قصة الشجرة المتكبرة

ي يوم من الأيام كان هناك شجرتان متجاورتان في منتصف الغابة إحداهما شجرة التين والأخرى شجرة مانجو.

كانت شجرة المانجو طيبة وودودة وتأتي إليه الطيور في الخريف وتنقر في ثماره وتبني أعشاشها بين فروعها وتغرد لها.

رحبت شجرة المانجو بالجميع وغنى معهم وكانت شجرة المانجو طيبة وودودة كما كانت توفر الظل للمارة وقويا عندما تزوره الرياح.

أما شجرة التين فلم تكن كريمة ولم يكن يعنيها إلا هيئتها وتتفاخر بأنها أطول وأكثر خضرة من شجرة المانجو.

ولم تسمح للطيور بالراحة وتسقط أوراقها الجافة على من يجلس تحتها.قال بالنسيم لشجرة التين:- لماذا تتعالين علينا؟ كل الأشجار لديها ظل.

فقالت شجرة التين:- حقا إذا لماذا يجلسون تحت ظلي؟ سأخبرك لأن ظلي أكبر من ظل بقية الأشجار.

فقال النسيم:- لا فائدة من الكلام.

وبعدها صاحت شجرة التين في وجه بعض الطيور قائلة:- أنتم ابتعدوا هيا إلى شجرة المانجو فأنتم تفسدون شعري الجميل.

فقال النسيم:- الحمم م، ليس لديك شعر.

فقال شجرة التين:- حسنا، إذا تفسدون أوراقي الجميلة، هل أعجبك هذا؟فقالت شجرة المانجو:- ماذا بك؟ أنهم يريدون بناء عش لما لا تاركيهم ؟ أنهم لطفاء وأغانيهم جميلة.

فقالت شجرة التين:- بل مملة، مستحيل لن أدع أحدا يقترب مني هذا سيفسد فروعي الجميلة اتركهم أنت فأنت أقصر ولست جميل المظهر.

فقال النسيم:- احذري، كلامك جارح جدا يا شجرة التين.

فقالت شجرة المانجو:- لا عليك يا نسيم لا يهم فالقصر ليس عيب وأنا أشعر بالرضا.

ومرت الايام والحال كما هو ولم يتغير من امرهما شيء واستوفي يوم دخل سرب نحل الى الغابة ورأت الملكة شجرة التين وانبهرت بها وقالت:- انها كبيرة وقوية ومناسبة لمنزلنا سوف نبني خلية هنا.

فقالت شجرة التين:- عفوا، بإذن من من؟ أنا لا أريد عسل لزج بين فروعي وأيضا تستمرون في الطنين طوال اليوم أنا لدي اعمال اهم.

فقالت ملكة النحل:- أنت شجرة وجذورك ثابتة فاي أعمال أهم؟

فقالت شجرة التين:- لا يهم انا لا اريد طنانين مزعجين.

فقالت شجرة المانجو:- يا شجرة التين انهم نحيل والنحل هام للطبيعة ويحتاجون الاشجار لخليتهم إذا لم نتعاون فكيف ستتوازن الطبيعة إذا؟مرت شجرة المانجو في فقالت شجرة التين:- إذا أرادت الطبيعة افساد فروعي فلما جعلتني قوية وجميلة انا صناعتها الجميلة وسوف أحافظ على جمالي من اجل الطبيعة، ولماذا تحاضرني؟ افعل ان كنت مهتم واجعلهم يبنون خلية عليك والآن اتركوني.

جرح هذا الكلام شجرة المانجو بشدة ولكنه لم يرد عليه ونادى على سرب النحل ودعاه ليبني خليته على فروعه.

فقالت ملكة النحل:- انت شجرة كريمة ويسعدنا ان نفعل ذلك وأيضا رائحتك جميلة.

فقالت شجرة المانجو:- شكرا يا ملكة تشرفت بك.

بنى النحل خليته على شجرة المانجو وعاشوا في سلام ولم تنزعج شجرة المانجو من طنين النحل ولا من العسل اللزج واستمرت شجرة التين في الصراخ على كل من يقترب والحال كما هو.

وبعد عدة اسابيع جاء حطابان الى الغابة وكانوا في حاجة للأخشاب ليبنوا بيوتا وقد رأى الحطابان شجرة المانجو وقررا قطعها لأنها مثالية لعملهما ثم لاحظ احدهما شيئا وقال للأخر:- لحظة، انظر أنها خلية نحل سوف يلدغنا إذا قطعناها.

فقال الحطاب الثاني:- صحيح لنبحث عن شجرة اخرى.الغناء والابتسام طوال اليوم وشجرة التين ترفض الكلام.

سلمت يداك ..
ودائما في إنتظار جديدك
لاخلاولاعدم