عبر وعظات من رحلة إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
أولاً: سلمان الخير الفارسي رضي الله عنه يبحث عن الراحة: سلمانُ الفارسيُّ رضي الله عنه صحابيٌّ معروف، هو من كبار الصحابة، شابٌّ من بلاد فارس، أصله من عائلة من الأكابر والأمراء في بلاد فارس، فهو يُعرِّفُ بأصله فيقول رضي الله عنه: "أنا مِن رامَهرمز"[1].
فتح سلمانُ الفارسي رضي الله عنه عينَيْه في الحياة وهو مِن أبناء الدهاقنة، وقد توفَّر له كل شيء من أمور الحياة لا ينقصه شيء، ولم يكن ذلك يُريحه، لقد كان شعورٌ غريبٌ يلازمه، يُقلِقه أو يبعَث في نفسه شعورًا بعدم الراحة، فقرَّر أن يسير في رحلةٍ للبحث عن الراحة، ولم يكن يعلم طولَها ومشقَّتها وإلى أين ستذهب به! ولكنه برغم ذلك قرَّر الشروع في الرحلة.
تحوَّل رضي الله عنه في بدايةِ أمره إلى النصرانية، فكان في دير مع قسٍّ من القساوسة حتى مات ذلك القسُّ، كشَف سلمان رضي الله عنه زيفَ ذلك القس بعد أن اكتشف سرقتَه لأموال الناس!
استمر سلمان رضي الله عنه بالبحث، وصار يسأل الناس عمَّن يبعث في نفسه الراحة، فهو رضي الله عنه يُحدِّث صديقه عبدالله بن عباس رضي الله عنه بقصته:
فـ(عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، قال: حدَّثني سلمان الفارسي حديثَه من فِيه، قال:
كنت رجلًا فارسيًّا من أهل أصبهان، من أهل قرية منها يقال لها: جي، وكان أبي دهقان قريتِه، وكنتُ أحبَّ خلقِ الله إليه، فلم يزَلْ به حبه إياي حتى حبَسَني في بيته كما تُحبَس الجارية، واجتهدتُ في المجوسية حتى كنت قَطَنَ النارِ الذي يُوقِدها لا يتركها تخبو ساعةً، قال: وكانت لأبي ضيعةٌ عظيمة، قال: فشغل في بنيان له يومًا، فقال لي: يا بُني، إني قد شُغِلت في بنيان هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهَبْ فاطَّلِعها، وأمرني فيها ببعضِ ما يريد، فخرجتُ أريد ضيعته، فمررتُ بكنيسةٍ مِن كنائس النصارى، فسمِعتُ أصواتهم فيها وهم يُصلُّون، وكنت لا أدري ما أمرُ الناس؛ لحبس أبي إياي في بيته، فلما مررتُ بهم، وسمعت أصواتهم، دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، قال: فلما رأيتهم أعجبني صلاتهم، ورغِبتُ في أمرهم، وقلت: هذا والله خيرٌ مِن الدين الذي نحن عليه، فواللهِ ما تركتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعةَ أبي ولم آتِها، فقلتُ لهم: أين أصلُ هذا الدين؟ قالوا: بالشام، قال: ثم رجعت إلى أبي، وقد بعَث في طلبي وشغلتُه عن عمله كلِّه، قال: فلما جئتُه، قال: أي بني، أين كنتَ؟ ألم أكن عهدتُ إليك ما عهدت؟ قال: قلت: يا أبتِ، مررتُ بناسٍ يُصلُّون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فواللهِ ما زلتُ عندهم حتى غربت الشمس، قال: أيْ بُني، ليس في ذلك الدين خيرٌ، دينُك ودين آبائك خير منه، قال: قلتُ: كلا والله، إنه لخيرٌ من ديننا، قال: فخافني، فجعل في رِجْلي قيدًا، ثم حبَسني في بيته، قال: وبعثتُ إلى النصارى فقلت لهم: إذا قدِم عليكم ركبٌ مِن الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم، قال: فقدم عليهم ركبٌ من الشام تجار من النصارى، قال: فأخبروني بهم، قال: فقلت لهم: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعةَ إلى بلادهم فآذنوني بهم، قال: فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فألقيتُ الحديدَ مِن رِجلي، ثم خرجتُ معهم حتى قدمتُ الشام، فلما قدمتُها، قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة، قال: فجئتُه، فقلت: إني قد رغبتُ في هذا الدين، وأحببتُ أن أكون معك أخدمك في كنيستك، وأتعلَّم منك وأصلي معك، قال: فادخُلْ، فدخلت معه، قال: فكان رجل سوءٍ، يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه منها أشياء، اكتَنَزه لنفسه، ولم يُعطِها المساكين، حتى جمع سبعَ قِلالٍ من ذهبٍ ووَرِقٍ، قال: وأبغضتُه بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع، ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه، ولم يُعطِ المساكين منها شيئًا، قالوا: وما علمُك بذلك؟ قال: قلت أنا أدلُّكم على كنزه، قالوا: فدلنا عليه، قال: فأريتهم موضعه، قال: فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا ووَرِقًا، قال: فلما رأَوها قالوا: والله لا ندفنه أبدًا فصَلَبوه، ثم رجَمُوه بالحجارة، ثم جاؤوا برجلٍ آخر، فجعلوه بمكانه، قال: يقول سلمان: فما رأيت رجلًا لا يصلي الخمس، أرى أنه أفضل منه، أزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأَب ليلًا ونهارًا منه، قال: فأحببتُه حبًّا لم أحبَّه مَن قبلَه، فأقمتُ معه زمانًا، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: يا فلان، إني كنت معك وأحببتُك حبًّا لم أحبَّه مَن قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله، فإلى مَن تُوصِي بي، وما تأمرني؟ قال: أي بُني، والله ما أعلم أحدًا اليوم على ما كنت عليه، لقد هلك الناس وبدَّلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه، إلا رجلًا بالموصل، وهو فلانٌ، فهو على ما كنتُ عليه، فَالْحَقْ به، قال: فلما مات وغُيِّب، لحقتُ بصاحب الموصل، فقلت له: يا فلان، إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره، قال: فقال لي: أقم عندي، فأقمت عنده، فوجدتُه خيرَ رجلٍ على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرَتْه الوفاة، قلت له: يا فلان، إن فلانًا أوصى بي إليك، وأمرني باللحوق بك، وقد حضرك مِن الله عز وجل ما ترى، فإلى مَن توصي بي، وما تأمرني؟ قال: أي بُني، والله ما أعلم رجلًا على مثل ما كنا عليه إلا بنَصِيبين، وهو فلان، فَالْحَقْ به، قال: فلما مات وغُيِّب لحقتُ بصاحب نَصِيبين، فجئتُه فأخبرته خبري، وما أمرني به صاحبي، قال: فأقِم عندي، فأقمت عنده، فوجدتُه على أمر صاحبَيْه، فأقمت مع خيرِ رجلٍ، فوالله ما لبث أن نزل به الموت، فلما حضر، قلت له: يا فلان، إن فلانًا كان أوصى بي إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى مَن توصي بي، وما تأمرني؟ قال: أي بني، والله ما نعلم أحدًا بقي على أمرِنا آمُرُك أن تأتيَه إلا رجلًا بعَموريَّة، فإنه على مثل ما نحن عليه، فإن أحببتَ فأتِه، قال: فإنه على أمرنا، قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب عَمورِيَّة، وأخبرتُه خبري، فقال: أقِم عندي، فأقمتُ مع رجلٍ على هَدْي أصحابه وأمرِهم، قال: واكتسبتُ حتى كان لي بقراتٌ وغُنَيمة، قال: ثم نزَل به أمر الله، فلما حضر قلت له: يا فلان، إني كنت مع فلان، فأوصى بي فلان إلى فلان، وأوصى بي فلان إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى مَن تُوصِي بي، وما تأمُرني؟ قال: أي بني، والله ما أعلمُه أصبح على ما كنا عليه أحدٌ من الناس آمرك أن تأتيَه، ولكنه قد أظلَّك زمانُ نبِيٍّ، هو مبعوث بدين إبراهيم يخرُجُ بأرض العرب، مهاجرًا إلى أرض بين حرَّتينِ، بينهما نخل، به علامات لا تخفى: يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، بين كتفَيْه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحَق بتلك البلاد فافعَلْ، قال: ثم مات وغُيِّب، فمكثتُ بعمورية ما شاء الله أن أمكث، ثم مرَّ بي نفر من كلبٍ تجارًا، فقلتُ لهم: تحملوني إلى أرض العرب، وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه؟ قالوا: نعم، فأعطيتهموها وحملوني، حتى إذا قدِموا بي وادي القرى، ظلموني فباعوني من رجل من يهود عبدًا، فكنتُ عنده، ورأيت النخل، ورجوتُ أن تكونَ البلد الذي وَصَف لي صاحبي، ولم يَحِقْ لي في نفسي، فبينما أنا عنده، قدِم عليه ابن عمٍّ له من المدينة من بني قُرَيظة، فابتاعني منه، فاحتملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتُها فعرفتُها بصفة صاحبي، فأقمتُ بها وبعث الله رسولَه، فأقام بمكة ما أقام، لا أسمع له بذكرٍ، مع ما أنا فيه من شغل الرقِّ، ثم هاجر إلى المدينة، فواللهِ، إني لفي رأسِ عَذْقٍ لسيدي أعملُ فيه بعض العمل، وسيدي جالس؛ إذ أقبل ابنُ عم له حتى وقف عليه، فقال: فلانُ، قاتَلَ الله بني قَيْلَةَ، والله إنهم الآن لمجتمعون بقُباء على رجلٍ قدِم عليهم من مكة اليوم، يزعمون أنه نبي، قال: فلما سمعتُها أخذَتْني العُرَواء[2]، حتى ظننتُ سأسقط على سيدي، قال: ونزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمِّه ذلك: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟ قال: فغضب سيدي فلكَمَني لكمةً شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا؟ أقبِل على عملك، قال: قلت: لا شيء، إنما أردت أن أستثبته عما قال، وقد كان عندي شيء قد جمعتُه، فلما أمسيتُ أخذته، ثم ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء، فدخلت عليه، فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجلٌ صالح، ومعك أصحابٌ لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة، فرأيتُكم أحقَّ به مِن غيركم، قال: فقرَّبته إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((كُلُوا))، وأمسك يدَه فلم يأكل، قال: فقلت في نفسي: هذه واحدة، ثم انصرفتُ عنه فجمعت شيئًا، وتحوَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم جئتُه به، فقلت: إني رأيتُك لا تأكل الصدقة، وهذه هديةٌ أكرمتُك بها، قال: فأكَل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه، قال: فقلت في نفسي: هاتان اثنتان، قال: ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيعِ الغَرْقد، قال: وقد تبِع جنازةً مِن أصحابه، عليه شملتانِ له، وهو جالس في أصحابه، فسلَّمتُ عليه، ثم استدرتُ أنظر إلى ظهره، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي؟ فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبَرْتُه، عرَف أني أستثبت في شيء وُصِف لي، قال: فألقى رِداءه عن ظهره، فنظرتُ إلى الخاتم فعرَفتُه، فانكببتُ عليه أُقبِّله وأبكي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تحوَّل))، فتحوَّلت، فقصصت عليه حديثي كما حدَّثتُك يا بنَ عباس، قال: فأعجَبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يَسمع ذلك أصحابُه، ثم شغل سلمانَ الرقُّ حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرٌ وأُحُدٌ، قال: ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كاتِبْ يا سلمان))، فكاتبتُ صاحبي على ثلاثمائة نخلةٍ أُحيِيها له بالفقير، وبأربعين أوقيَّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((أعينوا أخاكم))، فأعانوني بالنخل: الرجل بثلاثين وَدِيَّة، والرجل بعشرين، والرجل بخمسَ عشرةَ، والرجل بعشر؛ يعني: الرجل بقدر ما عنده، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اذهَبْ يا سلمان ففقِّر[3] لها، فإذا فرغتَ فأتِني أكون أنا أضعها بيدي))، قال: ففقَّرتُ لها، وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت منها جئتُه فأخبرتُه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها، فجعلنا نُقرِّب له الوَدِيَّ ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدِه، فوالذي نفس سلمان بيده، ما ماتت منها ودية واحدة، فأدَّيتُ النخل، وبقي عليَّ المال، فأُتِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضةِ الدجاجةِ مِن ذهب من بعض المغازي، فقال: ((ما فعل الفارسي المكاتب؟))، قال: فدُعيت له، فقال: ((خذ هذه فأدِّ بها ما عليك يا سلمان))، فقلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما عليَّ؟ قال: ((خُذْها، فإن الله سيؤدي بها عنك))، قال: فأخذتُها فوزنت لهم منها، والذي نفس سلمان بيده، أربعين أوقية، فأوفيتهم حقَّهم، وعَتَقْتُ، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، ثم لم يَفُتْني معه مشهد"[4].
