كيف تطيل عمرك بالحسنات (1)
الحمد لله الكريم الحليم، الحمد لله الغفور الرحيم، سبحانه لا نحصي ثناءً عليه، وله الحمد حتى يرضى، وله الحمد إذا رضي، وأشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، رب الأرض والسماء، مالك الملك والملكوت ذي العزة والجبروت:
يا من تُحل بذكره عُقَد النوائب والشدائد
يا من إليه المشتكى واليه أمر الخلق عائد
يا حي يا قيوم يا صمدٌ تنزه عن مضاد
أنت العليم بما اُبتلينا به وأنت عليه شاهد
فرِّج بجودك كربَنا يا من
له حُسن العوائد
وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمد رسول الله ما من خيرٍ إلا ودلَّنا عليه ومن شر إلا وحذَّرنا منه.
إن البرية يوم مبعث أحمد
نظر الإله لها فبدَّل حالها
بل كرَّم الإنسان حين اختار
من خير البرية نجمها وهلالها
لبس المرقع وهو قائد أمةٍ
جبت الكنوز فكسَّرت أغلالها
لما رآها الله تمشي نحوه لا
تبتغي إلا رضاه سعى لها
﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 1، 2].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، أما بعد:
فيقول الله تعالى في كتاب العزيز: ﴿ وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [سورة الفرقان: 62]، وأقسم الله تعالى بالزمن فقال: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].
أوقاتنا أعمارنا ساعاتنا أيامنا، إما أن نُكتب بها من الفائزين أو من الخاسرين، وذلك بحسب اغتنامنا لهذه الأوقات والأزمان، ولذلك أقسم الله تعالى بأجزاء اليوم بأول النهار وبآخر النهار؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2]، وقال تعالى: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ [الليل: 1، 2]، وقال جل وعلا: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2] لماذا يقسم الله تعالى؟
يُقسم ربنا بهذه الأوقات حتى نعلم قيمتها، ونصونها ونحفظها، ولا نعمل فيها إلا خيرًا، فهذا العمر الذي تعيشه أيها العبد هو المزرعة التي تَجني ثمارها في الدار الآخرة، فإن زرعته بخير وعملٍ صالح، جنيتَ السعادة والفلاح، وكنت من الذين يُنادى عليهم في الدار الآخرة: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، وإن ضيَّعته بالغفلات وزرعته بالمعاصي والمخالفات، ندمت يوم لا تنفعك الندامة، وتمنَّيت الرجوع إلى الدنيا يوم القيامة، فيقال لك: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾ [فاطر: 37]؛ أي: ألم نجعل لكم عمرًا - ما يتذكر فيه من تذكَّر، وجاءكم النذير؛ أي الشيب، وقيل: النبي، وقيل: القرآن.
أيها المسلمون، لا تحسبوا أن أوقاتنا تذهب هدرًا بعد انقضائها لا حساب ولا عقاب، فقد صَحَّ عن الرسول أنه قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عُمُرِه فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به»؛ [أخرجه الترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح»، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب [126].
وأخبر النبي أن الوقت نعمة من نعم الله على خلقه، ولا بد للعبد من شكر النعمة وإلا سُلبت وذهبت، وشكر نعمة الوقت يكون باستعمالها في الطاعات، واستثمارها في الباقيات الصالحات؛ يقول: (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ)؛ [رواه البخاري].
عباد الله:
ولو أنا إذا متنا تُركنا
لكان الموت راحة كلِّ حي
ولكِنَّا إذا متنا بعثنا
ونُسأل بعدها عن كل شي
عبد الله، «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»؛ [أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي].
وقد كان سلفنا الصالح أحرصَ ما يكونون على أوقاتهم لمعرفتهم بأهميتها، قال ابن مسعود رضي الله عنه: «ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يَزد فيه عملي»، وقال أحد السلف: «من أمضى يومًا من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أدَّاه، أو مجد ورَّثه، أو حمد حصَّله، أو خير أسَّسه، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه».
