فائدة:
قال رياح القيسي
: قال عتبة
: لولا ما قد نهينا عنه من تمني الموت لتمنيته
، قلت
: ولم تتمنى الموت
؟ قال
: لي فيه خلتان حسنتان
، قلت
: ما هما
؟ قال
: الراحة من معاشرة الفجار
، ورجاء لمجاورة الأبرار
، قال
: ثم بكى وقال
: أستغفر الله وما يؤمنني أن يقرن بيني وبين الشيطان في سلسلة من حديد ثم يقذف بي في النار
.
فائدة:
بشر بن منصور السليمي
.. قيل لعبد الرحمن بن مهدي
: أيبعث الرجل بالسلام إلى أهل الرجل
؟ قال
: نعم
، وقد كان بشر بن منصور - ولم أر مثله قط - إذا أتاني بعث إلى أهلنا بالسلام
، وإن حفظ الإخاء من الدين
، والكرم من الدين
، قال
، وسألت عبد الرحمن بن مهدي
، عن الرجل يسلم على القوم وهم يأكلون وهو صاحب هوى أو فاسق
، أيدعونه إلى طعامهم
. قال
: نعم
، قال لي بشر بن منصور
: إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذت إلى كلبٍ كان أحب إلي من أن يأكله
، قال عبد الرحمن
: وليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام
. [1] ص166.
فائدة:
قال عبد الرحمن بن مهدي
: ربما قبض بشر بن منصور على لحيته ويقول
: أطلب الرياسة بعد سبعين سنة
!!. وعن بشر بن المفضل قال
: رأيت بشر بن منصور في المنام فقلت
: يا أبا محمد
.. ما صنع الله بك
؟ قال
: وجدت الأمر أهون مما كنت أحمل على نفسي
. [2].
المغيرة بن حبيب:
قال عبد الله الحداني لما برز إلى العدو
: على ما آسى من الدنيا
؟ فو الله ما فيها لِلَبيب جَذَلٌ ووالله لولا محبتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي
، وافترش الجبهة لك يا سيدي
، والمراوحة بين الأعضاء والكراديس في ظلم الليل رجاء ثوابك
، وحلول رضوانك
، لقد كنت متمنيًا لفراق الدنيا وأهلها - قال
: ثم كسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل
، فحمل من المعركة وإن له لرمقًا فمات دون العسكر
، قال
: فلما دفن أصابوا من قبره رائحة المسك
، قال
: فرآه رجل من إخوانه في منامه
، فقال
: يا أبا فراس ما صنعت
؟ قال
: خير الصنيع
، قال
: إلى ما صرت
؟ قال
: إلى الجنة
، قال
: بم
؟ قال
: بحسن اليقين
، وطول التهجد
، وظمأ الهواجر
، قال
: فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك
؟ قال
: تلك رائحة التلاوة والظمأ
، قال
: قلت
: أوصني
، قال
: اكسب لنفسك خيرًا لا تخرج عنك الليالي والأيام عطلاً
، فإني رأيت الأبرار قالوا
: البر بالبر
.[3]
فائدة:
قال جعفر
: سمعت مالك بن دينار يقول للمغيرة بن حبيب ما لا أحصي - وكان ختنه -
: يا مغيرة كل أخٍ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرًا فانبذ عنك صحبته
. ص167.
حماد بن سلمة:
عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري
، فقال سفيان
: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي
؟ فقال حماد
: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي
، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي
.
عن أبي أبجر قال
: لما حضرت سفيان الوفاة قال
: يا ابن أبجر قد نزل بي ما قد ترى فانظر من يحضرني
. فأتيته بقوم فيهم حماد بن سلمة
، وكان حماد من أقربهم إلى رأسه
. قال
: فتنفس سفيان فقال له حماد أبشر فقد نجوت مما كنت تخاف
. وتقدم على رب كريم قال
: فقال
: يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي
؟ قال
: إي والله الذي لا إله إلا هو
، قال
: فكأنما سري عنه
.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال
: بات سفيان عندي فلما اشتد به الأمر جعل يبكي
، فقال له رجل
: يا أبا عبد الله أراك كثير الذنوب
؟ فرفع شيئًا من الأرض فقال
: والله لذنوبي أهون عندي من ذا
، إني أخاف أن أسلب الإيمان قبل أن أموت[4].
