سلك المنتخب الألماني طريق الانضباط والتخطيط في طريقه ليصبح أحد عمالقة كرة القدم في العالم، فلطالما كان “المانشافت” متقدمًا على منافسيه بخطوات، عندما يتعلق الأمر بالأفكار والتحضير، وهذا كان حاضرًا في قصص فريدة مع الأحذية، التي أعطته الأفضلية ليُتوّج باثنين من ألقابه المونديالية.
ففي العام 1954، وخلال عودته إلى المحفل المونديالي عقب حرمانه من المشاركة عام 1950 بوصفه عقوبةً عقب الحرب العالمية الثانية، تُوّج المنتخب الألماني بلقبه الأول بعد فوز مفاجئ في نهائي بيرن، العاصمة السويسرية، على المنتخب المجري، فالأخير كان في خضم جيله الذهبي، وكان قد فاز على الألمان 8ـ3 في دور المجموعات، وتقدّم 2ـ0 في النهائي بعد ثماني دقائق فقط، قبل “الريمونتادا” الألمانية، فيما بات يُعرف بمعجزة بيرن.
ولُعبت المباراة النهائية تحت أجواء ممطرة، ويُحكى أن المطر ساعد الألمان على تحقيق هذه المفاجأة، لأنهم كانوا مزوّدين بأحذية متطورة من شركة “أديداس”، مع مسامير قابلة للتبديل والتعديل، وكانت ملائمة للعب في كل الأجواء، وهذا لم يكن رائجًا حينها، أي أن الألمان لعبوا بأحذيتهم المعتادين عليها رغم الأجواء الصعبة عكس المجريين. وعادت حكايات الأحذية في نهائي روما 1990، لكن بتفكير فردي هذه المرة، إذ كان لوثار ماتيوس اختصاصي تنفيذ ركلات الجزاء في الفريق، لكن حذاؤه لم يكن بحالة جيدة في النهائي، وخسر قطعة صغيرة منه في الدقيقة 35، واضطر لتبديله، ولم يكن مرتاحًا مع حذائه الجديد.
وحصل المنتخب الألماني على ركلة جزاء، ترجمها أندرياس بريمه بنجاح في الدقيقة 85، وكانت ركلة الجزاء الوحيدة التي سجلها بريمه في مسيرته مع الماكينات، حيث قرر ماتيوس منح بريمه مهمة التنفيذ بدلًا منه، لأن ماتيوس كان خائفًا من أثر الحذاء الجديد، وكان هدف بريمه الهدف الوحيد في المباراة.