الأمور المعينة على الصدق
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: الصِّدْقُ أساسُ الإيمان، وأساسُ قَبولِ الطاعاتِ، ومن أهمِّ الأُمُورِ المُعِينَةِ عليه: الصِّدْقُ في طَلَبِ الصِّدْق؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69]؛ وقال سبحانه: ﴿ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23]. قال ابنُ القيمِ رحمه الله: (وَالمُعَوِّلُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ: عَلَى حُسْنِ النِّيَّةِ، وَخُلُوصِ القَصْدِ، وَصِدْقِ التَّوَجُّهِ). ومِمَّا يُعين على الصِّدْق أيضًا:
1- تَوحِيدُ اللهِ، وصِحَّةُ المُعْتَقَدِ:تحقيقُ التَّوحيدِ، وتصحيحُ المُعْتقدِ هو الذي يَجْلُبُ الصِّدقَ والإخلاصَ للعبد؛ لأنَّ أكثرَ ما يُوقِعُ في الكذبِ والنِّفاقِ هو الخوفُ من المَخْلوق، أو الطَّمَعُ فيما عنده. وهذا هو التَّعَلُّقُ بغيرِ اللهِ تعالى رغبةً ورهبةً.
وحقيقةُ التَّوحيدِ: هي أنْ يعرفَ العبدُ ربَّه حَقَّ المعرفة؛ بربوبيته، وألوهيته، وأسمائِه الحُسنى وصفاتِه العُلى، ويَذْعَنَ بقلبِه وقالَبِه لِرَبِّه، فيمتلئُ القلبُ بالمحبةِ، والإجلالِ، والخُضوعِ، والإخلاصِ، والصدقِ، وبقيةِ أعمال القلوب، ويَظْهَرُ مِصْداقُ ذلك على اسْتِسْلامِ الجوارح، وانقيادِها لطاعةِ الله تعالى.
2- الإيمانُ بِاليومِ الآخِرِ، واليَقِينُ بِلِقاءِ اللهِ:إنَّ الإيمانَ باليومِ الآخِر وملاقاةَ اللهِ سبحانه هو الذي دَفَعَ المؤمنين لطاعة ربِّهم؛ ولذا تَكَرَّرَ لَفْظُ "اليومِ الآخِرِ" في القرآن الكريم سَبْعًا وعشرين مَرَّةً. والمُؤمن باليومِ الآخِر؛ لا تراه إلاَّ صادقًا في جميع أُموره، وإنْ حصلت منه كَبْوَةٌ فسرعان ما يُقلع عنها بالتَّوبةِ والاستغفار؛ لأنَّ مَنْ أَيْقَنَ بالوقوف بين يدي ربِّه سبحانه، والإِحْصاءِ الدَّقيقِ لكلِّ أقواله وأعماله وأحواله، وعَرْضِها على الله تعالى يوم القيامة؛ سَتَنْصَبِغُ حياتُه بالصدق؛ لأنه هو الذي يَنْفَعُه يومَ القيامة ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ﴾ [المائدة: 119].
والذين ثَبَتُوا في قِتالِهم مع طالوتَ، وحَثُّوا قومَهم على الثَّبات؛ هم الذين أيقنوا بلقاءِ اللهِ عز وجل في الدارِ الآخِرَةِ، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].
3- التَّخَفُّفُ من الدُّنيا، وعَدَمُ الرُّكُونِ إليها: مِنَ الأُمورِ المُهِمَّةِ في تعزيزِ الصِّدْق: التَّجَافِي عن دار الغُرور، والإنابَةُ إلى دار الخُلود، والاستعدادُ للموتِ قبلَ نزوله. وأمَّا الانغماسُ في مَلَذَّاتِ الدنيا، والرُّكونُ إليها، فينتج عنه غَفْلَةٌ عن الآخرة، وتَشَتُّتٌ للقلب في أودية الدُّنيا وشِعابِها، وإعمالٌ لِلفِكْرِ للاستزادَةِ منها، والخوفِ على فواتِها. وفي المُقابِلِ: يَضْعُفُ الصِّدقُ ويَضْمَحِلُّ بسبب كثرةِ الكذب، والطَّمِعِ والجَشَعِ، والغِشِّ، والمُعاملاتِ المُحرَّمَة، وكثرةِ الشَّهَواتِ والشُّبُهات.
