رسول الله ودورنا في الدفاع عنه
أما بعد أحبتي الكرام:
فلقد تسامع الناس وتناقلوا ما وقع وما حصل من قِبل (المسْخِ الفرنسي) من إصراره على التطاول والانتقاص لسيد ولد آدم، وخاتم الأنبياء والمرسلين، وخير الخلق أجمعين، والمبعوث رحمة للعالمين، محمد صلى الله عليه وسلم.
محمد بن عبدالله الذي يُذكرُ على الألسنِ في كلِّ وقتٍ وحين، يُذكر في الأسماء، يُذكر في الآذان، يُذكر في الإقامة، يُذكر في الصلاة، يُذكر في كلِّ موضع.
فلو سئلت كل الفضائل في الورى
لمن تنتمي؟ ما أصلُها؟ أين توجدُ؟
لقالت جميعًا: لا أبا لك إنَّه
بلا مريةٍ ما ذاك إلا محمدُ
فو الله ما دبَّ على الأرضِ مثلُهُ
ولا مثلُهُ حتى القيامةِ يوجدُ
نفسي وما ملكت يدي
والوالدانِ له فدا
صلى عليه وسلَّمَا
ذو العرشِ ما صبحٌ بدَا
إنَّه نبيُّ الله، بل خليلُ الله، خيرُ الخلق في طفولته، أطهرُ المطهرين في شبابه، أنجبُ البشريةِ في كهولته، إليه انقادَ الشجر، وعليه سلَّمَ الحجر، سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر.
سمَّاهُ ربي ذو الجلالِ محمدًا
وكفاه أنَّ الله قد سمَّاهُ
وأنَّ الله مولاهُ وبالأفضالِ أولاهُ
وبالله عليكم ماذا يبقى في الحياةِ من لذة يوم يُنال من مقامِ أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا يُنتَصر له ولا يذادُ عن حِياضه؟ وماذا نقول تجاه هذا العداء السافر والتهكم المكشوف؟ هل نُغمضُ أعيننا، ونصمُّ آذاننا ونُطبِقُ أفواهنا، وفي القلب عِرقٌ ينبض؟
فو الذي كرَّم محمدًا صلى الله عليه وسلم وأعلى مكانته، لبطنُ الأرضِ أحبُّ إلينا من ظاهرها إن عجزنا أن ننطق بالحق وندافع عن رسولنا.
ألا جفت أقلام، وشَلَّتْ سواعدُ، امتنعت عن تسطيرِ أحرفٍ تذودُ بها عن عرضه صلى الله عليه وسلم، وتدافعُ عن حرمته!
مَحَمَّدُ الْمَبْعُوثُ لِلخَلْقِ رَحْمَةً
يَشَيِّدُ مَا أَوْهَى الضَّلاَلُ وَيُصْلِحُ
لَئِن سَبَّحَتْ صُمُّ الْجِبَالِ مُجِيْبَةً
لِدَاودَ أَوْ لاَنَ الْحَدِيْدُ الْمُصَفحُ
فَإِنَّ الصَّخُورَ الصُّمَّ لاَنَتْ بِكَفِّهِ
وَإِنَّ الْحَصَى فِي كَفِّهِ لَيُسَبِّحُ
وَإِنَّ كَانَ مُوْسَى قد أَنْبَع المَاء مِن الْحَصَى
فَمِنْ كَفِّهِ قَدْ أَصْبَحَ الْمَاءُ يَطْفَحُ
وَإِنْ كَانَتِ الرِّيْحُ الرَّخَاءُ مُطِيْعَةً
سُلَيْمَانَ لاَ تَأْلُوْ تَرُوْحُ وَتَسْرَحُ
فَإِنَّ الصِّبَا كَانَت لِنَصْرِ نَبِيِّنَا
بِرُعْبٍ عَلَى شَهْرٍ بِهِ الْخَصْمُ يَكْلَحُ
وَإِنْ أُوتِيَ الْمُلْك العَظِيْم سليمان
وَسُخِّرَتْ لَهُ الْجِنُّ تَشْفِي مَارِضيْهِ وَتَلْدَحُ
فَإِنَّ مَفَاتِيْحَ الكُنُوزِ بِأَسْرِهَا
أَتَتْهُ فَرَدَّ الزَّاهِدُ الْمُتَرَجِّحُ
وَإِنْ كَان إِبْرَاهِيْمُ أُعْطِيَ خلَّةً
وَمُوْسَى بِتَكْلِيْمٍ عَلَى الطُّورِ يَمْنَحُ
فَهَذَا حَبِيْبٌ بِل خَلِيْلٌ مُكَلَّمٌ
وَخُصَّصَ بِالرُؤْيَا وَبِالْحَقِّ أَشْرَحُ
وَخُصّصَ بِالْحَوْضِ العَظِيْمِ ليشربوا
وَيَشْفَعُ لِلْعَاصِيْنَ وَالنَّارُ تَلْفَحُ
وَبالْمَقْعَدِ الأَعْلَى الْمُقَرَّبِ عِنْدَهُ
عَطَاءٌ بِبُشْرَاهُ أَقِرُّ وَأَفْرَحُ
وَبِالرُّتْبَةِ العُلْيَا الوَسِيْلةِ دُوْنَهَا
مَرَاتِبُ أَرْبَابِ الْمَوَاهِبُ تَلْمَحُ
وَفِي جَنَّةِ الفِرِدَوْسِ أَوَّلُ دَاخِل
لَهُ سَائِرُ الأَبْوَابِ بِالْخَيْرِ تُفْتَحُ
صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون، إنَّ القضية الحاصلة اليوم ليست قضيةَ قتل أفرادٍ من المسلمين، أو هتكٍ لأعراضِ بريئات، أو تعرُّضٍ لبلد، مع أنَّ هذه الأمور ليست هيِّنة! بل ما حصل أعظم، إنَّه سب واستهزاءٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومِن مَن؟ من قزمٍ معتوه تاريخ حياته ممتلئ بالعُهْر والخيانة والنتانة، حتى الأراذل والأصاغر رفعوا رؤوسهم علينا، وتجرؤوا على نبينا صلى الله عليه وسلم.