فائدة:
عن أبان بن عبد الرحمن قال
: رئي حماد بن زيد في المنام فقيل له
: ما فعل الله بك قال
: غفر لي
. قيل
: فما فعل بحماد بن سلمة
؟ هيهات هيهات ذاك في أعلى عليين
.
زياد بن عبد الله النمري:
عن صالح المري قال
: قال لي زياد النمري
: أتاني آت في منامي فقال يا زياد قم إلى عبادتك من التهجد وحظك من قيام الليل فهو والله خير لك من نومة توهن بدنك
، وينكسر لها قلبك
؛ قال
: فاستيقظت فزعًا ثم غلبني واللهِ النومُ
، فأتاني ذلك أو غيره
، فقال
: قم يا زياد فلا خير في الدنيا إلا للعابدين
، قال
: فوثبت فزعًا
.
وكان يقول
: لو كان لي من الموت أجلٌ أعرفه
؛ لكنت حريًا بطول الحزن حتى يأتي وقته
؛ فكيف وأنا لا أعلم
؟!
فائدة:
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163].
هشام الدستوائي:
ويلكم علماء السوء
، الأجر تأخذون
، والعمل تضيعون
، يوشك رب العمل أن يطلب عمله وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه
، الله ينهاكم عن الخطايا كما يأمركم بالصلاة والصيام
، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه
، واحتقر منزلته
، وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته
؟ كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له
، فليس يرضى بشيء أصابه
.
كيف يكون من أهل العلم من دنياه عنده آثر من آخرته
، وهو في دنياه أفضل رغبة
؟ كيف يكون من أهل العلم من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه
، وما يضره أشهى إليه - أو قال
: أحب إليه - مما ينفعه
؟[5].
فائدة:
قال في المغني ص 470/ج6
:
مسألة
؛ قال
: (والزوجة إذا لم يدخل بها تبينها تطليقة وتحرمها الثلاث من الحر والاثنتان من العبد) أجمع أهل العلم على أن غير المدخول بها تبين بطلقة واحدة ولا يستحق مطلقها رجعتها
؛ وذلك لأن الرجعة إنما تكون في العدة ولا عدة قبل الدخول
؛ لقول الله سبحانه
: ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً ﴾ [الأحزاب
: 49]
، فبين الله سبحانه أنه لا عدة عليها فتبين بمجرد طلاقها وتصبر كالمدخول بها بعد انقضاء عدتها لا رجعة عليها ولا نفقة لها وإن رغب مطلقها فيها فهو خاطب من الخطاب يتزوجها برضاها بنكاح جديد
.
فائدة:
قال في حاشية الزاد لابن قاسم على قوله (وإن شك فيها- أي النية أو التحريمة يعني تكبيرة الإحرام - استأنفها
؛ لأن الأصل عدم النية أو التحريمة
. ثم قال
: وقال شيخنا
: إذا اهتم الإنسان للصلاة وقام في الصف وفي ظنه أنه كبر تكبيرة الإحرام لكن اعتراه شك هل كبر أو لا
؟ فهذا يستأنف تكبيرة الإحرام إلا أن يكثر فيصير كوسواس فيطرحه ويبني على غالب ظنه[6].
فائدة:
عن شقيق بن إبراهيم قال
: قيل لابن المبارك
: إذا صليت لم تجلس معنا
؟ قال
: أذهب أجلس مع الصحابة والتابعين
. قلنا له
: ومن أين الصحابة والتابعون
؟ قال
: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم
، ما أصنع معكم
؟ أنتم تغتابون الناس[7].
فائدة:
سويد بن سعيد
.. قال رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منها ثم استقبل الكعبة فقال
: اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال
: "ماء زمزم لما شرب له" وهذا أشربه لعطش القيامة
. ثم شربه
.
فائدة:
قيل لعبد الله بن المبارك
: إلى متى تكتب هذا الحديث
؟ فقال
: لعل الكلمة التي أنتفع بها ما كتبتها بعد
. وقال
: ما أعياني شيءٌ كما أعياني أني لا أجد أخًا في الله عز وجل[8].