4- مُصَاحَبَةُ الصَّادِقين:البيئة التي يعيش فيها الإنسانُ تُؤثِّرُ فيه، وكذا الخُلَطاءُ الذين يُخالِطُهم، ورؤيةُ القُدُواتِ الصادقةِ تُؤثِّرُ فِيمَنْ صاحَبَهم – إذا كان أهلاً للخير، والعكسُ صحيح؛ فصُحْبَةُ الكَذَّابين والخائبين لا بد أنْ تَظْهَرَ صفاتُهم على مَنْ صاحَبَهم. قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]؛ فالكونُ مع الصادقين طَرِيقٌ إلى الصدق، والاتِّصافِ بصفاتِهم، والتَّحَلِّي بأخلاقهم. ومِنَ التَّربيةِ بِالقُدْوَة: الإكثارُ من قراءة سِيَرِ الصالحين الصادقين؛ من أنبياءِ اللهِ الكرام، وصَحْبِهم الأجِلَّاء، والتابعين لهم بإحسان، والسَّيْرُ على آثارِهِم.
5- النَّظَرُ في عاقِبَةِ الصِّدْقِ:مِمَّا يُعِينُ على الصِّدقِ، والتخلُّقِ به: النَّظَرُ في عاقبتِه الحميدةِ في الدُّنيا والآخِرَةِ. ففي الدُّنيا: تَحْصُلُ منه البَرَكَةُ والنَّماءُ في الأموال؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» رواه البخاري ومسلم. كما أنَّ فيه النَّجاةَ مِنْ مَضايِقِ الدُّنيا وشَدائِدِها؛ كما حَصَلَ للثلاثة أصحابِ الغارِ الذين نَجَّاهم صِدْقُهم وإخلاصُهم؛ كما أنَّ فيه كَسْبَ محبَّةِ الناسِ وتقديرِهم.
وأمَّا في الآخرة: فلا يَنْفَعُ من الأقوالِ والأعمال - عند الله تعالى يومَ القيامةِ – إلاَّ ما كان فيه الصِّدْقُ والإِخلاصُ، وأما ما سِوَى ذلك فيذهب أدراجَ الرِّياح، ولا يكونُ حَظُّ صاحبِه منه إلاَّ التَّعَبَ والسَّهَرَ. قال تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 24]؛ ﴿ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ﴾ [المائدة: 119].
6- الإِكْثَارُ مِنَ الأعمالِ الصَّالحةِ، وإِخْفَاءُ ما يُمْكِنُ منها:ومِنْ أهمِّ الأمور المُعِينة على الصدق: الإكثارُ من الأعمال الصَّالحةِ، ولا سيما المَخْفِي منها، يقول الله تعالى في "الحديث القدسي": «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا» رواه البخاري. فاللهُ تعالى يُحِبُّ المُكْثِرَ من النَّوافلِ حتى تُصْبِحَ جوارِحُه لا تَنْطِقُ إلاَّ في مرضاةِ اللهِ تعالى، وهذا هو حقيقة الصدق.
وكُلَّما كان العملُ الصَّالِحُ لا يراه إلاَّ اللهُ عز وجل كان أَقْرَبَ للصدقِ والإخلاص؛ ولذا جاء التَّرغيبُ في أداء النَّوافلِ في البيوت، وإِخْفاءِ ما يُمْكِنُ إخفاؤه؛ لأنه أرجى لِلقَبولِ، والثوابِ، لِتَحَقُّقِ الصدق، وأمَّا ما لا يمكن إخفاؤه؛ كأداء الفرائض، فلا بد من إظهارِها مع جماعةِ المسلمين.
الخطبة الثانية الحمد لله... أيها المسلمون.. ومِنَ الأُمورِ المُعِينَةِ على الصِّدْق:
7- تَحَرِّي الصِّدْقِ في الحَدِيثِ، وتَجَنُّبُ الكَذِبِ:لا بد للمسلم أنْ يَتَحَرَّى الصِّدْقَ، ويُرَوِّضُ نَفْسَه عليه؛ لِيُصْبِحَ خُلُقًا وعَادَةً له، يَسْرِي على جميع أحوالِه، فيَصِلُ إلى مرتبةِ الصِّدِّيقِيَّةِ التي يتنافس فيها الصَّادقون، ويُشَمِّرُ إليها المُشَمِّرون.
وكذا الحالُ في تَجَنُّبِ الكذبِ، وتَجَنُّبِ الوسائل المُؤَدِّيَةِ إليه، فإنَّ التَّهاوُنَ بالكذب، والتَّرَخُّصَ فيه، وعَدَمَ محاسبةِ النَّفْسِ في ذلك؛ يُبْعِدُها عن الصدق، بل يَصِيرُ عادةً، وطَبْعًا للإنسان، وقد يُؤدِّي به ذلك إلى أنْ يُكْتَبَ عند اللهِ كذَّبًا – والعياذ بالله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ. وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا. وَإِيَّاكُمْ وَالكَذِبَ؛ فَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ. وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» رواه مسلم.