تأملوا واعتبروا يا عباد الله، هكذا يفعل النصارى الحاقدون مع نبينا صلى الله عليه وسلم، وبعضنا ينادي بألا نقول للكافر: يا كافر، بل نقول له: "الآخر"؛ احترامًا لمشاعره ومراعاة لنفسيته، فهل احترم هؤلاء نبينا؟! وهل قدروا مشاعر أمة المليار ونصف المليار مسلم؟! وهل راعوا نفسيات المسلمين؟! هذا هو فِعلُ النصارى الحاقدون مع رسولنا صلى الله عليه وسلم وبعضنا ينادي: ألا نبغضهم، ولا نظهر العداوة لهم، وربنا يقول لنا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الممتحنة: 1].
هكذا يفعلُ عُبَّادُ الصليب بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعضنا يطالبُ بحذف الولاءِ والبراء من مناهجنا الدراسية، ونزعِه من قلوبنا؛ لأننا في عصر الصفح والتسامح بين الأديان!
إنَّ ظهور مثل هذه الأفعال من اليهود النصارى على وسائل الإعلام، قد يُفقد بعض المسلمين تصرفاتهم، وقد يُقدمون على أمور لا تُحمد عقباها، ويفعلون أشياءَ كبيرة، ويُقدمون على أعمالٍ غير مسؤولة.
ولا يخفى على الغرب أنَّ الموت في سبيل الله أمنيةُ كل مسلم، وهناك الملايين الآن ممن هم مستعدون أن يموتوا دون رسـول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون، إنَّ الهجومَ الإعلامي والمبرمج على الإسلام ذو جذورٍ قديمة قِدمَ الإسلام، وهو أحدُ الأساليب التي اتخذها الكفار للصدِّ عن سبيل الله تعالى، بدءًا من كفارِ قريش وحتى عصرنا الحاضر.
وهذا الهجوم له ألوانٌ كثيرة، ولكنها في أغلبها كانت محصورةً في نطاقِ الشبهاتِ والمغالطاتِ والشائعات والطعون، لكنَّه انتقل إلى مرحلةٍ جديدة، ونحى منحًى جديدًا، ولونًا جديدًا قذرًا، لم يُعهد من قبلُ، وهو التعرضُ لشخصِ الرسول صلى الله عليه وسلم، والنيلُ من عِرضه وذاته الكريمة.
وقد اتَّسم هذا الهجوم بالبذاءةِ والسخرية والاستهزاء؛ ممَّا يدل دلالةً واضحة على أن هذا التهجم له منظمات، ووراءه دول، وله استراتيجيات خاصة، تتركز على استخدامِ وسائل الإعلام، ويقوم به أناسٌ متخصصون مدعومون من قساوسةِ النصارى، وحاخامات اليهود وليست القضية أنَّها عمل فردي من رئيسٍ معتوه تاريخه السابق ملطخ بالعلاقات المشؤومة والإباحية، أو من صحفي ونحوه.
وهذه القضية تُثيرُ غيرةَ كلِّ مسلم، وتدفعه إلى التساؤل عن أسبابِ هذه الهجمة، والأغراض الكامنة وراءها، ومدى تأثيرها.
لقد أزعجهم سرعةُ انتشارِ الإسلام في الغرب، والذي أثار غِيرة كل المعادين للدين سواءً أكانوا من النصارى أو اليهود، أو حتى من العلمانيين والملحدين.
