عادة ما يصعب تشخيص مرض التوحد في سن مبكر، لكن في دراسة تم نشرها في مجلة Scientific Reports عام 2018 أظهرت أن تخطيط الدماغ الذي يقيس النشاط الكهربائي لدماغ الطفل يمكن أن يتنبأ أو يستبعد إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد منذ عمر صغيرة قد يصل في بعض الحالات للأطفال الذين لا تتخطى أعمارهم 3 أشهر، وهو كشف غير مكلف.
وخلال البحث قام الدكتور ويليام بوسل وهو أستاذ مشارك في المعلوماتية الصحية وعلم النفس العيادي بجامعة سان فرانسيسكو وأحد المشاركين في البحث بتطوير خوارزميات لتفسير إشارات eeg (الخطوط المتعرجة المألوفة التي ينتجها نشاط الدماغ الكهربائي).
وتشير أبحاث بوسل إلى وجود بيانات عميقة تظهر في هذا المخطط تعكس وظائف المخ وأنماط الاتصال وهذه البيانات لا يمكن العثور عليها إلا باستخدام الكمبيوتر.
وخلال الأبحاث قام بوسل بوضع 99 طفل رضيع من المعرضين لخطر كبير للإصابة باضطراب طيف التوحد (وجود شقيق أكبر منه مصاب بطيف التوحد) و 89 طفل منخفض المخاطر (بدون شقيق مصاب)، وقد تم أخذ مخطط كهربية الدماغ في عمر 3 و 6 و 9 و 12 و 18 و 24 و 36 شهرًا من خلال تركيب شبكة على فروة رأس الأطفال مع 128 مستشعرًا أثناء جلوس الأطفال في أحضان أمهاتهم.
وقام أحد الباحثين بتفجير الفقاعات أما الأطفال لإلهائهم، كما خضع جميع الأطفال أيضًا لتقييم سلوكي مكثف باستخدام جدول مراقبة تشخيص التوحد (ADOS) ، وهو أداة تشخيص سريري قديمة ومجربة.
وقامت خوارزميات بوسل الحسابية بتحليل ستة مكونات مختلفة (ترددات) من EEG (جاما عالية ، جاما ، بيتا ، ألفا ، ثيتا ، دلتا) ، باستخدام مجموعة متنوعة من مقاييس تعقيد الإشارة، ويمكن أن تعكس هذه المقاييس الاختلافات في كيفية توصيل الدماغ وكيفية معالجة المعلومات وتكاملها ، كما يقول بوسل.
وخلال التشخيص استطاعت الخوارزمية بالتبنؤ بإصابة الأطفال بطيف التوحد بنسبة تجاوزت 95% في بعض الأعمار، وقد وصلت نسبة دقة النتائج لنسبة 100% للأطفال في عمر 9 أشهر كما يقول الدكتور بوسل وهي نتيجة مذهلة ومبشرة.
ويعتقد الأطباء المشاركين في البحث أن تلك النتائج ستساعد في المستقبل في التنبؤ بإصابة الطفل بطيف التوحد وهذا يزيد من إمكانية التدخل في وقت مبكر جدًا، قبل ظهور الأعراض السلوكية الواضحة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل وربما يمنع بعض السلوكيات المرتبطة بالتوحد.