تُعتبر الشخصية الطريقة النموذجية لكل فرد في الشعور والتفكير والتصرف، فالشخصية هي بمثابة بصمة مميزة لكل شخص، وهي مستقرة إلى حدّ كبير ويصعب تغييرها بمرور الوقت. يشير السلوك الاجتماعي إلى مشاعر الشخص أو أفكاره أو أفعاله من حيث علاقته بأشخاص آخرين.
السلوك الاجتماعي وتكوين الشخصية مفهومان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا للغاية. حيث أنّ معرفة شيء ما عن شخصية الفرد يسمح لعلماء النفس بالتنبؤ بسهولة بسلوكه الاجتماعي.
وبالمثل، فإن معرفة السلوك الاجتماعي للشخص يمكن أن يعطي أدلة على جوانب من شخصيته وبالتالي يسهل التنبؤ بطباعه وأفكاره. بعبارةِ أخرى، تؤثر شخصية الفرد وسلوكه الاجتماعي على بعضهما البعض، وتسمح معرفة أحدهما باستنتاج معلومات عن الآخر.
اتضح أن العلاقة بين الشخصية والسلوك شبيهة جدًا بالعلاقة بين الموقف والسلوك، لذلك، تسمح العلاقة بين الشخصية والسلوك (أو بين الموقف والسلوك) للباحثين بالتنبؤ بسلوك الشخص بشكل صحيح.
في بعض الأحيان يمكن التنبؤ بسلوك الفرد في الغالب من شخصيته، ومن المرجح أن تؤثر الشخصية على السلوك أكثر في المواقف التي يظهر فيها الشخص خصائص شخصية مهيمنة، عندما لا يهتم هذا الشخص بمراعاة أي أعراف اجتماعية، أو عندما يكون الموقف ضعيفًا ولا توجد قواعد اجتماعية محددة وصارمة. من ناحية أخرى، سيلعب الموقف دورًا أكبر في السلوك إذا كان الموقف قويًا ويحتوي على قواعد اجتماعية واضحة أو إذا كان الشخص يهتم بالحفاظ على سلوكه متسقًا مع الأعراف الاجتماعية.