قصة حبات البازلاء

في يوم من الأيام عاشت حبات بازلاء في جراب واحد كانوا مختلفين ولكن عاشوا معا حينما كان الجراب مغلقا.

كانوا صغيرات جدا على تحمل الشمس فاعتدنا على النوم طوال النهار وما أن يأتي الليل يتحدثن معا ويستمعن إلى الموسيقى وخاصة موسيقى القمر الذي ما أن يصبح هلالا حتى يعقد الأوتار الفضية على طرفيه ويعزف كالقيثارة ويغني لهن أغاني جميلة.

وحين يكتمل بدرا كان يعزف لهن على الطبول فتستيقظ الحبات وتستمع إلى موسيقى القمر العالية ولكن كان لكل منهن رد فعل مختلف على الموسيقي.

فكانت كل حبة من حبات البازلاء تحب نوع موسيقي معين إلا الحبة الرابعة كانت كسولة وتحب النوم طوال اليوم.

أما حبة البازلاء الخامسة والصغيرة فكانت تختلف عن الجميع وكانت تحب الموسيقى كلها مثل الصاجات والطبول والقيثار كانت كلها مميزة بالنسبة لها وتشعرها بالسعادة.

كبرت الحبات يوما بعد يوم ولم يدركن هذا حتى ضاق عليهن الجراب وبدأت حبات البازلاء يشعرون كم أصبح المكان مزدحما.

وبين الشكوى والتبرم من الازدحام انفتح الجراب فجأة ودخل ضوء قوي فقالت أحد حبات البازلاء :- ما هذا من فتح الجراب؟

وقالت أخرى :- يال السخافة لم لا يمكنني النوم جيدا؟

وقالت ثالثة :- أرجوكم اغلقوا الجراب فلا يمكنني أن أفتح عيناي.

وقالت رابعة :- لا يمكننا ذلك فقد انفتح وحده.

وقالت الخامسة :- ياه لقد انفتح الجراب أنا سعيدة.وما هي إلا دقائق قليلة حتى اعتاد الجميع على ضوء الشمس فقالت الحبة الأولى :- إنها فرصتنا الآن.

فقالت الحبة الثانية :- أي فرصة هذه؟

فردة الحبة الأولى :- فرصتنا للتعرف على العالم.

فقالت الحبة الثالثة :- هل هذا صحيح؟ العالم قد يكون خطيرا.

فقالت الحبة الصغيرة والخامسة :- لما نضيع وقتنا في التحدث فقط عن الاحتمالات فأنا أريد أن اخرج وارى الألوان المختلفة.

فقالت الحبة الرابعة والكسولة :- أنا لن أفعل هذا أريد النوم لبعض الوقت.

فقالت الحبة الأولى :- دعونا نجرب.

فقالت الحبة الثانية :- هل هذه فكرة جيدة.

فقالت الحبة الثالثة :- لقد ظللنا هنا لوقت طويل ولا نعرف شيئا عن العالم.

فقالت الحبة الخامسة :- دعونا نستمتع بوقتنا فقد تحررنا من الجراب.

وبعد حديث قصير قرروا الخروج من الجراب فقد كانت مغامرة لا بد من أن يقمن بها وانزلقن إلى الخارج الواحدة بعد الأخرى.

هبطنا في مستنقع بازلاء وشعروا بسعادة بالغة وهن يستكشفن العالم للمرة الأولى فقالت الحبة الأولى :- ياه المكان جميل.

فقالت الحبة الثانية :- أجل هذا رائع.

وقالت الحبة الثالثة :- كان قرارنا بالخروج حكيما.

وقالت الحبة الرابعة :- أريد النوم أريد فقط أن أجد مكانا للنوم.وقالت الحبة الخامسة :- ما هذا؟ لقد عشنا على فرع عال جدا.

وبينما هن يتحدثن عن العالم رآهن أحد الصبية وقال الصبي :- رائع ستلائم هذه البازلاء مقلاعي سالتقطها فورا.

التقطهن الصبي واحدة بعد الأخرى وقام بقذف واحدة وطارت الحبة الأولى عاليا في السماء بعيدا عن الأنظار.

ثم قذف الصبي الثانية والثالثة والرابعة والخامسة وهبطت الحبة الخامسة والصغيرة على نافذة.

وحين نظرت حبة البازلاء من النافذة رأت فتاة صغيرة راقدة في الفراش وكانت مريضة وتسعل باستمرار وأمها تريدها أن تأكل وتقول لها :- تناولي بعض الحساء سيمنحك القوة للشفاء من المرض.

فقالت الفتاة الصغيرة :- آسفة يا أمي لا يمكنني أن آكل أبدا.

فقالت الأم :- وإذا لم تأكلي كيف ستعود إليك صحتك.