فائدة:
عن فضيل بن عياش سئل ابن المبارك
: من الناس
؟ قال
: العلماء قيل
: فمن الملوك
؟ قال
: الزهاد
. قيل
: فمن السفلة
؟ قال
: الذين يأكلون بدينهم
.
وعن ابن المبارك
: طلبنا العلم للدنيا فدلنا على ترك الدنيا[9] ص170.
فائدة:
قيل لعبد الله بن المبارك
: إن إسماعيل بن علية قد ولي الصدقات
. فكتب إليه ابن المبارك
:
يا جاعل العلم له بازيًا
يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذاتها
بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونًا بها بعد ما
كنت دواءً للمجانين
أين رواياتك في سردها
عن ابن عون وابن سيرين؟
أين رواياتك والقول في
لزوم أبواب السلاطين؟
إن قلت أكرهتُ فماذا كذا
زل حمار العلم في الطين
فلما قرأ الكتاب بكى واستعفى[10]
.
فائدة
: عن عبدة بن سليمان قال
: كنا في سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم فصاففنا العدو فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز
، فخرج إليه رجل ملثم فطارده ساعة فطعنه فقتله
، ثم آخر ققتله
؛ ثم دعا إلى البراز فخرج إليه رجل فطارده ساعة فطعنه فقتله
؛ فازدحم عليه الناس وكنت فيمن ازدحم عليه فإذا هو ملثم وجهه بكمه فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو عبد الله بن المبارك فقال
: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا[11].
فائدة:
من سرته حسنته
، وساءته سيئته
، فهو مؤمن[12].
فائدة:
قال الإمام أحمد حدثنا مروان الفزاري
، لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: "استووا حتى أثني على ربي عز وجل
، فصاروا خلفه صفوفًا
، فقال
: " اللهم لك الحمد كله
. اللهم لا قابض لما بسطت
، ولا باسط لما قبضت
، ولا هادي لمن أضللت
، ولا مضل لمن هديت
. ولا معطي لما منعت
، ولا مانع لما أعطيت
. ولا مقرب لما باعدت
، ولا مباعد لما قربت
. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك
. اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول
. اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة
، والأمن يوم الخوف
. اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا
، ومن شر ما منعتنا
. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان
، واجعلنا من الراشدين
. اللهم
، توفنا مسلمين
، وأحينا مسلمين
، وألحقنا بالصالحين
، غير خزايا ولا مفتونين
. اللهم
، قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك
، واجعل عليهم رجزك وعذابك
. اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب
، إله الحق""[13].
فائدة:
قال أبو جعفر الحذاء
: كتبت إلى يوسف بن أسباط أشاوره في التحويل إلى الحجاز فكتب إلي
: أما ما ذكرت من تحويلك إلى الحجاز فليكن همك خيرك
، وما أرى موضعك إلا أضبط للخير من غيره
، وما أحسب أحدًا يفر من شيء إلا وقع في أشد منه
، وإنما يطيب الموضع بأهله
، وقد ذهب من يؤنس به ويستراح إليه
، وإن علم الله منك الصدق رجوت أن يصنع الله لك
، وإن كان الصدق يخشى أنه قد رفع من الأرض
.
عن عبد الله بن حبيق قال
: كنت عند يوسف بن أسباط إذ جاء الأمير وعليه قلنسوة شاشية فسأله عن مسألة
، فقال
: إن أستاذنا سفيان كان لا يفتي من على رأسه مثل هذا
، قال
: فوضعه على الأرض فأفتاه
.
عن ابن المبارك قال
: كتب وهيب ابن الورد إلى أخٍ له
: قد بلغت بظاهر علمك عند الناس منزلة وشرفًا فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفى واعلم أن إحدى المنزلتين تمنع الأخرى
.
قال ابن المبارك:
الله يدفع بالسلطان معضلة
عن ديننا رحمة منه وإحسانا
لولا الأئمة لم يأمن لنا سبلٌ
وكان أضعفنا نهباً لأقوانا
فائدة:
قيل لابن المبارك
: من تجالس بخراسان
، قال
: أجالس شعبة وسفيان
، قال أبو داود
: يعني أنظر في كتبهما
.
فائدة:
قال عمر بن عبد العزيز في أبياتٍ له يتمثل بها
.