ثانيًا: عبر وعظات من رحلة سلمان الفارسي رضي الله عنه: من آثار الرحلة المباركة في مسيرة البحثِ عن الراحة للصحابيِّ الكريم سلمان الخير الفارسي رضي الله عنه، نخرج بمجموعةٍ من العِبَر التي تكون لنا نجومًا زاهرة نقتدي بها؛ ومنها:
• لا بد لكلِّ صاحب قضية من رحلةٍ يبحث فيها عن راحتِه وعن ذاته وعن طموحه، وتتباين الرحلات بين الأفراد، فهناك رحلةٌ زمانية فقط، وهناك رحلة زمانية ومكانية، وهناك رحلة رُوحية وعقلية، المهم أن يتحوَّل بعدها من حال إلى حال أفضل.
• على الرغم من أنه من طبقةٍ اجتماعية رفيعة ومرفَّهة، وكان سلمان رضي الله عنه الولدَ المدلَّل الذي لم يكن لينقصَه شيء، فإنه لم يَثْنِه كلُّ ذلك من المباشرة برحلته؛ لأنه اقتنع تمامَ الاقتناع أن ما فيه من راحة نسبية إنما هي راحةٌ مزيفة، فصار لا بد له من البحثِ عن الحقيقية، وعن كل ما يتعلَّق بها؛ لأنها الوسيلةُ الوحيدة التي ستُلبِّي حاجاتٍ بداخله، وتُجِيبه عن كلِّ التساؤلات التي تدور في خَلَدِه، ولنا أن نتخيَّل الجهد والمعاناة التي مرَّ بها الصحابي سلمان الخير رضي الله عنه خلال رحلته، فأول الأشياء وأهمها فقدانه لحريته، وهو ليس بالإنسان الاعتيادي؛ فهو من عائلة ملكية العروق عند الفرس، تحوَّل خلال رحلته في البحث عن الحقيقة والراحة من إنسان حرٍّ إلى عبد مملوك فاقد الإرادة، لقد ضحَّى سلمان رضي الله عنه بالجاه والمال والعزِّ والرفاهية من أجل الراحة الرُّوحية.
• في رحلة بِناء الذات، وحين نضع أيدينا على ما نؤمن به أنه الحق، نباشره في الحال ولا نؤجل العمل فيه ونُسوِّف الأمور للمستقبل، وهذا ما فعله سلمان رضي الله عنه حين وجد الكنيسة في طريقه أول مرةٍ بقي فيها إلى نهايةِ اليوم، واتَّخذ قرارات حاسمة في الموضوع.
• حين يظهر في مسيرة الرحلة شخصُ مسيء، يستغل وجوده تحت عنوان معين من أجل مصالحه الشخصية، فهو يسيء للقضية، وربما يُحرِّفها إلى طريق خطأ، أو يجنح بها إلى الهاوية، وجب التعريف به وإخبار الآخرين؛ لأن ذلك في مصلحة الجميع.
• استشارة أهل الفضل والصلاح والفضيلة والعلم لمعرفة الطريق المؤدِّي للحق.
• تقديم المال والممتلكات وكل غالٍ من أجل القضية والوصول إلى الهدف المرسوم.
• الصبر وتحمُّل مشقة ومعاناة أسفاره التي ربما تطولُ وتتواصل، فرحلة الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه كانت من بلاد فارس إلى بلاد الشام (فلسطين)، ثم الرجوع إلى الموصل (العراق)، ومنه إلى نَصِيبين (بلدة على جادة القوافل بين الموصل والشام)، وبعده إلى عمورية (بلدة في بلاد الروم في وقتها)، وبعدها إلى وادي القرى (وهو بين المدينة المنورة والشام)، وأخيرًا وصل مُبتغاه في المدينة المنورة (المملكة العربية السعودية)، إنها رحلةٌ شاقَّة ولا شك، ربما قطَع خلالها آلاف الكيلومترات من أجل الراحة التي يبحث عنها.
• القدوة الحسنة هو مَن يرسم الطريق للآخرين، ويدلُّهم على الحق بصدق وأمانة وإخلاص.
• حين تكون الرحلة في الله ومن أجله، فإنه يُغدِق على العبد مِن الخير، فكلُّ ما يخسره العبد سيعوضه الله عنه، فسلمان الفارسي رضي الله عنه بعد فقدان الأب الحنون عوَّضه الله بأفضل وخير منه، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته؛ حيث كانوا أهلًا لسلمان رضي الله عنه، وقفوا معه، ورد اعتبار سلمان رضي الله عنه وأصبح من كبار القوم، ولكنه كبير حقيقيٌّ هذه المرة؛ لأنه كبير في الله.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|