من فضائل النبي: كثرة أسمائه الشريفة المتضمنة للأوصاف المنيفة
لَمَّا كانت كثرة الأسماء تدل على عِظم المسمى، كانت أسماء الله تعالى لا حصر لها، ولهذا أكرم الله النبي صلى عليه وسلم بكثرة الأسماء الشريفة، ومما تميزت به أسماؤه صلى الله عليه وسلم أنها تتضمن صفات جليلة، وإليك بعضها:
عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال العباس: "إن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه بعض ما يقول الناس، قال: فصعد المنبر"، فقال: (من أنا؟)، قالوا: أنت رسول الله، قال: (أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، إن الله خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين، فجعلني في خيرهم فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، وجعلهم بيوتًا فجعلني في خيرهم بيتًا، فأنا خيركم بيتًا، وخيركم نفسًا)؛ صحيح[1].
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لي أسماءً، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد)؛ رواه مسلم.
وفي رواية له: (ونبي التوبة، ونبي الرحمة)؛ صحيح، وزاد الطبراني في الكبير: [ونبي الملحمة]؛ صححه الألباني في صحيح الجامع 1473.
وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: (كَان رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فَقَالَ: أَنَا مُحَمد، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ)؛ رواه مسلم .
وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: (قرأت في التوراة صفة النبي صلى الله عليه وسلم: محمد رسول الله، عبدي ورسولي، سميته المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظ)؛ رواه البخاري، فمن أسمائه: المتوكل.
وعن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إنما أنا مبلغ والله يهدي، وقاسم والله يعطي، فمن بلغه مني شيء بحسن رغبة، وحسن هدى، فإن ذلك الذي يبارك له فيه، ومن بلغه مني شيء بسوءِ رغبة، وسوء هدي، فذاك الذي يأكل ولا يشبع)؛ صحيح؛ رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وعن أبي هريرة أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا أبو القاسم، الله يعطي وأنا أقسم"؛ صحيح، رواه الحاكم وصححه، وسلمه الذهبي.
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسمَّوْا باسمي، ولا تكنَّوْا بكُنيتي، فإنِّي أنا أبو القاسم، أقسم بينكم)؛ رواه مسلم.
وفي صحيح مسلم أيضًا عن جابر قال: ولد لرجل منا غلام، فسماه محمَّدًا، فقلنا: لا نُكنيك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تستأمره، قال: فأتاه فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنما بعثت قاسمًا أقسم بينكم)[2].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع)؛ رواه مسلم، فمن أسمائه: سيد ولد آدم.
وعن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال: "انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم ...) في حديث طويل، وفيه (فوالله إني لأنا الحاشر وأنا العاقب، وأنا النبي المصطفى، آمنتم أو كذبتم، ثم انصرف)؛صحيح، وسيأتي بطوله في الفضيلة السادسة من هذا القسم، ففيه من أسمائه الشريفة: الحاشر والعاقب والمصطفى.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا وميسرًا))؛ رواه مسلم برقم 1478، فمن أسمائه: المعلِّم.
وعن معاوية بن الحكم السُّلمي، قال: بينا أنا أُصلِّي مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذ عَطَس رجلٌ من القوم، فقلتُ: يرحمك الله، فرماني القومُ بأبصارهم، فقلت: واثُكل أُمِّياه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلمَّا رأيتهم يُصمِّتونني، لكنِّي سكت، فلمَّا صلَّى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبأبي هو وأمي، ما رأيتُ معلِّمًا قبلَه ولا بعدَه أحسنَ تعليمًا منه، فوالله ما كَهَرني ولا ضَرَبني ولا شتَمني) ... إلخ؛ رواه مسلم رواه برقم 537.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (اسم النبي صلى الله عليه وسلم في التوراةالضحوك القتال، يركب البعير ويلبس الشملة، ويَجتزئ بالكسرة، وسيفه على عاتقه)[3].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|