فوائد من حديث أركان الإسلام
عن أبي عَبْدِالرَّحْمنِ عَبْدِاللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطابِ رَضيَ اللهُ عنهُما قال: سَمِعْتُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "بُنَي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادَةِ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأَنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقَامِ الصَّلاةِ، وإيتَاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"؛ رواهُ البُخَارِيُّ ومسلمٌ، وفي رواية لمسلم: (وصوم رمضان والحج).
ترجمة الراوي: هو عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أسلم بمكة مع أبيه وهو صغير، هاجر معه إلى المدينة، وكان من فقهاء الصحابة ومتَّقيهم وزُهَّادهم، حجَّ واعتمر كثيرًا، وقيل إنه أعتق ألف رقبة، وأتاه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس، فلم يقم حتى فرَّقها.
ومناقبه كثيرة، وقد كُفَّ بصره آخر عمره وفي العام الثالث والسبعين من الهجرة توفي رضي الله عنه بمكة وهو في الخامسة والثمانين من عمره، وروى (2630) حديثًا.
منزلة الحديث: قال النووي: إنَّ هذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين وعليه اعتماده وقد جمع أركانه.
مفردات الحديث:
الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص والبراءة من الشرك وأهله[1].
على خَمْسٍ[2]: وفي رواية: "على خمسة "؛ أي: خمس دعائم أو خمسة أركان، و"على" بمعنى: من.
شهادة: يجوز فيها الضم والكسر، والمراد بالشهادتين: الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية: ((بُني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله))، وفي رواية: (بُني الإسلام على خمس، على أن يُعبد الله ويُكفر بما دونه)، وهي مبينة لمعنى كلمة التوحيد، والشهادة: قول صادر عن علم حاصل بمشاهدة، بصرًا وبصيرة، فعلم بها القلب وأن يتلفظ بها معلِّمًا بها الغير.
رسول الله: فيه معنى التبليغ فهو مُبلِّغٌ ومُبَلَّغٌ صلى الله عليه وسلم.
إقَامِ الصَّلاةِ: المداومة عليها، وفعلها كاملة الشروط والأركان، مستوفية السنن والآداب.
يُفيد الحديث:
1- أن الإسلام عقيدة وعمل، فلا ينفع عمل دون إيمان، كما أنه لا وجود للإيمان دون العمل.
2- تشبيه الرسول صلى الله عليه وسلم المعنويات بالمحسوسات.
3- المطلوب إقامةُ الصلاة لا الصلاةُ فقط.
4- فرضية الزكاة.
5- فرضية الحج.
6- فرضية صوم رمضان.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|