خطبة عن القبر (2)
الحمد لله الكريم الحليم، الحمد لله الغفور الرحيم، سبحانه لا نحصي ثناءً عليه، وله الحمد حتى يرضى، وله الحمد إذا رضي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب الأرض والسماء مالك الملك والملكوت ذي العزة والجبروت.
وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدًا رسول الله، ما من خيرٍ إلا ودلَّنا عليه، وما من شرٍ إلا وحذرنا منه.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
أما بعد:
فلا زلنا وإياكم مع دروس وعبر عالم القبور، روى الإمام أحمد في مسنده بسندٍ صحيح، حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولَمَّا يُلحَدُ، فجلس رسول الله مستقبلًا القبلة، وجلسنا حوله، وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت في الأرض، فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثًا، فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثًا»، ثم قال: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ثلاثًا، ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة مِن فِيِّ السقاء، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، فذلك قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام: 61]، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وُجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها، فلا يمرون - يعني بها - على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحوا له، فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها، إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، فيقول الله تعالى: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وما أدراك ما عليون، كتاب مرقوم، يشهده المقربون، فيكتب كتابه في عليين، ثم يقال: أعيدوه إلى الأرض، فإني وعدتهم أني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فيرد إلى الأرض وتعاد روحه في جسده، قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرين، فيأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه ويجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له، ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله فيقولان له: وما يحملك، فيقول: قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقت، فينتهره فيقول: من ربك، ما دينك، من نبيك، وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم: 27]، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، فينادى مناد في السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا من الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت، فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح، فو الله ما علمتك إلا كنت سريعًا في طاعة الله بطيئًا في معصية الله، فجزاك الله خيرًا، ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقال له: اسكن».
قال صلى الله عليه وسلم: «وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الآخرة، وإقبال على الدنيا، نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد، سود الوجوه، معهم المسوح من النار، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده، فينزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فتقطع معها العروق والعصب، فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وتغلق أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم، فيأخذها، فإذا أخذها، لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأٍ من الملائكة، إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث، فيقولون: فلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى يُنتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له، فلا يفتح له»، ثم قرأ رسول الله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40]، «فيقول الله تعالى: اكتبوا كتابه في سجين، في الأرض السفلى، ثم يقال: أعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، فيطرح روحه من السماء طرحًا، حتى تقع في جسده»، ثم قرأ: ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ [الحج: 31].
«فتُعاد روحه في جسده، قال: فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه، ويأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه، ويجلسانه، فيقولان له، من ربك، فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ها هاه لا أدري، فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ فلا يهتدي لاسمه، فيقال: محمد، فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون ذاك، قال: فيقال: لا دريت ولا تلوت، فينادى مناد من السماء: أن كذب، فأفرشوا له من النار وافتحوا له بابًا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره، حتى تختلف منه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الذي يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فو الله ما علمتك إلا كنت بطيئًا عن طاعة الله، سريعًا إلى معصية الله، فجزاك الله شرًّا، ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة، لو ضُرب بها جبل كان ترابًا، فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابًا، ثم يعيده الله كما كان، فيضربه به ضربة أخرى، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين، ثم يفتح له باب من النار، ويمهد من فرش النار، فيقول: رب لا تقم الساعة».
أسأل الله بمنِّه وكرمه أن يجعل قبورنا من خير منازلنا بعد موتنا، وأن يجعلها روضةً من رياض الجنة بفضله ورحمته.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن سيدنا محمدًا الداعي إلى رضوانه وعلى آله وصحبه وجميع إخوانه.
عباد الله، ما أسباب عذاب القبر؟
أولًا: التهاون في الطهارة وسوء الخلق: روي أن النبي مرَّ على قبرين فقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستنزه من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة»؛ [رواه البخاري].
النميمة نقل الكلام للإفساد بين الناس، والتنزه هو الاستبراء والتطهر؛ لقوله: «تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه» [رواه الدار قطني].
