في إحدى الليالي قال الزوج لزوجته في لحظة صفاء: “إنني أحبكِ”.
ولكن للزوجة كان رد فعل آخر، فقد أخذت كلام زوجها بكل برود ولامبالاة ولم تجبه بحرف واحد من الأساس.
فسأله زوجها غاضبا: “ما بكِ؟!، وهل أخبرتكِ بكلام خاطئ؟!”
فقالت الزوجة مدافعة عن نفسها: “إنك لم تحبني لوحدي وحسب، وسأشرح لك كل شيء بالأدلة وكافة التفاصيل…
إنني أحبكِ!: (أحبُ) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
وهنا المفعول به حقه التأخير، ولو كنت حقا تحبني ولا تحب غيري بصدق لقدمت المفعول به وبذلك يفيد القصر، فتقول إياكِ أحب.
أما عن قولك إنني أحبك، فيعني ذلك أنك تحبني وتحب غيري.
ألا تقول عندما تقرأ سورة الفاتحة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فقد قدم الله سبحانه وتعالى المفعول به، ويفيد ذلك اقتصار العبادة لله سبحانه وتعالى وحده، ولو أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز نعبد إياك لكان لها معنى أننا نعبد الله ونعبد غيره والعياذ بالله.
هل وصلك المعنى كاملا واضحا جليا الآن؟!”
صدم الزوج من حديث زوجته، وعجز عن الرد عليها، لقد نسي تماما أن زوجته أستاذة في اللغة العربية، ولم يدري يوما ولم يضع ذلك في الحسبان أن ذلك سيؤثر عليه مستقبلا!