عباد الله، هدف المسلم في الحياة الدنيا يختلف عن غيره من الناس، فليس هدفه الأكل والشرب، وقضاء الشهوة كما هو حال الحيوان والكفار، ولكن هدفه أن يعبد الله الذي خلقه، وأن يستغل حياته ووقته في الأعمال الصالحة، وبمصطلح تجاري أدق أن يجمع أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذه الحياة قبل حلول الأجل، والانتقال من هذه الدار، لينال رحمة الله ورضوانه، ولترتفع درجته في جنات النعيم.
ولكن المشكلة الكبرى التي تواجهنا هي أن حياتنا محدودةٌ ومعدودةٌ بسنواتٍ وأيام، بل بثوان ولحظات، لا نستطيع أن نزيد فيها لحظة واحدة، فعمرنا قصير مقارنة بأعمار الأمم السابقة التي كانت تعمر مئات السنين، أما هذه الأمة فأعمارها كما قال نبيُّها: «أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذلِكَ»؛ [حديث حسن رواه الترمذي].
أخي في الله، هل العمر يطول فعلًا؟ جاء ذكر ذلك في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله قال: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»؛ [متفق عليه].
وقد اختلفت آراء العلماء حول مفهوم إطالة العمر: فمنهم من يرى أن هذه الإطالة حقيقية بالسنين والأيام، ومنهم من يقول وهو الراجح: هي البركة في عمره والتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة، وصيانتها عن الضياع في غير ما يفيد، وزاد الإمام ابن تيمية أن البركة في العمر: أن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمله غيره إلا في الزمن الكثير.
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستَغفر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلامًا على عبده المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى، أما بعد:
ففي هذه اللحظات سنعيش أنا وأنت أخي المسلم مع أعمال من خلالها يُمكن أن تزيد في عمرك وحسناتك.
أولًا: أن تحتسب الأجر في كل قول وعمل تقوم به: أحتسب الأجر في نومك وأكلك وشربك وعملك، تُؤجر عليه إن شاء الله تعالى.
النفقة على الأهل والأولاد يحتسبها له فيها، يقول لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها، حتى ما تضعه في فيَّ امرأتك»؛ [أخرجه البخاري].
حتى في إفشاء وردِّ السلام، وحتى في تشميت العاطس، وحتى في لين الجانب، وحتى في العفو عمن ظلمه، وحتى في الإحسان لمن أساء إليه، كل هذه الأمور يفعلها المسلم طاعةً لله، ونية صالحة يبتغي بها وجه الله، لا يعمل الأشياء مجرد عادة، ولا مجاملة، حتى عندما يأتي: المسلم أهله له أجر.
قال: «وفي بُضع أحدكم صدقة»، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! يقولون: يا رسول الله، جماع الرجل امرأته لذة ومتعة، أيكون له أجر وهو قصد المتعة والتلذذ؟! قال: «أرأيتم لو وضعها في الحرام كان عليه وزر؟! فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر»، قال بعض السلف: إن نوم المؤمن وأكله وشربه، كل ذلك أعمال صالحة تجري عليه إذا أراد بها التقوِّي على طاعة الله.
ثانيًا: من الأعمال التي تطيل في العمر وتزيد في الحسنات: صلة الرحم؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله قال: «صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ»؛ [صحيح الجامع]، وقال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»؛ [رواه البخاري عن أبي هريرة]، الرحم التي مَن وصَلها وصله الله، ومن قطعها قطَعه الله.
احذروا أيها المؤمنون من قطيعة الرحم، فإنها سبب للعنة الله وعقابه؛ يقول الله تعالى:
﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [سورة محمد: 22]، ويقول تعالى: ﴿ والَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ويَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ويُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ ولَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [سورة الرعد: 25].
عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي قال: «ما من ذنبٍ أحرى، وفي رواية أجدر أن يُعجِّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدَّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم»؛ [سنن الترمذي: وهو في السلسلة الصحيحة «918»].
ابن مسعود رضي الله عنه كان جالسًا بعد صلاة الصبح في حلقة، فقال: «أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا، فإنا نريد أن ندعو ربَّنا، وإن أبواب السماء مرتجة دون قاطع رحم، ورُوي كذلك في الآثار: «أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم، وأن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم».
