في موجة انتقام جديد، طوقت إسرائيل مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، بعد اعترافها بأن جيشها مُني بأسوأ كارثة في المعارك بالقطاع، إذ فقد 24 قتيلاً في يوم واحد، وهو ما أثار صدمة واضحة في صفوف الإسرائيليين.
وأغلقت الدبابات الإسرائيلية آخر طريق باتجاه الساحل، ما حجب طريق الهرب أمام المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى رفح.
وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن 21 جندياً قُتلوا خلال عمل سلاح الهندسة على إقامة حزام أمني داخل قطاع غزة.
وقالت التحقيقات التي أجراها الجيش إن مسلحاً فلسطينياً واحداً أو أكثر خرج من أحد الأنفاق، وأطلق صاروخين على دبابة ومبنيين يستعد الجنود لتفجيرهما في مخيم المغازي» (وسط القطاع)، ما أدى إلى انهيارهما ومقتل 21 جندياً.
من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة أمس إن عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية يوم 7 أكتوبر، ارتفع إلى 25700 وعدد المصابين إلى 63740.
واتهم مكتب الإعلام الحكومي لحركة حماس صباح أمس إسرائيل بقصف مدارس تؤوي نازحين في محيط مستشفى ناصر في خان يونس، ما أدى إلى وقوع قتلى، مجدداً القول إن إسرائيل تستهدف المستشفيات «لإخراجها عن الخدمة وتدميرها».
وفجر الجيش الإسرائيلي أمس منزل فلسطيني متهم بالمساعدة في تنفيذ هجوم أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين في يونيو الماضي، وفق ما أفاد شهود عيان ومسؤول محلي.
ويعود المنزل الواقع في قرية عوريف التابعة لمحافظة نابلس بالضفة الغربية، لعائلة الفلسطيني باسل شحادة المعتقل لدى إسرائيل والذي تتهمه بمساعدة رجلين فلسطينيين آخرين قتلا مستوطنين بالرصاص في محطة وقود بالقرب من مستوطنة عيلي شمال الضفة الغربية.
وقتلت القوات الإسرائيلية المهاجمين، مهند شحادة وخالد صبّاح، بينما اعتقلت شريكهما المفترض باسل شحادة.
إلى ذلك، قالت مصادر إن حماس وإسرائيل وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهراً.
وقالت إسرائيل إن أهداف حربها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة لم تتغير، لكن جهوداً تبذل من أجل إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة إسرائيلية.
وقال متحدث باسم حكومة بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لن توافق على اتفاق مع «حماس» لوقف إطلاق النار، إذا سمح باستمرار احتجاز الرهائن في غزة، أو بقاء الحركة في السلطة بالقطاع.
أما عضو المكتب السياسي لـ«حماس» غازي حمد فأكد، من جهته، تمسك الحركة بوقف الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة قبل الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بالأسرى.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس إن معبر رفح بين مصر وقطاع غزة مفتوح 24 ساعة طوال أيام الأسبوع لكن الإجراءات التي تتخذها إسرائيل للسماح بدخول المساعدات تعرقل العملية.
وأضاف أن هذا جزء من كيفية ممارسة الضغط بخصوص مسألة إطلاق سراح الرهائن.
وكان البيت الأبيض قد أعلن أن مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك «موجود في القاهرة» وسيُجري زيارات أخرى في المنطقة لمناقشة «وقف» الأعمال العدائية في غزة بهدف إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حماس.
وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن «إحدى المسائل التي يناقشها (ماكغورك)هي إمكان التوصّل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن، ما يتطلّب هدنة إنسانية لمدّة معيّنة».
وتابع «المحادثات جادة للغاية بشأن محاولة التوصل إلى اتفاق آخر لتحرير رهائن».
سياسياً أيضاً، وفي نيويورك، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال جلسة رفيعة المستوى عقدها مجلس الأمن، بالعمل لـ«وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية» في غزة، محذراً من أن خطر التصعيد الإقليمي الأوسع صار «حقيقة واقعة» بسبب التبادل اليومي لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».