رأت الحبة الأم وهي تحاول إطعام ابنتها التي كانت شديدة المرض وبدت الأم قلقة على ابنتها وحين نامت الفتاة ليلا ظلت الأم تدعو لها بالشفاء وتقول وهي تبكي :- أتمنى أن تشفى ابنتي من مرضها فأنا لا أستطيع أن أراها وهي تتألم فأتمنى أن تستعيد صحتها وتعود إلى حياتها.

شعرت الحبة بالحزن على الأم وابنتها وعند منتصف الليل والقمر بدر في السماء دخلت الحبة من النافذة للحجرة وغنت للفتاة أغنية مع طبول القمر وتقول :- طاخ طيخ طوخ انظري ماذا أقول طاخ طيخ طوخ انظري ماذا أقول.

فاستيقظت الطفلة وقالت :- من هناك؟ سمعت صوتا الآن من هناك؟فقالت حبة البازلاء :- إنه أنا هنا على النافذة.

فقالت الفتاة :- ما هذا؟ لم أرى حبة بازلاء تتحدث.

فقالت حبة البازلاء:- واغني أيضا كنت أغني لك أغنية مع طبول القمر.

فقالت الفتاة متعجبة :- طبول القمر؟

فقالت حبة البازلاء :- أجل فالقمر يعزف على الطبول وهو بدر.

فقالت الفتاة :- ولكنني لا أسمعه أظن أنك حبة مميزة.
فقالت حبة البازلاء :- كل شيء في العالم مميز وكل شيء به موسيقى علينا فقط أن نركز وننصت إليه.

فقالت الفتاة :- أتقصدين أنني يمكنني أن أسمع القمر هل هذا صحيح؟

فقالت حبة البازلاء :- كل شيء يمكن أن يحدث في العالم.

فقالت الفتاة :- هذا صحيح والآن اسمع صوت الطبول.

فقالت حبة البازلاء :- ألم أقل لكي أن كل شيء ممكن.

اقرأ أيضا : قصة البطة القبيحة حدوتة قصيرة.

فقالت الفتاة بحزن :- نعم عادا شيئا واحدا لا يمكن أن يحدث لي.

فقالت حبة البازلاء :- وما هو؟

فقالت الفتاة بيأس :- لن أشفى من هذا المرض.

فقالت حبة البازلاء :- لا تقولي هذا ماذا إذا أصبحت شيئا آخر؟ ستعودين وقتها بصحة جيدة.

فقالت الفتاة :- لا يمكنك هذا فأنت حبة بازلاء.

فقال حبة البازلاء :- يمكنني بالطبع فقط ثقي بنفسك وستفعلين أي شيء إذا أصبحت شيئا آخر هل ستثقين بانك ستشفي من هذا المرض؟

فقالت الفتاة :- حسنا سأفعل.

وفي الصباح استيقظت الفتاة وتذكرت حوارها مع البازلاء بحثت عنها على النافذة ولم تجدها.

فقالت الفتاة :- بالطبع قد يكون حلما، أتتحدث البازلاء؟

وأخذت تتأمل الصباح المشمس من نافذتها وقالت حينها :- إن النهار جميل جدا، أيمكنني حقا أن أثق في شفائي؟ اعتقد أنني سأتحسن.

حاولت الحبة الصغيرة جاهدة الوفاء بوعدها وظلت بجوار النافذة وغطت نفسها بالتراب لأيام وساعدها هذا في النجاة من الثلج حين جاء الشتاء وكانت كل يوم تقترب من تحقيق هدفها.وذات يوم قالت حبة البازلاء لنفسها :- إذا صمدت في هذه الظروف لبضعة أيام سيمكنني أن أحقق هدفي سأبذل جهدي لأبقى على وعدي.

ونجت الحبة الصغيرة من الشتاء القارص بفضل إرادتها القوية وتغير الموسم وانبتت البازلاء.

لقد تحولت إلى نبتة ببعض الفروع وزهور جميلة أيضا وذات يوم رأت الأم البازلاء النابتة خارج النافذة.

وقال الأم حينها :- صغيرتي انظري إلى نبتة البازلاء هذه ولكن كيف نبتت؟

فقالت الفتاة :- لقد حافظت على وعدها.

فقالت الأم بتعجب :- ماذا؟ من تقصدين؟

فقالت الفتاة :- حبة البازلاء لقد أصبحت نبتة والآن أثق في شفائي وسوف أغير حياتي مثل البازلاء.

فقالت الأم :- نعم يا ابنتي بالطبع ستتحسنين.

ابتسمت الفتاة إلى نبتة البازلاء وشكرتها الأم وراعتها وما إن كبرت نبتة البازلاء وبدأت تثمر إلا وكانت الفتاة بدأت في الشفاء من مرضها وما إن أتى موسم الحصاد إلا وكانت الفتاة قد تم شفائها بالكامل وعاشه حياة سعيدة.

عساكـ على القوهـ وفي انتظارجديدك
جنائن الورد لك ولقلمك الرائع
دمت بود