ثانيًا: التهاون في الوضوء، وترك نصرة المظلوم؛ لقوله: « أُمِرَ بعبدٍ من عِبادِ اللهِ أنْ يُضْرَبَ في قبرِهِ مِائةَ جَلْدَةٍ، فلمْ يَزَلْ يَسْأَلُ و يَدْعُو حتى صارَتْ جَلْدَةً واحدةً، فَامْتَلأَ قَبْرُهُ عليهِ نارًا، فلمَّا ارْتَفَعَ عنهُ و أفاقَ قال: على ما جَلَدْتُمُونِي؟ قالوا:إِنَّكَ صَلَّيْتَ صَلاةً بغيرِ طُهورٍ، و مَرَرْتَ على مَظْلومٍ فلمْ تَنْصُرْهُ ».
ثالثًا من أسباب عذاب القبر: جريمة السرقة: كانَ علَى ثَقَلِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، رَجُلٌ يُقَالُ له كِرْكِرَةُ، فَمَاتَ فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هو في النَّارِ، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إلَيْهِ، فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قدْ غَلَّهَا [رواه البخاري]، والغلول: السرقة من الغنيمة، والشملة: هي الكساء من الصوف يتغطى به.
يقول ابن القيم رحمه الله: «فعذاب القبر عن معاصي القلب والعين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل، ولَما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثر أصحاب القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب وبواطنها حسرات»؛ [الروح ص: 112-113].
ولقد جاء في حديث رواه أبو سعيد رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم ذكر أرباب بعض الجرائم وعقوباتهم، فمنهم من بطونهم أمثال البيوت وهم على شاكلة آل فرعون، وأكلة الربا، ومنهم من تفتح أفواههم فيلقمون الجمر حتى يخرج من أسافلهم، وهم أكلة أموال اليتامى، ومنهم من تُقطع جنوبهم ويُطعمون لحومهم، وهم المغتابون، ومنهم من لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم، وهم الذين يمزقون أعراض الناس».
فكل هؤلاء وأمثالهم يعذَّبون في قبورهم بهذه الجرائم، بحسب كثرتها وقلتها، وصغرها وكبرها، ما لم يغفر الله لهم ويتجاوز عنهم بتوبة أو رحمة منه تعالى.
عباد الله، ما أسباب النجاة من عذاب القبر؟:
أولًا: من أسباب النجاة من عذاب القبر الشهادة في سبيل الله، يقول صلى الله عليه وسلم: «إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له من أول دَفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلَّى حُلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانًا من أقاربه»؛ [رواه أحمد والطبراني].
ثانيًا: المداومة على قراءة سورة تبارك؛ لقوله: «إن في القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له»؛ [رواه أبو داود والترمذي].
ثالثًا: الأعمال الصالحة الخالصة: لقوله: «إن الميت إذا وُضع في قبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولُّوا مدبرين، فإن كان مؤمنًا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان: ما قِبَلي مدخل»؛ [الطبراني في الأوسط وابن حيان في صحيحه].
رابعًا: أن يحاسب العبد نفسه ويجدِّد توبته قبل النوم؛ يقول ابن القيم رحمه الله:
«ومن أنفع الأسباب المنجية من عذاب القبر: أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسِره ورَبِحه في يومه، ثم يجدد له توبة نصوحًا، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته تلك مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلًا للعمل مسرورًا بتأخر أجله، حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته»؛ [الروح: ابن القيم ص: 115].
خامسًا: الدعاء للميت والاستغفار والصدقة عنه ووفاء ديونه، وقضاء ما قصَّر فيه من حج، فإنه له نفع للأحاديث: «كان النبي إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل»؛ [رواه أبو داود وقال الحاكم صحيح الإسناد].
وروي أن رجلًا أتى النبي، فقال: «يا رسول الله، إن أمي افتُلِتت نفسها، «فأجأها الموت»، ولم توصِ، وأظنها لو تكلمت تصدَّقت، أفلها أجر إن تصدقتُ عنها؟ قال: نعم»؛ [رواه الشيخان].
عبد الله:
تزوَّد من معاشك للمعاد
وقم لله واعمل خير زادِ
أترضى أن تكون رفيق قومٍ
لهم زاد وأنت بغير زادِ؟
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أن تجعلنا من الذين تثبتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
اللهم اجعل قبورنا وقبور آباءنا وأمهاتنا، وقبور مَن له حق علينا، وجميع المسلمين - روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النيران، يا أرحم الراحمين.
هذا وصلوا وسلموا على محمد المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|