وقد يَلْجَأُ المرءُ أحيانًا إلى الكذب - حين يَعْتَذِرُ عن خَطَأٍ وَقَعَ منه - ويُحاوِلُ التَّخَلُّصَ من عواقِبِه، وإحراجاتِه، ولا شَكَّ أنه سلوكٌ خاطِئٌ؛ لأنه فَرَّ مِنَ الشَّرِّ إلى شَرٍّ مِثْلِه أو أَشَدَّ منه. والواجِبُ: أنْ يُقِرَّ الإنسانُ بِخَطَئِهِ، فلعلَّ صِدقَه يَمْسَحُ هَفْوَتَه، ويَغْفِرُ زَلَّتَه، ويُنْجِيه من هذا المَوقِفِ المُحْرِج، فالصدقُ مَنْجَاةٌ لِصاحِبِه.
8- الإِكْثارُ مِنَ الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ:لا يَقْدِرُ العبدُ على شيءٍ من أمور الدِّينِ أو الدُّنيا إلاَّ بتوفيقِ اللهِ تعالى، وإعانَتِه له على تحصيله، فلا بدَّ للمُكَلَّفِ أنْ يستعينَ بربه سبحانه في أموره كُلِّها؛ ولو تَخَلَّى اللهُ تعالى عن عبدِه لَحظَةً واحدةً لَهَلَكَ؛ ولذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُرَدِّدُ هذا الدُّعاءَ كثيرًا، فيقول: «يَا حَيُّ! يَا قَيُّومُ! بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ» حسن – رواه النسائي في "الكبرى"، والطبراني، والبزار، والحاكم.
قال ابنُ القيِّمِ رحمه الله: (وَشَهِدْتُ شَيْخَ الإِسْلَامِ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - إذَا أَعْيَتْهُ المَسَائِلُ، وَاسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ؛ فَرَّ مِنْهَا إلَى التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، وَالِاسْتِغَاثَةِ بِاللَّهِ، وَاللَّجَأِ إلَيْهِ، وَاسْتِنْزَالِ الصَّوَابِ مِنْ عِنْدِهِ، وَالِاسْتِفْتَاحِ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ. فَقَلَّمَا يَلْبَثُ المَدَدُ الإِلَهِيُّ أَنْ يَتَتَابَعَ عَلَيْهِ مَدًّا، وَتَزْدَلِفُ الفُتُوحَاتُ الإِلَهِيَّةُ إلَيْهِ بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ.
وَلَا رَيْبَ أَنَّ مَنْ وُفِّقَ لِهَذَا الِافْتِقَارِ - عِلْمًا وَحَالًا، وَسَارَ قَلْبُهُ فِي مَيَادِينِهِ - بِحَقِيقَةٍ وَقَصْدٍ؛ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظُّهُ مِنَ التَّوْفِيقِ، وَمَنْ حُرِمَهُ؛ فَقَدْ مُنِعَ الطَّرِيقَ وَالرَّفِيقَ. فَمَتَى أُعِينَ مَعَ هَذَا الِافْتِقَارِ - بِبَذْلِ الجَهْدِ فِي دَرْكِ الحَقِّ - فَقَدْ سَلَكَ بِهِ الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ، وَذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ، وَاَللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ).
والمقصودُ: أنَّ من أعظمِ الأُمورِ المُعِينةِ على الصِّدقِ: دُعاءَ اللهِ بصدقٍ للتَّوفيقِ إلى الصِّدقِ، وقد كان من الدُّعاءِ الذي عَلَّمَه اللهُ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80]. قال القرطبيُّ رحمه الله: (فَهِيَ دُعَاءٌ؛ وَمَعْنَاهُ: رَبِّ أَصْلِحْ لي وِرْدِي وَصَدْرِي فِي كُلِّ الأُمُورِ). وهي دُعاءٌ بالصِّدق الشَّامِلِ للقلبِ واللِّسانِ والعملِ.
وقال ابنُ القَيِّم رحمه الله: (وَمَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ بَيْتِهِ وَدَخَلَ سُوقَهُ - أَوْ مُدْخَلًا آخَرَ - إِلَّا بِصِدْقٍ أَوْ بِكَذِبٍ، فَمُخْرَجُ كُلِّ وَاحِدٍ وَمُدْخَلُهُ: لَا يَعْدُو الصِّدْقَ وَالكَذِبَ، وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ). ففي هذا الدُّعاءِ العظيمِ سؤالُ اللهِ عز وجل الصِّدْقَ في جميع المَداخِلِ والمَخارِجِ؛ أَنْ تكون للهِ، وباللهِ، وبأمرِه، وابتغاءِ مَرْضاتِه.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|