وطالب جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، بأن «توقف على الفور» هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر.
إلى ذلك، عقدت اللجنة العربية المؤقتة مفتوحة العضوية لوضع إجراءات لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني اجتماعها الأول، أمس، على مستوى المندوبين الدائمين لعدد من الدول العربية الأعضاء بالجامعة العربية، لدراسة إجراءات عربية يمكن القيام بها على المستويات القانونية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية لتصدر تقريرها على الدول الأعضاء خلال أسبوع.
وترأس أعمال اجتماع اللجنة مندوب دولة الكويت الدائم لدى الجامعة العربية السفير طلال المطيري، وبحضور الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي، ومندوب فلسطين الدائم بالجامعة السفير مهند العكلوك، وعدد من مندوبي الدول الأعضاء.
وقال السفير العكلوك: «إن عقد اجتماع اللجنة يأتي بناء على القرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد في دورته غير العادية الاثنين الماضي، بناء على طلب بلاده بشأن استمرار جرائم العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني».
وأوضح أن مهام اللجنة، هو تحضير قائمة بالإجراءات الاقتصادية والقانونية والسياسية والدبلوماسية التي يمكن للدول العربية أن تتخذها لوقف العدوان وحماية المدنيين الفلسطينيين فوراً، بالإضافة إلى منع التهجير القسري للشعب الفلسطيني ومنع تصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الجامعة العربية بدولها الأعضاء، أمام تحدٍ من نوع مختلف، وهو أن نتجاوز موضوع الإدانات والمطالبات والمناشدات إلى موضوع الفعل، وما الذي يمكن أن تفعله الدول الأعضاء غير إصدار قرار وبيان وموقف شفهي.
العراق: الهجمات الأمريكية «تصعيد غير مسؤول»
قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان أمس إن الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مواقع عسكرية عراقية «تتجاوز على سيادة العراق بشكل سافر» وتؤدي إلى «تصعيد غير مسؤول». وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الولايات المتحدة شنت هجمات على ثلاث منشآت مرتبطة بفصائل متحالفة مع إيران الثلاثاء. وأضاف بيان المكتب الإعلامي أن العراق يتعامل مع هذه العمليات على أنها «أفعال عدوانية» تقوض سنوات من التعاون.
توقع نمو أبطأ للاقتصاد المصري وسط تداعيات الحرب
أظهر استطلاع لرويترز أمس أن الاقتصاد المصري سينمو بوتيرة أبطأ من المتوقع سابقاً مع تراجع الجنيه وتقلص القوة الشرائية نتيجة ارتفاع التضخم وتداعيات الحرب في غزة على المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية في البلاد.
وانخفضت إيرادات قناة السويس 40 بالمئة على أساس سنوي في النصف الأول من يناير كانون الثاني بعد الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر وتأثيرها على حركة الشحن في الممر البحري.
كما أدت الحرب التي اندلعت في غزة في أكتوبر تشرين الأول إلى تراجع توقعات السياحة.
وكتب بيتر دو بريز من أكسفورد إيكونوميكس في مذكرة للعملاء هذا الأسبوع «تعرضت البلاد خلال التطورات الأخيرة لضربة شديدة من جوانب مختلفة وبشكل مباشر لمصادر إيراداتها الرئيسية».
الخارجية الفلسطينية: نتنياهو يريد مد الحرب 6 أشهر
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإطالة أمد الحرب على قطاع غزة ستة أشهر، كما أدانت «حرب الإبادة الجماعية» التي ترتكبها إسرائيل لليوم الـ110 على التوالي.
وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان، أمس: «تُدين الوزارة ما يُروّج له نتنياهو ويحاول تسريبه تحت جناح مراحل الحرب، خصوصاً فيما يتعلق بإطالة أمد المرحلة الثالثة لمدة 6 شهور، بما يعنيه ذلك من استكمال لجرائم الإبادة والنزوح القسري والتهجير لمواطنينا من قطاع غزة».