«التاريخ يُعيد نفسه».. عبارة شهيرة للمفكر الألماني كارل ماركس، يتمنى الإيفواري إيميرسي فاييه، المدرب المؤقت لمنتخب بلاده الأول لكرة القدم، تفادي شطرها الثاني الذي يقول «في المرة الأولى كمأساة.. والثانية كمهزلة».
كان فاييه شاهدًا على المأساة، في 10 فبراير 2006، عندما خسر مع لاعبي «الجيل الذهبي» لكوت ديفوار، بقيادة النجم ديديه دروجبا، نهائي كأس إفريقيا أمام المضيف المصري.
لَعِب المدرب المؤقت المباراة النهائية كاملةً، أمام 80 ألف متفرّج في ملعب القاهرة. وتابع زميليه دروجبا وبكاري كونيه وهما يهدران ركلتي ترجيح أمام الحارس عصام الحضري، الذي نهض ورقص فرحًا فوق عارضة المرمى حاملًا حبَّة بطيخ في وقتٍ كان فيه جمهور المنافس يبكي حسرةً على ضياع الكأس.
ووُصِف ذلك الجيل من اللاعبين الإيفواريين بـ «الذهبي» لكثرة نجومه، ذائعي الصيت أوروبيًا، ووصوله مرتين إلى كأس العالم، 2006 و2010.
لكنه عجز أكثر من مرَّة عن تحقيق اللقب القاري، وانفرط عِقدُه بعد 2010 مع تقدّم أعمار أغلب عناصره، وبينهم فاييه الذي اعتزل اللعب، على صعيدي المنتخب والفِرَق، في 2012 وانضم سريعًا إلى سِلك التدريب.
الآن، وبعد 18 عامًا بالتمام والكمال من الخسارة المؤلمة في القاهرة، يخوض فاييه، الذي كان جناحًا أيمن، اختبار نهائي كأس إفريقيا مجدَّدًا، لكن من مقعد المدرب.
ويخوض «الأفيال» المباراة النهائية للنسخة الجارية، الأحد في عاصمتهم أبيدجان، أمام «نسور» نيجيريا، بعد صعود المنتخبين من نصف النهائي، الأربعاء، على حساب الكونغو وجنوب إفريقيا.
وعندما بدأت البطولة، الشهر الماضي، كان الجناح المعتزل مدربًا مساعدًا للفرنسي جان لويس جاسكيه، الذي أُقيل مع ختام مرحلة المجموعات بسبب سوء النتائج وخسارة مباراتين من ثلاث.
ووسط الأجواء الجماهيرية الغاضبة، عُيِّن المساعد رجلًا أول بدلًا من جاسكيه، وأكمل مشوار «أفكون» بعدما خدمت حسابات المجموعات الأخرى أصحاب الأرض ونقلتهم إلى الأدوار الإقصائية ضمن أفضل الثوالث مانعةً خروجهم مبكّرًا.
وعلى حساب منتخب السنغال ثم مالي فالكونغو، عبرَ المضيف إلى النهائي، ووجد المؤقتُ نفسَه مسؤولًا عن حُلم تحقيق منتخب بلاده اللقب الإفريقي للمرة الثالثة، بعد إنجازي 1992 و2015.
هذه المرة، ينتظر فاييه، الذي أتم 40 عامًا في يوم إقالة جاسكيه، واقعًا مختلفًا، من الساحرة المستديرة، يُعوِّضه عن مرارة 2006 ويُسعِد نحو 60 ألفًا يُتوقَّع أن تمتلئ بهم مدرَّجات ملعب الحسن واتارا.
وقبل هذه المهمة التاريخية، درَّب اللاعب السابق فرق فئاتٍ سنيّةٍ في نادي نيس الفرنسي، والفريق الرديف لكليرمون الفرنسي، فيما يشغل في الوقت الجاري أيضًا منصب مدرب منتخب بلاده تحت 23 عامًا.