في إحدى الملاحات تعطلت سفينة ضخمة للغاية، وتعطل معها الكثير من الأعمال.
لجأ أصحابها والعاملون بها للكثير من المهندسين، والذين أجمعوا أن بالمحرك عطل بالغ ويستحيل إصلاحه، أتوا بالكثير من المعدات الضخمة الثقيلة، ولكما أخفق فريق جاءوا بفريق آخر لإصلاحه ولكن دون جدوى.
ومع توتر الأجواء تقترح أحد العاملين على السفينة باللجوء لميكانيكي قديم في الدهر، ولم يكن بمهندس ولا بمالك لشهادات تعليمية، لقد كان شيخا كبيرا في السن، وأمام العجز سمحوا له بإحضاره رغبة في إنهاء أمر العطل والوصول لحل منجز وسريع.
وعندما جاء الرجل كان يحمل في إحدى يديه حقيبة صغيرة للغاية، مكث الرجل قرابة الساعة الكاملة وهو يطالع ويدقق في المحرك، وأخيراً فتح حقيبته والتي لم تكن تحوي بداخلها إلا على مفكين صغيرين ومطرقة صغرى.
فأمسك الرجل بمطرقته، وأدخلها بواسطة يده لجزء معين بالمحرك، ونقر على ذلك الجزء ثلاثة نقرات، وأصلح المحرك وباتت السفينة بأفضل حال.
كان عندما فعل كل ذلك كبار المهندسين وذوي الشهادات يطالعونه وينظرون إليه، كانوا جميعا في انتظار ما سيفعله ذلك الرجل، وذهلوا جميعا عندما رأوا أمام أعينهم السفينة وقد أصلحت، وكان تعجبهم بسبب على الرغم من كل الجهود التي بذلوها في إصلاحها واستخدامهم لكل هذه المعدات إلا أنهم فشلوا، واستطاع رجل عجوز كبير في السن ببساطة معداته البدائية للغاية إصلاحها في الحال.
وجاء موعد الحساب، طلب الرجل منهم عشرة آلاف، فكان التعجب الأكبر من السعر الذي طلبه!
فسألوه: “وما الذي فعلته لهذا المبلغ الذي تريد؟!”
فقال الرجل: “لقد أصلحت لكم محركاً قيمته تفوق المبلغ الذي طلبته بمراحل”.
فطلبوا من فاتورة بالأدوات والمعدات حتى يتمكنوا من رفعها للشركة.
فقال الرجل: “حسنا”، وأمسك بقلم وورقة وكتب الآتي..
خمسة عشرة جنيها ثمن المطرقة المستخدمة، و9985 جنيه مقابل خبرتي!