مجمعات المقار الإقليمية للشركات العالمية في الرياض تتحول إلى مقاصد سياحية وترفيهية
فيما يشبه "المكاسب المزدوجة" شكل تنامي عدد الشركات العالمية التي افتتحت مقار لها في العاصمة السعودية الرياض عددا من المجمعات التي باتت تشكل قوة استثمارية قوية في قلب السعودية، وأيضا مقصدا سياحيا وعنصرا فعالا لرفع جودة الحياة، ما يحقق ثلاثة مقاصد لرؤية السعودية 2030 ويضعها في نموذج واحد، وهو "مجمع ليسن فالي" الرياض.
يقع "ليسن فالي" في مدينة الرياض، ويمثل مشروعا حيويا متطورا ذا بيئة متكاملة متعددة الأنشطة من شأنها تلبية احتياجات السعودية لتحسين جودة الحياة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى مزيد من التقدم والازدهار وتنويع الاقتصاد.
في ديسمبر من العام الماضي وافق مجلس الوزراء السعودي، على ضوابط تعاقد الجهات الحكومية مع الشركات التي ليس لها مقر إقليمي في السعودية والأطراف ذوي العلاقة، بعد أن قررت الحكومة في وقت سابق من عام 2021 عدم التعاقد مع أي شركة عالمية لديها عقود حكومية وليس لديها مقر في السعودية، في مسعى من الحكومة وفق مراقبين للاستفادة من سوقها الضخمة في تحقيق إيرادات إضافية من وجود تلك الشركات في السعودية.
فيصل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط قال منتصف يناير الماضي، إن مصادر النمو في السعودية بدأت تتغير، مشيرا إلى إن عدد الشركات التي نقلت مقارها إلى السعودية وصل من 250 إلى 300 شركة عالمية نقلت مقارها إلى المملكة العربية السعودية، والعدد في تزايد، مقارنة بالعدد المستهدف البالغ 160 شركة.
بينما أكد خالد الفالح وزير الاستثمار قبل نهاية عام 2023 أن الشركات التي لديها مقر إقليمي في السعودية بعد الأول من يناير 2024 سيكون لها أفضلية في عقود المشتريات الحكومية. كانت المملكة أعلنت في فبراير 2021 أنها ستتوقف، بحلول عام 2024، عن التعامل مع أي شركات دولية لا يقع مقرها الإقليمي داخل البلاد.
يعيد "ليسن فالي" وفق رصد مرئي لصحيفة "الاقتصادية" إرساء معايير جودة الحياة العصرية بتقديم بيئة عمل استثنائية في وجهة حيوية وبيئة متكاملة لنخبة من الشركات الرائدة في مختلف المجالات بينها شركات "بلاك رووك" وهي شركة أمريكية متعددة الجنسيات لإدارة الاستثمار مقرها الرئيس في مدينة نيويورك، وأسست شركة بلاك روك عام 1998 وهي أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم حيث تبلغ الأصول الخاضعة للإدارة عشرة تريليونات دولار أمريكي وفق بيانات 2022 ولدى بلاك روك 70 مكتبًا في 30 دولة وعملاء في 100 دولة.
كما يضم مجمع "ليسن فالي" شركة "روش" التي تعد من الشركات الرائدة عالميا في مجالي الصيدلة والتشخيص كما أنها الشركة الأكبر عالميا في مجال التكنولوجيا الحيوية، حيث أسست عام 1896، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن البحث عن طرق أفضل للوقاية من الأمراض وتشخيصها.
يقع المقر الرئيس لمجموعة روش في بازل بسويسرا، وهي تباشر أعمالها في 100 بلد، وفي عام 2017، استثمرت روش 10.4 مليار فرنك فرنسي في الأبحاث والتطوير وحققت مبيعات بلغت 53.3 مليار فرنك سويسري.
كريدي سويس هو الآخر حجز مقرا في هذا المجمع ويقدم هذا المصرف السويسري خدماته المالية منذ عام 1856، ويقع مقر الشركة في زيورخ كما أنه بين أكبر مديري الثروات في العالم، وهو واحد من 30 بنكا عالميا مهما على مستوى النظام المصرفي العالمي.
ويمتلك كريدي سويس بنكا سويسريا محليا وشركة إدارة الثروات والخدمات المصرفية الاستثمارية وعمليات إدارة الأصول. كما أن لديه ما يزيد قليلا على 50 ألف موظف و1.3 تريليون فرنك سويسري في الأصول الخاضعة للإدارة في نهاية عام 2022.
أما شركة نوكيا التي تمتلك هي الأخرى مقرا متميزا في مجمع "ليسن فالي" فهي شركة اتصالات وتكنولوجيا معلومات فنلندية متعددة الجنسيات مقرها في إسبو، فنلندا ويتركز منتجها الرئيس سابقا في الهواتف النقالة لكنها تقدم في السنوات الأخيرة وبشكل أساس خدمات الإنترنت ومنها تطبيقات موسيقى، ووسائط رقمية ورسائل ذكية.
ويمتد "ليسن فالي" على مسافة تتجاوز 1200 متر على طريقي الملك خالد والعروبة، مقابل الحي الدبلوماسي، واستقطب حتى الآن أكثر من 50 شركة عالمية ووطنية حيث دشنت مقارها الإقليمية والرئيسية في هذا المجمع في مدينة الرياض.
ويحتوي مشروع "ليسن فالي" على منطقة سكنية صممت بمفهوم مبتكر لتجربة السكن الحديث، وتقدم هذه المنطقة خدمات متكاملة لساكنيها، إضافة إلى مساحات خضراء وحدائق تحيط بالمباني السكنية تمتد لتشمل مطاعم عالمية ومحلية فاخرة ومراكز أعمال مجاورة لتكون مشروعا متكاملا محاطا بأسوار وبوابات خاصة لضمان رقي وجودة الحياة وإضافة أبعاد جديدة للبيئة العمرانية في مدينة الرياض.