اقترب المدرب البرتغالي فيتور بيريرا من العودة إلى الملاعب السعودية لخوض تجربة ثانية، مع فريق الشباب الأول لكرة القدم هذه المرة، بعد نحو 10 أعوام من انتهاء تجربته الأولى، التي قاد فيها الفريق الأهلاوي لموسم واحد، لتكون تجربته الشبابية المحطة رقم 13 له في مسيرته التدريبية، والتي بدأها اسمًا مجهولًا من الصفوف الخلفية، قبل أن يتسلق هرم الشهرة، إذ درّب أندية في 7 دول مختلفة، وفي 3 قارات، وحقق ألقابًا في البرتغال واليونان والصين.
وبدأ بيريرا الذي رجحت مصادر خاصة بـ«الرياضية» أن يتولى قيادة فريق الشباب، مسيرته الكروية عام 1986، إذ لعب في خط الوسط مع نادي أفانكا المغمور في البرتغال، وبقيّ بعيدًا عن الأضواء طوال مشواره لاعبًا، إذ اكتفى بتمثيل أندية مغمورة حتى اعتزاله وهو في الـ 28 من العمر، لكنه استمر في عالم كرة القدم، ووضع لنفسه أهدافًا أكبر في عالم التدريب، فحصل على شهادة في التربية البدنية من كلية العلوم الرياضية في جامعة بورتو، وصحيفة «ريكورد» البرتغالية تشير إلى أنّه كان صاحب ثاني أعلى معدل في دفعته.
وبدأ بيريرا مسيرته التدريبية بعيدًا عن الأضواء كذلك، منذ عام 2002، إذ عمل في الأكاديميات ومع فرق الفئات السنية، منها محطة مع نادي بورتو بين عاميْ 2003 و2004، عندما كان جوزيه مورينيو مدربًا للفريق الأول، قبل أن يخوض محطته الأولى بوصفه مدربًا لفريق أول مع سانخواننزي في الدرجة الثالثة عام 2004، واستلم منصبه حينها خلفًا للويس كاسترو، المدرب الحالي لفريق النصر.
وعاد بيريرا إلى أكاديمية بورتو عام 2007، ومن ثمّ درّب الفريق الأول لنادي سانتا كلارا البرتغالي في الدرجة الثانية، وكان قريبًا من قيادة الفريق للصعود إلى الدرجة الأولى في موسميْن متتاليين، قبل أن يعود إلى بورتو عام 2010، لكن هذه المرة مساعدًا لأندريه فيلاش بواش، مدرب الفريق الأول.
واستلم بيريرا قيادة فريق بورتو الأول عام 2011، بعد انتقال فيلاش بواش إلى تشيلسي، وحقق لقبه الأول في مباراته الأولى، بعد الفوز على فيتوريا جيمارايش في كأس السوبر البرتغال، لكن موسمه الأول مع بورتو كان متأرجحًا، وسط إخفاقات في كأس البرتغال ودوري أبطال أوروبا، ومن ثم في الدوري الأوروبي، إلا أنه قاد الفريق نحو التتويج بالدوري البرتغالي.
وغادر بيريرا بورتو عام 2013 بعد فوزه بلقب الدوري البرتغالي مرتيْن، وكأس السوبر مرتيْن، وخاض محطته الأولى خارج البرتغال مع الأهلي السعودي، حيث أمضى موسمًا وحيدًا احتلّ فيه المركز الثالث في ترتيب الدوري، بفارق كبير خلف النصر والهلال، كما خسر نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بهزيمة ثقيلة أمام الشباب في افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية، ثم خَلَفه كريستيان جروس عام 2014، أي المدرب الذي فتح طريق الأهلي نحو الصعود إلى منصة الدوري عام 2016.
ولعب بيريرا بعد ذلك دور «الرحّالة»، إذ أمضى 5 أشهر مع أولمبياكوس، وتُوّج بثنائية الدوري والكأس في اليونان، وأمضى 14 شهرًا مع فنربخشة التركي، و5 أشهر مع ميونيخ 1860 شهدت هبوط الفريق الألماني إلى الدرجة الثالثة، قبل أن يخوض محطة طويلة دامت 3 أعوام مع شانجهاي الصيني، خلفًا لفيلاش بواش، بين ديسمبر 2017 وديسمبر 2020، وتُوّج خلالها بلقبيْ الدوري والكأس.
وخاض بيريرا في 2021 محطته الثانية مع فنربخشة، وأقيل للمرة الثانية من النادي نفسه، بعد 5 أشهر من تعيينه، قبل أن ينتقل من شرق أوروبا إلى القارة الأمريكية الجنوبية، عبر محطتيْن في البرازيل مع الكبيريْن كورينثيانز وفلامينجو، دون التتويج بأي لقب.