلي وفد مناصري الليترزم.
بما أنها تألفت بداية من عدد من الفنانين المشهورين أمثال أسغر يورن وبينوت غاليزيو، ركزت بدايات الأممية الموقفية على تشكيل نقد للفن، سيفيد كأساس لدخول المجموعة مستقبلاً في النقد السياسي، وعُرفت الأممية الموقفية لعدد من تدخلاتها في عالم الفن، بما تضمن اقتحاماً لمؤتمر فني عالمي في بلجيكا عام 1958 تلقى تغطية إعلامية كبيرة، ما أدى في آخر المطاف إلى اعتقال العديد من الموقفيين والمتعاطفين المرتبطين بالفضيحة.
بالإضافة للفعل المذكور، سعت الأممية الموقفية لصياغة الرسم الصناعي، أو الرسم المنجز بشكل جماعي، بنيّة التشهير بالقيمة الأصلية المترافقة على نطاق واسع مع الفن في تلك الفترة، وفي سياق هذه الممارسات، كان ديبور منخرطاً بشكل كبير في التخطيط والجانب اللوجستي المترافق مع تحضير هذه التدخلات، بالإضافة إلى الدفاع النظري عن ممارسات الأممية الموقفية.