تحكي صاحبة القصة وتقول في يوم من الأيام كنا نتسوق ونقضي بعض الأغراض الشرائية اللازمة للمنزل، وبينما كنت بالسوبر ماركت وبجواري شقيقتي رأيت شابا يحمل حقيبة بها زجاجة عصير واحدة، فقالت أختي أمامي: “يا حرام لابد وأنه عزوبي”!
حزنت كثيرا لأجله ولم أستطع أن أزيل التفكير في همه عن بالي، لدرجة أني أخذت أسبوع كامل كلما سجدت لله سبحانه وتعالى دعوت ليخفف عنه الفقر والضيق وأن يرزق هذا العزوبي من فضله الواسع العظيم، وفي يوم من الأيام بينما كنت على سجادة الصلاة دخلت أختي وبينما كنت أدعو الله سالت الدموع من شدة تأثري بحال هذا المسكين.
فسألتني أختي قائلة: “أرجو من الله أن يكون هذا الدعاء الحار لأجلي”، فرددت عليها متعجبة من حالها: “ولم أدعو لكِ، وهل ينقصكِ شيء؟!، هناك أناس لا يملكون ولو شيء يسير مما تتمتعين به”.
فسألتني قائلة بضجر: “فلمن الدعاء إذا”، فأجبتها قائلة: “أتذكرين هذا الجرل العزوبي الذي كان بالسوبر ماركت؟!، إن هذا الدعاء لهذا المسكين الذي لا يملك المال الكافي لشراء أبسط الوجبات اليومية وجبة الإفطار”.
وهنا فقعت شقيقتي من كثرة الضحك، هنا أيقنت أن هناك خطب ما، أوضحت لي أن معنى كلمة عزوبي بأنه غير متزوج، وهنا صدمت مما كنت أفعله، فأخبرتها بأنه ربما فقير وفي حاجة ماسة لدعائي.
وبعد هذا الموقف بأيام صادف أننا ذهبنا للعشاء خارج المنزل كنوع من التغيير، وبالمطعم الذي جلسنا بداخله كانت هناك سيارة فارهة تقف أمام المطعم وإذا بالشب نفسه يخرج من داخلها، يردتي أفضل الثياب بماركات عالمية!، لقد دققت حتى أنني علمت اسم كل ماركة منهن، وطلب أغلى الوجبات، هنا نظرت أختي وابتسمت شامتة بي، فأجبتها قائلة: “أتدرين؟!، لقد استجاب الله لكل دعواتي”!