فضيلة الوضوء ومستحباته
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه وعلى آله وصحبه ومن والاه.
إن إسباغ الوضوء وتكميله مما يرفع الله تعالى به الدرجات ويحط به الخطايا، فقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط)؛ ومعنى إسباغه أي: تكميله، وقال عليه الصلاة والسلام: (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره)؛ رواه مسلم.
إن الوضوء هو سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات ودخول الجنان، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)، زاد الترمذي: (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)؛ صححه الألباني.
وثبت أيضا مما يقال بعد الوضوء ما في حديث أبي ذر رضي الله عنه موقوفًا وله حكم الرفع قول: (سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك).
ويشرع أيضا الوضوء قبل النوم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة...).
وعندما نتوضأ لنعلم جميعًا أن الله عز وجل يحبنا، حيث يقول الله تبارك وتعالى: (ويحب المتطهرين) فاستشعر أخي الكريم تلك المحبة من الله تبارك وتعالى لك حال وضوئك، فإن هذا مما يقربك من الله تعالى ويحببك إليه، واعلم أن للوضوء فروضًا ستة لا بد منها:
الأول: غسل الوجه كاملًا من الأذن إلى الأذن عرضا، ومن منابت الشعر في الجبين إلى ملتقى اللحيين طولا.
والفرض الثاني: غسل اليدين من أطراف الأصابع إلى نهاية المرفقين، لا كما يفعله بعض الناس، فإذا غسل وجهه وجاء لغسل يديه فإنه قد يغسلهما من دون الكفين، والواجب أن يغسل يديه من أطراف أصابعه إلى نهاية المرفقين.
الفرض الثالث: مسح الرأس.
الفرض الرابع: غسل الرجلين إلى الكعبين.
الفرض الخامس: الترتيب.
الفرض السادس: الموالاة.
وإن من الملاحظات على بعض المتوضئين عدم الإسباغ والتكميل في غسل العضو، فقد لا يغسل وجهه كاملا، وقد يترك أحيانا شيئًا من المرفق، أو يكتفي عن غسل كفيه بعد وجهه بغسلته الأولى قبل المضمضة، ومن الملاحظات أيضا الزيادة في غسل العضو أكثر من ثلاث غسلات، فإن من فعل ذلك فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (فقد تعدى وأساء وظلم) فإن هذا محذور شرعي ومنهي عنه.
ومن الملاحظات أيضا الإسراف في الماء عند الوضوء، ومنها أيضا إهمال الذكر بعد الوضوء وعدم وتطبيقه، وهو فضل عظيم سيق إلينا، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء).
ومن الملاحظات أيضا على بعض المتوضئين أن يكون مؤخر القدم أو أسفله لم يبلغه الماء استعجالًا أو تهاونًا، ومما يلاحظ أيضا عدم التسمية عند الوضوء، وكذلك مما يلاحظ عدم إتقان المضمضة والاستنشاق والاستنثار، فالمضمضة هي دوران الماء في الفم ثم مجه، والاستنشاق هو إدخال الماء إلى الأنف ولو يسيرا، والاستنثار هو إخراج ما في الأنف من الإفرازات، وكل هذا ليكون العبد نظيفًا في لقائه بربه عز وجل.
فلنحرص جميعًا على تعليم نسائنا وصغارنا صفة الوضوء الصحيحة بسننه ومستحباته وأذكاره وفرائضه.
حاول أخي الكريم أن تجعل دراسة في بيتك ومع أهلك حول أحكام الطهارة والصلاة ونحوهما، فإن لهذا الإجراء فوائد عظيمة من زوال الجهل وزيادة العلم وتصحيح المفاهيم حول العبادات، وهو خير كله ولو يومًا واحدًا في الأسبوع، فهو خير عظيم، فمن الممكن أن تعتمد أحد كتب أهل العلم في ذلك، ومن أهمها كتاب (الملخص الفقهي) للشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء.
وأنت بذلك تصحح مفاهيم غائبة في أعمال متكررة يومية، فيا بشراك بأجرها وثوابها، وربما تسلسل هذا التعليم للأحفاد وإن نزلوا فكان صدقة جارية لك.
وفقنا الله تعالى جميعًا لمرضاته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|