أسماء أسارى بدر الذين من عليهم رسول الله من غير فداء
وممن سُمي من الأسارى، ممن منّ عليه من غير فداء، من بني عبد شمس بن عبد مناف: أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبدمناف، منّ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن بعثت زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفدائه[1]، ومن بني مخزوم بن يقظة: المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، وكان لبعض بني الحارث بن الخزرج، فترك في أيديهم حتى خلوا سبيله، فلحق بقومه.
قال ابن هشام: أسره خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري أخو بني النجار، قال ابن إسحاق: "وصيفي بن أبي رفاعة بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، ترك في أيدي أصحابه، فلما لم يأت أحد في فدائه أخذوا عليه: ليبعثن إليهم بفدائه، فخلوا سبيله، فلم يفِ لهم بشيء، قال حسان بن ثابت في ذلك [من الطويل]:
وما كان صيفي ليوفي ذمة
قفا ثعلب أعيا ببعض الموارد[2]
قال ابن هشام: وهذا البيت في أبيات له.
قال ابن إسحاق: وأبو عزة عمرو بن عبدالله بن عثمان بن أُهيب بن حذافة بن جمح، وكان محتاًجا ذا بنات، فكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، لقد عرفت ما لي من مال، وإني لذو حاجة، وذو عيال، فامنن علي، فمن عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخذ عليه ألا يظاهر[3] عليه أحداً، فقال أبو عزة في ذلك: يمدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويذكر فضله في قومه [من الطويل]:
من مبلغ عني الرسول محمداً
بأنك حق والمليك حميد؟
وأنت امرؤ تدعو إلى الحق والهدى
عليك من الله العظيم شهيد
وأنت امرؤ بوئت[4] فينا مباءةً
لها درجات سهلة وصعود
فإنك من حاربته لمحارب
شقيٌّ، ومن سالمته لسعيد
ولكن إذا ذُكِّرت بدراً وأهله
تأوب[5] ما بي حسرة وقعود[6]
قال ابن كثير: ثم إن أبا عزة هذا نقض ما كان عاهد الرسول عليه، ولعب المشركون بعقله، فرجع إليهم، فلما كان يوم أُحد أُسر أيضاً، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يمن عليه أيضاً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا أدعك تمسح عارضيك بمكة وتقول: خدعت محمداً مرتين"، ثم أمر عاصم بن ثابت فضرب عنقه[7].
ويقال: فيه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"[8]، وهذا من الأمثال التي لم تسمع إلا منه عليه الصلاة والسلام[9].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|