أغلق فمك عن ثلاثة أمور ولا تحدث بها الناس وافتحها لثلاثة
( إكتم عن الناس ذهبك وذهابك ومذهبك )
فأما ذهبك :
فمالك وحالك وكل نعمة تنعم بها ، فلو معك مال قد تكون عُرضة للحسد أو الطمع ، فكل ذي نِعمة مسحود .
ولو لم يكن معك مال قد يعاملك أحدهم بشفقه ويستهين بك .
أما ذهابك :
فتعني أي أمرٍ تنوي عمله : ( بيت جديد ، سيارة جديدة ، خطوبة ، مشروع عمل ، سفر )
أمسك لسانك وستجد أن كل خططك تتحقق بفضل الله .
سيدنا يعقوب قال لإبنه يوسف :
قوله تعالى : قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)
لقد خشي على إبنه أن يحسده إخوته ، رغم أن النِعمة كانت مجرد حلم لم يتحقق بعد !
وأما مذهبك :
فتعني ميولك أو أفكارك ، حتى لا تدخل في نقاش أو جدال دون فائدة ، ولا تتكلم عن نفسك كثيراً ماذا تحب وماذا تكره لأن للحديث عن النفس شهوة ، سواء للمتحدث أو السامع وأيضاً لكي لا تدخل فى جدالات عقيمة لا لزوم لها .
يقول علي رضي الله عنه : يأتي على النَّاس زمانٌ تكون العافية فيه على عشرة أجزاء ، تسعةٌ منها في اعتزال الناس ، والعاشرة في الصمت
(لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ❨١١٤❩)
{ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ ْ} من مال أو علم أو أي نفع كان، بل لعله يدخل فيه العبادات القاصرة كالتسبيح والتحميد ونحوه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة" الحديث. { أَوْ مَعْرُوفٍ ْ} وهو الإحسان والطاعة وكل ما عرف في الشرع والعقل حسنه، (تفسير السعدي)
﴿ أَوْ مَعْرُوفٍ ﴾ أَيْ: بِطَاعَةِ اللَّهِ وَمَا يُعَرِّفُهُ الشَّرْعُ وَأَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا مَعْرُوفٌ
{ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ْ} قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ وَالصَّلَاةِ» ؟ قَالَ: قُلْنَا بَلَى، قَالَ: «إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ»
تدبَّر هذه الآية تلاحظ أنَّ الأصل في هذه الثلاثة الإخفاء؛ فذلك أقوى أثرًا وأعظم أجرًا، وأرجى في تحقيق المراد، وأما العلانية فيها فهي الاستثناءإذا وجد لذلك سبب معتبر. ــــ ˮناصر العمر
﴿فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾
من فوائد الآية الكريمة: أنه لا ينبغي للإنسان أن يستعجل الثواب؛ إذ قد يؤخّر الله الثواب لحكمة، من أين تؤخذ؟ من (سوف) الدالة على التسويف، هي تدل على التحقيق، لكن تدل على أن الشيء ليس منتظَرًا قريبًا. ــــ ˮمحمد بن صالح ابن عثيمين“
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|