وأيضًا حَسدُ القيادات وخصوصًا الدينية؛ فإن كثيرًا من هؤلاء يغيظهم شخصُ الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى المنافقين في العالم الإسلامي، لِمَا يرون من لمعانِ اسمِ النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كل الأرجاء، وكثرة أتباعه، وتوقير المسلمين الشديد لنبيهم صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يثيرُ حَسَدهم.
ولا ننسى عامل الخوف، ليس الخوفُ من انتشارِ الإسلام في الغرب فحسب، بل الخوف من عودةِ المسلمين في العالم الإسلامي إلى التمسكِ بدينهم، وهم الآن يستغلون ضعفَ المسلمين في كثير من الجوانب؛ مثل: الجانب الاقتصادي والإعلامي والعسكري، ويريدون أن يطفؤوا هذا النور قبل أن ينتشر في العالم، ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه مـن الآيـات والـذكـر الحكيم، أقول ما سمعتـم واستغفروا الله لي ولكم.
الخطبةُ الثانية
أما بعد،
قالوا: أتحبُّ محمّدًا؟
فأجبتهم إني بحبِّ محمَّدٍ أتعبَّدُ
أحببتُ فيه هناءتي وسعادتي
ومفازتي من حرِّ نارٍ تُوقَدُ
وشفاعةٌ تُهدى لكلِ مُؤَمِّلٍ
وتواجدي وسطَ النعيمِ أُخَلَّدُ
وتفاخري أنَّي نُسبْتُ لأمة
يُعلِي مكانتَها النبيُّ محمَّدُ
صلَّى الله عليه وسلم.
أحبتي الكرام، قد يسأل سائل ويقول: ما دورنا تجاه ما يحصل لنبينا صلى الله عليه وسلم؟
نعم، أنت يا من تطلب من الله أن يسقيك من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم شربة لا تظمأ بعدها أبدًا، أنت يا من تقول في كل صلاة: "أشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
ماذا قدمت لدينك ولنبيك تجاه ما حصل ويحصل؟
إنَّ على كل مؤمنٍ يُحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويغارُ لدينه - أن ينتصرَ لرسوله، وأن يقدمَ كلَّ ما في وسعه لرد هذه الهجمة الشرسة، فمن حقه صلى الله عليه وسلم علينا أن ننصره ونؤيده ونُجِلَّه، ونعزره ونوقِّره، وقد أمر الله تعالى بذلك في قوله سبحانه: ﴿ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 9].
نعـم، إنَّ بإمكان كل واحد أن يكون له دور في هذه القضية، بل يجب أن يكون له دور، ومن ذلك:
♦ الاحتجاجُ على الصعيدِ الرسمي على اختلاف مستوياته، واستنكار هذا التهجم بقوة.
♦ الاحتجاج على مستوى الهيئات الشرعية الرسمية كوزارات الأوقاف، ودور الفتيا، والجامعات الإسلامية.
♦ الاحتجاج على مستوى الهيئات والمنظمات الشعبية الإسلامية، وهي كثيرة.
♦ إعلان الاستنكار من الشخصيات العلمية والثقافية والفكرية والقيادات الشرعية، وإعلان هذا النكير من عتبات المنابر في كافة العالم الإسلامي.
♦ المواجهة على مستوى المراكز الإسلامية الموجودة في الغرب بالرد على هذه الحملة واستنكارها.
♦ على المؤسسات والصحف والمجلات والمواقع الإسلامية: أن تكتب ردًّا على هذه الافتراءات، وأن تسطر على صفحاتها بقلمٍ يسيل عطرًا بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تبيِّن الدور العظيم الذي قام به صلى الله عليه وسلم لإنقاذ البشرية، وأنه أُرسل رحمةً للعالمين، وهدايةً للناس أجمعين.
♦ المواجهة على المستوى الفردي، وذلك بإرسال الرسائل الإلكترونية المتضمنة الاحتجاج والرد والاستنكار إلى كل المنظمات والجامعات والأفراد المؤثرين في الغرب، ولو نفر المسلمون بإرسال ملايين الرسائل الرصينة القوية إلى المنظمات والأفراد، فإن هذا سيكون له أثره اللافت قطعًا.
♦ مقاطعة البضائع الفرنسية والتي تبدأ برقم 003.
♦ استئجار ساعات لبرامج في المحطات الإذاعية والتلفزيونية تدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وتذب عن جنابه، ويستضاف فيها ذوو القدرة والرسوخ والدراية بمخاطبة العقلية الغربية بإقناع، وهم بحمد الله كُثر.
♦ كتابة المقالات القوية الرصينة لتُنشرَ في المجلات والصحف، ونشرها على مواقع الإنترنت باللغات المتنوعة.
