الاقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم في العبادات
إنَّ الله تعالى أوجبَ على جميع خلقِه اتباع شريعة النبي محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قولًا وعملًا اتباعًا مطلقًا، فما جاء من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من أمرٍ ونهي فهو بمنزلة ما نزل من الوحي [1]، فطاعتُه صلى الله عليه وسلم هي طاعة لله عزَّ وجلَّ، ومعصيته هي معصية لله تعالى.
قال الله تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7].
فهذه الآية عامة في كلِّ ما أمر به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ونهى عنه؛ "أي مهما أمرَكم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمر بخيرٍ وإنما ينهى عن شرٍّ" [2].
وقال الزُّهري[3]: « فمن الله تعالى الرسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التسليم »[4].
فقد امتثل النبي صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فعصمه الله تعالى في أقواله وأفعاله وسلوكه، حتى أصبح في قمة الكمال البشري، ثم أوجب الله على المسلمين الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وطاعته فيما أمر به ونهى عنه، ومن ذلك الاقتداء في جانب العبادات، وبهذا يتأكد الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، وينال المسلم السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.
[1] المغازي: محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي بالولاء، المدني، أبو عبدالله، الواقدي، ج1، ص382، تحقيق: مارسدن جونس، دار الأعلمي، بيروت، ط3، 1409هـ- 1989م.
[2] تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، ج8 ص97.
[3] محمد بن مسلم بن عبيدالله بن عبدالله بن شهاب الزهري القرشي مدني أبو بكر، سمع سهل بن سعد وأنس مالك، وسنينًا وأبا الطفيل، روى عنه صالح بن كيسان ويحيى بن سعيد وعكرمة بن خالد، وصدقة بن يسار ومنصور وقتادة، قال لي إبراهيم بن المنذر عن معن عن ابن أخي ابن شهاب أنه أخذ القرآن في ثمانين ليلة، وقد مات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة؛ [انظر: التاريخ الكبير: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، ج1 ص220، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الهند ( د - ط، د - ت) (بتصرف)].
[4] صحيح البخاري: كتاب: التوحيد، باب: قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾ [المائدة: 67]، ج9، ص154.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|