نقد قصيدة للشافعي
نقد قصيدة للشافعي
هذه القصيدة من القصائد التى كثيرا ما يستشهد بها الناس فى زماننا عندما يجدون أن المدافعين عن الناس أو عن الحق متهمون مهانون أو مقتولون بأيدى الظالمين
تبدأ القصيدة بالنهى عن الأسف عن غدر الزمان فتقول:
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كـلاب"
ووصف الزمان بالغدر هنا يتناقض مع قول القصيدة :
" نعيب زماننا والعيب فينا"
فوصف الزمان بالغدر هو عيب فيه بينما الغادرون هم الناس ومحاولة تصحيح ألفاظ هذه القصيدة عملية مضنية فيمكن تحويلها إلى :
لا تأسفن على غدر الأنام لطالما
رقصت على جثث العدول سلاب
والسلاب جمع سالب وهو الناهب لحقوق الغير
والمعنى الخاطىء الثانى هو ذم الكلاب ومدح الأسود والكل يتعارض مع كون كل الأنواع عدا الناس هم الكفار فلا يمكن أن تذم نوع الكلاب الموصوف بالإسلام بقوله سبحانه:
"وله أسلم من فى السموات والأرض"
والغلط وصف الأسود بالأسياد والكلاب بالتالى بالعبيد وهو ما يتناقض مع كون المخلوقات اخوة فى النهاية وهو قول القصيدة :
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها
تبقى الأسود أسود والكلاب كـلاب"
وتصحيحها
لا تحسبن برقصها تعلو على أقرانها
تبقى العدول عدول والسلاب سلاب
وواصل ذم الكلاب وهو يقصد بالطبع الظلمة ومدح الأسود وهو خطأ حيث قال :
تموت الأسود في الغابات جوعاً
ولحــم الضـأن تأكلـــه الكــــلاب"
وتصحيحها يموت العدول فى الأصفاد جوعا
ولحم الضأن تأكله السلاب
وواصل التفرقة بين الحادث فى الدنيا لهم واصفا العدول بذوى العلم والظلمة بالجهال حيث قال :
"وذو جهل قد ينــام على حريــر
وذو علـم مفــارشــه التــراب"
والأفضل القول :
وذو ظلم قد ينام على حرير
وذو عدل مفارشه التراب
وهذه المعيشة ليست هى العدل التى شرعه الله من المساواة ولكن أراده أصحاب الظلم حيث ميزوا بعض الناس على بعض فى الرزق باستخدام القوى المختلفة
وقال :
"الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر"
وقال :
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقـصى قـاعه الدرر"
وهذا الوصف خطأ لأن البحر تعلوه الحيتان والأسماك ذات الرئات للتنفس كذلك تعلوه السفن النافعة كما أن الجثث أحيانا تستقر فى القاع إن لم تنجد منفذا إلى الأعلى
وقال :
وفي السماء نجوم لا عداد لها
وليس يكسف الا الشمس والقمر"
والغلط أن النجوم لا عداد لها فهو يعارض قوله سبحانه:
" وكل شىء عنده بمقدار"
والتصحيح :
وفى السماء نجوم لا وصول لها
وليس يكسف إلا الشمس والقمر
وقال :
نعيـب زماننــا والعيب فينـــا
ومــا لــزمـانــا عيـب ســوانــا"
والغلط هو التناقض بين نفى العيب فى الزمان فى الشطر الأول وإثبات العيب فيه بكوننا العيب والتصحيح :
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لأنفسنا عيب سوانا
وقال :
"ونهجو ذا الزمـان بغيـر ذنب
ولو نطــق الزمـان لنــا هجانـــا
وليس الذئـب يأكل لحـم ذئـب
ويأكـل بعضنــا بعضــا عـيانـــــا"
وقال :
"دع الأيــام تفعل ما تشــاء
وطـب نفسـا إذا حكـم القضــاء"
والغلط أن الأيام هى الفاعلة بينما الفاعل هو الله بالقضاء وهو القدر الذى قدره لنا والتصحيح :
دع القضاء يفعل ما يشاء وطب نفسا إذا حكم القضاء
وقال :
ولا تجــزع لحادثــة الليالي
فـمــا لحـوادث الدنيــا بــقــاء
ومن نزلــت بساحتــه المنايـا
فـلا أرض تــقيـــه ولا سمـــاء
وأرض الله واسعــة ولكـن
إذا نزل القضــاء ضـاق الفضــاء"
وقال :
دع الأيـــام تغـدر كل حيـن
فمـا يغنـي عن المـوت الــدواء"
ووصف بالأيام هو عودة للغلط فى أول القصيدة وهو وصف الزمان بالغدر بينما هو صفة الناس والتصحيح:
دع الأنام تغدر كل حين
فما يغنى عن الموت الدواء
ومن ثم تكون القصيدة بلا أخطاء أو تعارض مع كتاب الله إذا كانت :
لا تأسفن على غدر الأنام لطالما
رقصت على جثث العدول سلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أقرانها
تبقى العدول عدول والسلاب سلاب
يموت العدول فى الأصفاد جوعا
ولحم الضأن تأكله السلاب
وذو ظلم قد ينام على حرير
وذو عدل مفارشه التراب
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقـصى قـاعه الدرر
وفى السماء نجوم لا وصول لها
وليس يكسف إلا الشمس والقمر
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لأنفسنا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمـان بغيـر ذنب
ولو نطــق الزمـان لنــا هجانـــا
وليس الذئـب يأكل لحـم ذئـب
ويأكـل بعضنــا بعضــا عـيانـــــا
دع القضاء يفعل ما يشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجــزع لحادثــة الليالي
فـمــا لحـوادث الدنيــا بــقــاء
ومن نزلــت بساحتــه المنايـا
فـلا أرض تــقيـــه ولا سمـــاء
وأرض الله واسعــة ولكـن
إذا نزل القضــاء ضـاق الفضــاء
دع الأنام تغدر كل حين
فما يغنى عن الموت الدواء
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|