♦ إنتاج شريط فيديو عن طريق إحدى وكالات الإنتاج الإعلامي يعرض بشكل مشوق وبطريقة فنية ملخصًا تاريخيًّا للسيرة، وعرضًا للشمائل والأخلاق النبوية، ومناقشة لأهم الشُّبَه المثارة حول سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك بإخراج إعلامي متقن ومقنع.
♦ طباعةُ الكتب والمطويات التي تُعرِّفُ بشخصيةِ النبي صلى الله عليه وسلم، ويراعى في صياغتها معالجة الإشكالات الموجودة في الفكر الغربي.
وليعلم الجميع وليسمع كل مسلم أنَّنا إنْ تخاذلنا عن نصرةِ نبينا صلى الله عليه وسلم، فإن الله ناصره، ومُعلٍ ذكره، ورافعٌ شأنه، ومعذب الذين يؤذونه في الدنيا والآخرة: قال سبحانه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 94-95]. وقال سبحانه: ﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 137]، والقائل كما في الحديث القدسي: "من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب".
فكيف بمن عادى الأنبياء؟ ويقول الله جل وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61]، وقال الله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57].
وانظروا كيف كان سلفنا الصالح الذين ضربوا أروع الأمثلة بتعظيم وإجلال رسول الله والقصص في ذلك كثيرة؛ منها: ما رواه الدارمي في سننه عن عبدالله بن المبارك قال: "كنت عند مالك وهو يحدِّثنا حديث رسول الله، فلدغته عقرب ست عشرة مرة، ومالك يتغيَّر لونه ويصفرُّ، ولا يقطع حديث رسول الله، فلما فرغ من المجلس وتفرق الناس، قلت: يا أبا عبدالله، لقد رأيت منك عجبًا، فقال: نعم لقد لدغني عقرب وإنَّما صبرت إجلالًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم".
بل إنَّ التاريخ شاهدٌ على حوادث ومواقف وقفها المسلمون الأوائل أقل بكثير مما فعلته فرنسا، ففتحُ عمورية كانت بسبب امرأة أسرها النصارى في تركيا، وصرخت ونادت بالمعتصم، فتحرك المعتصم من العراق وحرك جيشًا ضخمًا أدب النصارى، وخلَّص المرأة، وأحرق عُمورية عن بكرة أبيها، وهذا الحجاجُ المعروف بظلمه وجبروته يوم بلغه صوت عائلة مسلمة أسرها الديبل في أعماق المحيط الهندي، فصاحت في أسرها: يا حَجاج وانطلق صراخها يهز أوتار الكون، حتى بلغت العراق، بلد النخوة والكرامة والنجدة، فصاح الحجاج بأعلى صوته وللتاريخ أذنٌ تسمع، وأرسل جيشًا عظيمًا جعل عليه أعظم قواده محمد بن القاسم، وتحرك الجيش المسلم، يحدوه صوتُ المرأة المسلمة المظلومة، حتى اقتحم بلاد الديبل، وهي كراتشي حاليًّا، وقتل ملكها وعاد بالمرأة المسلمة حرة عزيزة.
اللهم قاتل كفرة أهلِ الكتاب الذين يصدُّون عن سبيلك، ويؤذون نبيك، اللهم عليك بأعداء رسولنا وديننا وإسلامنا، فإنهم لا يُعجزونك.
اللهم أحصهم عددًا، وأهلكهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا.
اللهم يا منزل الكتاب، ويا مجري السحاب، ويا سريع الحساب، ويا هازم الأحزاب، عليك بمن تطاول على رسولنا ونبينا محمد.
اللهم أهلِك مُجرمَ فرنسا الذي تطاوَل هو ومَن معه على نبينا صلى الله عليه وسلم.
اللهم واجعلهم جميعًا عبرةً للمعتبرين.
اللهم زلزلْهم واقذِف الرعب في قلوبهم.
اللهم فرِّق جمعهم، اللهم شتِّت شملهم، اللهم خالف بين آرائهم.
اللهم اجعل بأسهم بينهم.
اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك يا قوي يا قادر.
اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية، والأعاصير الفتَّاكة، والقوارع المدمرة، والأمراض المتنوعة.
اللهم لا تجعل لهم على مؤمن يدًا، ولا على المؤمنين سبيلًا.
اللهم أتبِعهم بأصحاب الفيل، واجعل كيدهم في تضليل.
اللهم أرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل.
اللهم خُذهم بالصيحة، وأرسل عليهم حاصبًا.
اللهم صبَّ عليهم من العذاب صبًّا صبًّا.
اللهم اخسف بهم الأرض، وأنزل عليهم كِسَفًا من السماء.
اللهم اقلِب البحر عليهم نارًا، والجو شهبًا وإعصارًا يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم.
اللهم ارزقنا اتباعَ الرسول على المنهجِ السوي.
اللهم اجعلنا ممن ينالُ شفاعته يوم القيامة.
اللهم ارزقنا شَربةً من حوضه الشريف يا رب العالمين.
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|