من النبوءات المحمدية .. نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى
فقد روى أبو هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا تقوم الساعة حتى تَخرُج نار من أرض الحجاز تضيء أعناقَ الإبل ببُصرى))[1].
فقد أخبَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن حادثة عجيبة، من النادر جدًّا وقوعها، ولا يمكن لشخص عادي أن يتوقَّع حدوثَها؛ فقد أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سيقع في يوم من الأيام أن تخرج نار عظيمة من أرض الحجاز، تَصِلُ مِن شدتها وقوَّتِها أنها تضيء أعناق الإبل في منطقة بُصرى في أرض الشام.
وقد وقع ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر تمامًا في سنة 654هـ؛ أي: بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بما يقرب من 644 سنة.
قال الإمام المؤرِّخ ابن كثير: "ثم دخلت سنة أربع وخمسين وستمائة، فيها كان ظهور النار من أرض الحجاز التي أضاءت لها أعناق الإبل ببُصرى، كما نطق بذلك الحديث المتفق عليه، وقد بسط القول في ذلك الشيخ الإمام العلامة الحافظ شهاب الدين أبو شامة المقدسي في كتابه الذيل وشرحه[2].
واستحضرَه من كتب كثيرة وردَت مُتواتِرةً إلى دمشق من الحجاز بصفةِ أمرِ هذه النار التي شُوهِدَت مُعايَنةً، وكيفية خروجها وأمرها.
وملخَّص ما أورده أبو شامة أنه قال: وجاء إلى دمشق كتُبٌ من المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - بخروج نار عندهم في خامس جمادى الآخرة من هذه السنة، وكُتبَت الكتُب في خامس رجب، والنار بحالها، ووصلَت الكتب إلينا في عاشر شعبان ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ورَد إلى مدينة دمشق في أوائل شعبان من سنة أربع وخمسين وستمائة كتب من مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها شرح أمر عظيم حدث بها، فيه تصديق لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى))، فأخبَرَني من أثق به ممَّن شاهَدَها أنه بلغه أنه كتَب بتيماء على ضوئها الكتب.
قال: وكنا في بيوتنا تلك الليالي، وكأن في دار كل واحد منا سراج، ولم يكن لها حرٌّ ولفح على عِظَمِها، إنما كانت آية من آيات الله - عز وجل"[3].
وقال الإمام المؤرخ شمس الدين الذهبي:
"أمر هذه النار مُتواتِر، وهي مما أخبر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى))، وقد حكى غير واحد ممَّن كان ببُصرى في الليل، ورأى أعناق الإبل في ضوئها"[4].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|