تجميد الناس
تجميد الناس
تجميد الناس يقصد بها الاحتفاظ بجثث الموتى فى ثلاجات لسنوات طويلة مقابل ألوف مؤلفة أو ملايين من الدنانير والدراهم على أمل أن العلم فى المستقبل سيكتشف طريقة لإحياء الموتى
بالطبع النصابون والمخادعون فى الغرب خاصة أمريكا باعوا الوهم للناس باسم العلم كما كانت الكنيسة تبيع لهم الوهم فى الماضى من خلال بيع صكوك الغفران وبيع الوهم للمرضى من خلال الزيت المقدس والماء المقدس
المهم أنهم وجدوا المغفلين الذين يثقون فى كلامهم وبالطبع كلهم من طبقة الأغنياء الذين لديهم أموال كثيرة ومن ثم لن ينقص مالهم بضعة ملايين على أمل أن يستيقظوا يوما ما
بالطبع هؤلاء الأغنياء لا يؤمنون بأخرة وإنما يؤمنون بقدرة العلم على صنع المحالات
ولا يستغرب الإنسان أن من كذبوا بوجود القيامة والبعث والحساب قالوا أنه بفرض وجودهم مستقبلا فستكون لهم الحسنى وهى الجنة كما كانت لهم النعم فى الدنيا وفى هذا قال سبحانه :
"وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ"
بالطبع العودة للحياة فى الدنيا الأرضية ممنوعة بقوله سبحانه :
"وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"
وممنوعة أيضا حتى فى الحالات الفردية لأن الله منع الآيات وهى المعجزات من الوجود حيث قال:
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
وحكاية التجميد ليست من أوهام العقود الأخيرة بل إن الأمر ورد فى حلقة من حلقات العلم والإيمان من نصف قرن تقريبا والذى كان يقدمه مصطفى محمود
وأحيانا تخدم الظروف المخادعين فى الترويج لوهمهم كما فى حكاية المرأة المتجمدة وهى شابة كانت تقود سيارتها فى أحد أيام الشتاء التى تمطر ثلوجا فى ولاية كولورادو ألأمريكية وخرجت من سيارتها بعد تعطلها وسارت عدة كيلومترات حتى وصلت إلى عتبة بيت أحدهم وسقطت قبل أن تقرع الباب أو تدق الجرس وظلت عدة ساعات والثلج يسقط فوقها وفى الصباح عندما فتح الرجل الباب للخروج من البيت وجدها فحملها بثلجها إلى المشفى وهناك تعافت بعد عدة اسابيع
ونتيجة لذلك أعاد القوم الانشغال بقولة التجميد مرة أخرى ظانين أن المرأة عاشت رغم تجمدها وفى الحقيقة أنها لم تتجمد نهائيا لأن سقوطها كان على جانب من الأرض منع تأثير الثلج على الأعضاء من تحت
زيادة على ذلك أن حالة الاغماءالتى أصيبت بها المرأة عند سقوطها جعلها تنجو من الموت لأن الاغماء يحافظ على الجسم حيث تتعطل الأعضاء عن أداء الوظائف العادية والتى تسبب الاحساس بالبرودة والسخونة ومن ثم نجد أننا إذا ضربنا المغمى عليه لا يشعر بالضرب وأحيانا لو وضعنا عليه ماء مثلج أو حتى ساخن لا يشعر ويظل فى حالة سبات حتى يتم تنبيهه بمنبهات قوية كرائحة البصل أو الكحول فى الروائح العطرة ويعتبر رش الكحول فى الأنف أحد أقوى المنبهات للمغمى عليه
بالطبع عملية التجميد فى الثلج ليست الطريقة الأولى التى يقوم بها البشر طمعا فى اعادة احيائهم مع تكذيبهم بالبعث والحساب فطبقا للتاريخ المعروف استعمل بعض أهل الأديان الوثنية كقدامى المصريين فى مصرنا الحالية التحنيط لحفظ الجثث تمهيدا لاحياءها مستقبلا ومع هذا لم يحنطوا كل الشعب الميت وإنما تم تحنيط الأغنياء فقط ومن ثم تم دفن الكبار فى مقابر صخرية حجرية وتم دفن بقية الشعب فى الأرض الطينية أو فى الرمال بدون تحنيط ومن دفنوا من الفقراء مع الملوك تم دفنهم ليكونوا خدما لهم فى الحياة الثانية كما كانوا فى الحياة الأولى
بالطبع ما يتم تدريسه فى المدارس عن إيمان قدامى المصريين بالبعث والحساب هو تكذيب للقرآن فالمصريون فى عهد فرعون كانوا مكذبين به كما قال سبحانه :
"وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ"
وفى عهد يوسف (ص) السابق على عهد موسى(ص) بقرون كانوا كذلك كما قال يوسف (ص):
" إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ"
ومن ثم ما زعموا من اكتشاف شامبليون لقراءة الخطوط الهيروغليفية والديموطيقية هو كذب لأننا مطلوب فى حال تصديق تلك اللغة أن نكذب كلام الله عن تكذيب قدماء المصريين بالآخرة وهى الحساب والبعث وأن أن نقول أن يوسف(ص) وموسى(ص) كانوا كاذبين
أو مطلوب منا أن نقول أن مصر التى يتحدث عنها القرآن غير مصر الحالية لعدم انطباق الكلام بين القرآن وبين قراءة تلك الخطوط
إذا كبار الكفار فى عصور مختلفة كل منهم ظن فى وقت ما أنه من الممكن أن يعود للحياة الدنيا ولذا عملوا على حفظ أجسادهم بطرق متعددة حتى إذا حدث الظن رجعوا هم
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|