يعكس إعلان الهيئة العامَّة للأمن الغذائي عن شراء 710 آلاف طن من القمح من منتجين سعوديين في الخارج، حجم الإنجاز الذي تحقَّق في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الإستراتيجيَّة سواء عبر الداخل، أو من المستثمرين السعوديين بالخارج. وتمثِّل هذه الكميَّة حوالى 20% من حجم الاحتياج السنوي من القمح، وتنبع أهميَّة هذا التوجُّه عبر برنامج الاستثمارات السعوديَّة الزراعيَّة بالخارج من الصعوبات التي تكتنف عمل سلاسل التوريد حاليًّا في ظلِّ التحدِّيات الأخيرة والتي تشمل المناخ، وكوفيد، والأزمة الروسيَّة الأوكرانيَّة والحرب في غزَّة. ونتيجةً للتحرُّكات المكثَّفة التي تقوم بها الحكومة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الغذائيَّة، سجَّلت المملكة فائضًا في أهم 3 منتجات غذائيَّة خلال العام المنصرم، تتصدَّرها التمور بنسبة 124 في المئة، ومنتجات الألبان 118 في المئة، ثمَّ بيض المائدة 117 في المئة.
وقرَّرت السعوديَّة -مع مطلع العام الحالي- تحويل المؤسَّسة العامَّة للحبوب إلى الهيئة العامَّة للأمن الغذائي، في خطوة لتحسين المؤشِّرات وتحقيق الأهداف الوطنيَّة في تطوير وتنمية القطاع، ما يؤكِّد الحرص على تسجيل الاكتفاء الذاتي لجميع السلع والمنتجات الغذائيَّة.
وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي لمحصول البطاطس في العام الفائت 80 في المئة، ولحوم الدواجن 68 في المئة، وكذلك الطماطم 67 في المئة، ثم اللحوم الحمراء 60 في المئة، والجزر 50 في المئة، والأسماك 48 في المئة، والبصل 44 في المئة، ويعود وجود الفائض في بعض المنتجات إيجابًا على السوق المحليَّة والمستهلك بصفة خاصَّة.
إستراتيجيَّة الأمن الغذائي
وبحسب الخبراء فإنَّ المملكة تُعدُّ رائدةً بإجراءات تحقيق الأمن الغذائي، وخاصَّة فيما يتعلَّق بالغذاء والدواء، وأطلقت هيئة الأمن الغذائي في هذا الإطار إستراتيجيَّة تتضمَّن 10 عناصر مثل: تشخيص وتحليل الوضع الراهن، وبرنامج الاحتياطي والخزن الإستراتيجي للأغذية، فضلاً عن نظام للإنذار المبكِّر متضمِّنًا نظام معلومات الأسواق الزراعيَّة.
ونفَّذت وزارة الزراعة المرحلة الأولى لمبادرتي زراعة 45 مليون شجرة فاكهة في المدرجات الزراعيَّة، وزراعة 4 ملايين شجرة ليمون بحلول 2030، ضمن مبادرة السعوديَّة الخضراء. وستوفِّر المبادرتان أكثر من نصف واردات المملكة من الفواكه بنحو 4.5 مليار ريال؛ لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، والإسهام الفعَّال في استدامة وزراعة وإنتاج محصول الفاكهة؛ لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المُستدامة، واستغلال مياه الأمطار والمياه المجدَّدة. وتنسجم هذه المبادرات مع رؤية المملكة 2030 بشأن تعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لتوافر إمدادات الغذاء، ومواجهة تحدِّيات التغيُّر المناخي، وندرة الموارد المائيَّة.