الصين أول شريك تجاري لألمانيا للعام الثامن والفارق مع الولايات المتحدة يتقلص
حافظت الصين على موقعها كأول شريك تجاري لألمانيا في 2023، لكنها باتت تتقدم بشكل طفيف فقط على الولايات المتحدة، وفق ما ذكر مكتب الإحصاء الألماني الأربعاء، ما يعكس خطة برلين الجديدة بالابتعاد عن بكين.
وبلغ التبادل التجاري بين ألمانيا والصين 253.1 مليار يورو، مسجلاً انخفاضاً كبيراً بنسبة 15.5 % على أساس سنوي، في حين ارتفعت التجارة مع الولايات المتحدة، الشريك الثاني لألمانيا، بنسبة 1.1 %.
وبذلك، حافظت بكين على موقعها كأول شريك تجاري لبرلين للعام الثامن على التوالي، إلا أن صدارتها للترتيب تهتز. وتراجع الفارق بين تجارة ألمانيا مع كل من الصين والولايات المتحدة الى 700 مليون يورو فقط، بعدما بلغ 50.1 مليار في 2022.
وتقلص العجز التجاري لألمانيا مع الصين إلى 58.4 مليار يورو، على أساس سنوي، بينما سجلت برلين فائضاً قدره 63.5 مليار يورو مع الولايات المتحدة، التي لا تزال المنفذ الرئيس لبضائع تحمل علامة "صُنع في ألمانيا".
ولا تزال فرنسا ثاني أكبر مستورد للمنتجات الألمانية بقيمة 116.8 مليار يورو، بانخفاض 1.2 % على أساس سنوي.
وواصلت الصادرات إلى روسيا انخفاضها، وكذلك الواردات الروسية، بعد سنوات طويلة من اعتماد برلين على موسكو في مجال الطاقة.
ولا تزال السيارات وقطع الغيار في مقدمة الصادرات الألمانية، تليها الآليات والمعدات والمنتجات الكيميائية.
وعلى خلفية تصاعد التوترات الجيوسياسية، شددت ألمانيا موقفها تجاه الصين خلال العام الماضي وتحاول التوفيق بين متابعة التعاون الاقتصادي وحماية مصالحها الاستراتيجية والأمنية.
وتتبع برلين استراتيجية "تقليص المخاطر" في مواجهة العملاق الآسيوي، من أجل تعزيز الأمن وتقليل التبعية أحادية الجانب، في ظل تزايد المخاوف الأوروبية والأميركية بشأن طموحات بكين.
وكشفت أزمة كوفيد عن هشاشة سلاسل التوريد، ما عزز رغبة الأوروبيين في تكريس سيادتهم في المجال الصناعي، في حين أظهرت الحرب في أوكرانيا خطر الاعتماد على روسيا لاستيراد الغاز.