شهادة ورقة بن نوفل بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم
هو ورقة بن نوفل بن أسدِ بنِ عبدِالعُزَّى، ابن عمِّ أم المؤمنين خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان امرأً تنصَّرَ في الجاهلية، وكان يَكتُب الكتاب العبرانيَّ، فيَكتُب من الإنجيل بالعِبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا مُسنًّا قد عَمِيَ وفقَد بصَره.
ولمَّا نزَل الوحيُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى زوجته خديجة - رضي الله عنها - وحكَى لها ما حدَث وقد خشيَ على نفسه، فقالت: "كلا، والله ما يُخزيكَ الله أبدًا؛ إنك لتَصِلُ الرحم، وتَحملُ الكَلَّ، وتَكسِب المعدومَ، وتَقري الضيف، وتُعينُ على نوائب الحق"[1].
ثم انطلقَت به خديجةُ - رضي الله عنها - حتى أتَت به ورقة بن نوفل، فقالت له خديجةُ: يا بن عمِّ، اسمَع مِن ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا بن أخي، ماذا ترى؟
فأخبره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خبَر ما رأى من الوحي وظُهورِ الملَكِ جبريل له وما قاله له، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل اللهُ على موسى، يا لَيتني فيها جذعًا - أي: شابًّا قويًّا - ليتني أكون حيًّا إذ يُخرجك قومك.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوَمُخرِجيَّ هم؟
قال ورقة: نعم، لم يأتِ رجل قطُّ بمثل ما جئتَ به إلا عُودي، وإن يدركْني يومُكَ أنصُرْك نصرًا مؤزَّرًا.
ثم لم يَنشب ورقةُ بن نوفل أن تُوفِّيَ بعد ذلك بقليل[2].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|