وأدنى درجة في صلة الرحم هو الصلة بالسلام من خلال الهاتف أو غيره، قال: «بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ ولَوْ بِالسَّلاَمِ»؛ [صحيح الجامع عن ابن عباس].
ثالثًا: من الأعمال التي تُطيل العمر بالحسنات حُسن الخلق:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: «ما من شيءٍ أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء»؛ [أخرجه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب «2641»].
وإذا حسَّنت خلقك مع الناس، حصلت على ثواب الصائم النهار، القائم الليل، لقولـه: «إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصائِمِ الْقَائِمِ»؛ [صحيح سنن أبي داود عن عائشة].
ما منا من أحد إلا وهو يحب النبي، وما منا من أحد إلا وهو طامع أن يكون من أحب الناس إليه، وما منا من أحد إلا وهو يرجو أن يكون من أقرب الناس إليه مجلسًا يوم القيامة والوسيلة إلى ذلك؛ يقول: «إن من أحبكم إليَّ، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقًا»؛ [أخرجه أحمد «2/185»، والبخاري في الأدب المفرد «272»].
رابعًا: الإحسان إلى الجار: فعن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله: «صِلَةَ الرَّحِمِ، وحُسْنُ الْخُلُقِ، وحُسْنُ الْجِوَارِ: يَعْمُرَانِ الدِّيَار، ويَزِيدَانِ فِي الأَعْمَار»؛ [صحيح الجامع].
قوله: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»؛ [رواه البخاري ومسلم]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره»؛ [أخرجه الترمذي بسند صحيح]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُحسن إلى جاره»؛ [متفق عليه]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «كم من جارٍ متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يا رب، هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه»، وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا خير فيها، هي من أهل النار»، قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة وتصوم رمضان ولا تؤذي أحدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هي من أهل الجنة»؛ [أخرجه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد].
خامسًا الصلاة: وذلك بالمواظبة عليها جماعة مع الإمام في المسجد؛ لقولـه: «صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَرْدِ بِسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَة»؛ [متفق عليه].
لو ترك أحدنا صلاة الجماعة وصلاها في بيته، فسيحتاج إلى (27) يومًا؛ ليحصل على ذات الأجر، ولو توفي رجلان مثلًا في عمر واحد، وأحدهما تعوَّد أن يصلي الفرائض في البيت بمفرده طول حياته، والآخر يُصليها جماعة في المسجد، لكان مجموع ثواب الرجل الثاني يزيد على ثواب الأول بسبع وعشرين مرة، كأنما عاش ( 27) مرة ضعف من يصليها في بيته.
سادسًا: تستطيع زيادة حسناتك من خلال خروجك من بيتك متطهرًا لأداء الصلاة المكتوبة في المسجد؛ لقوله: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ، فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ»؛ [رواه أبو داود وصححه الألباني].
فالأولى بك أخي أن تخرج إلى المسجد متطهرًا من بيتك، إلا لحاجة أو ضرورة.
سابعًا: الإكثار من الصلاة في الحرمين الشريفين:
فالصلاة الواحدة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في أي مسجد آخر بمائة ألف صلاة.
إخواني، إننا نصلي في اليوم الواحد خمس صلوات، وفي الشهر ( 150) صلاة، وفي العام (1800) صلاة، ونصلي في (55) سنة (99) ألف صلاة، وصلاة واحدة في المسجد الحرام تساوي (100) ألف صلاة.
هذا يعني أنك تحتاج (55) سنة تصلي فيها الصلوات الخمس جماعة، لتحصل على أجر صلاة واحدة في بيت الله الحرام، يا ألله لا تحرمنا الصلاة في الحرمين.
أكتفي بهذا القدر وللحديث بقية في الجمعة القادمة، وأسأل الله جل وعلا أن ييسر حسابنا وييمِّن كتابنا.
هذا وصلوا وسلموا على عبد الله ورسوله، فقد أمركم الله بذلك، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن أصحابه أجمعين وعن التابعين، ومَن تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بفضلك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|