يرى مستكينًا وهو للهو ماقت
به عن حديث القوم ما هو شاغله
وأزعجه علم عن الجهل كله
وما عالم شيئًا كمن هو جاهله
عبوس عن الجهال حين يراهم
فليس له منهم خدين يهازله
تذكر ما يبقى من العيش آجلاً
فأشغله عن عاجل العيش آجله[14]
فائدة:
قال ابن المبارك
: أقعد إلى سفيان الثوري فيحدث فأقول ما بقي من علمه شيءٌ إلا سمعته
؛ ثم أقعد عنده مجلسًا آخر فيحدث
؛ فأقول ما سمعت من علمه شيئًا
.
فائدة:
عن شيخ من أهل هراة يقال له عبد الله الهروي - رجل صدق - قال
: دخلت زمزم في السحر فإذا بشيخ ينزع الدول الذي يلي الركن
، فلما شرب أدخل الدلو فأخذته فشربت فضله
، فإذا هو سويق لوز لم أذق سويق لوز أطيب منه
، فلما كان في القابلة رصدته
، فلما كان في ذلك الوقت دخل فسدل ثوبه على وجهه فنزع بالدلو مما يلي الركن ثم شرب وأدخل الدلو
، فأخذت فضله فشربت فإذا ماء مضروب بعسل لم أشرب عسلاً قط أطيب منه
، قال
: فأردت أن آخذ بطرف ثوبه أنظر من هو ففاتني
، فلما كانت الليلة الثالثة قعدت قبالة باب زمزم
، فلما كان في ذلك الوقت دخل قد سدل ثوبه على وجهه
، فدخلت فأخذت بطرف ثوبه
، فلما شرب من الدلو أرسله قلت
: يا هذا أسألك برب هذ البنية من أنت
؟ قال
: تكتم علي حتى أموت
؟ قلت
: نعم
، قال
: أنا سفيان بن سعيد الثوري
، فأرسلته وشربت من الدلو فإذا لبن مضروب بسكر لم أر لبنًا قط أطيب منه قال
: وكانت الشربة تكفيني إذا شربتها إلى مثلها
، لا أجد جوعًا ولا عطشًا
.
فائدة:
عن أبي حاتم الرازي سمعت قبيصة يقول
: رأيت سفيان الثوري في النوم
. فقلت
: ما فعل بك ربك
؟ فقال
:
نظرت إلى ربي كفاحًا فقال لي
هنيئًا رضائي عنك يا بن سعيد
فقد كنت قوامًا إذا أقبل الدجى
بعبرة مشتاق وقلب عميد
فدونك فاختر أي قصر أردته
وزرني فإني منك غير بعيد
عن عبدالرحمن بن مهدي قال
: لما مات سفيان أردنا أن ندفنه ليلاً - من أجل السلطان - فأخرجناه فلم ننكر الليل من النهار
.[15] ص175.
فائدة:
على قوله تعالى: ﴿
إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]، الآية.
قال ابن عباس رضي الله عنهما
: رغبهم الله في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد ووعدهم عليه الغني
. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
: "ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف
، والمكاتب يريد الأداء
، والغازي في سبيل الله"[16]
.
فائدة:
عن يعلي بن عبيد قال سمعت سفيان الثوري يقول
: لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء
؟ قلنا
: لا
. قال
: فإن معكم من يرفع الحديث
.
وعن يحيى بن يمان سمعت الثوري يقول
: من بلغ سن النبي - صلى الله عليه وسلم - فليرتد لنفسه كفنًا
.
عن معاوية بن عمرو كنا عند داود الطائي يومًا فدخلت الشمس من الكوة
، فقال له بعض من حضر
: لو أذنت لي سددت هذه الكوة
، فقال
: كانوا يكرهون فضول النظر
. وكنا عنده يوم آخر فإذا فرو قد تخرق وخرج خملة
، فقال له بعض من حضر
: لو أذنت لي خيطته
، فقال
: كانوا يكرهون فضول الكلام
.
وقال رجل لداود
: يا أبا سليمان ألا ترى إلى نعليك عن يمينك
؟ لو جعلتها بين يديك أو عن يسارك
، قال
: بارك الله لك في فقهك
.[17]
المصدر: مجمع الفوائد