هن قدوتي (3): أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها
أمها الشموس بنت قيس، كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت بن عم لها يقال له السكران بن عمرو، واخوه سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي. وأسلم معها، وهاجرا جميعًا إلى أرض الحبشة.
ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد موت خديجة رضي الله عنها قبل أن يعقد على عائشة رضي الله عنها وروي بعدها.
ذكر زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما ماتت خديجة رضي الله عنها جاءت خوله بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله .. ألا تزوج؟ فقال: ومن؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا، فقال: من البكر ومن الثيّب؟ قالت: البكر: عائشة بنت أبي بكر، وأما الثيّب: فسودة بنت زمعة قد آمنتْ بك واتَّبعتْك، قال: فاذكريني عليهما.
فتزوجها من أبيها، ثم جاء أخوها عبد بن زمعة فجعل يحثو على رأسه التراب وكان مشركًا، وقال - بعد أن أسلم -: إني لسفيه يوم أحثي على رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة.
• كانت سيدة جليلة نبيلة ضخمة.
ذكر هبة سودة يومها لعائشة:
لما كبرت سودة جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنهما. قالت: يا رسول الله جعلتُ يومي منك لعائشةَ؛ تلتمس بذلك رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين.
• عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت امرأة أحبَّ إليّ أن أكون في مسلاخها (هديها وطريقتها) من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حِدَّة.
ذكر أمره صلى الله عليه وسلم لها بالانتصار من عائشة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة طبختُها له، فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها، كلي، فأبت، فقلت لها: كلي وإلا لطخت وجهك، فأبت، فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ووضع فخذه لها وقال لسودة: الطخي بها وجهها، فلطخت وجهي فضحك النبي صلى الله عليه وسلم. رواه النسائي وأبو يعلى.
• فائدة: المزاح القليل لا بأس به، على ألَّا يقول إلّا حقًا ولا يؤذي أحدًا ولا يفرط فيه.
كانت رضي الله عنها مرحةً خفيفة الروح تحب أن تضحك النبي صلى الله عليه وسلم وتدخل عليه السرور؛ فقالت: يا رسول الله صليتُ خلفك البارحة فركَعْتَ بي حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم، فضحك عليه الصلاة والسلام.
ذكر رِفْقه عليه الصلاة والسلام بها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذنتْ سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع (ترحل) قبله وقبل حطمة (تزاحم) الناس، وكانت امرأة ثبطة (ثقيلة)، فأذن لها، فخرجت قبل دفع الناس، وحبسنا حتى أصبحنا ودفعنا برفقته.
ذكر شدة اتباعها رضي الله عنها لأمره صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع: « هذه ثُمَّ ظهورُ الحُصر»، قال: فكان كلهن يحججن إلا زينب بنت جحش وسودة بنت زمعة فكانتا تقولان: لا تحركنا دابةٌ بعد أن سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد.
ذكر وفاتها:
توفيت سودة رضي الله عنها في آخر زمن عمر بن الخطاب، وقيل: توفيت بالمدينة سنة 54هـ في شوال.
رضي الله عنها وأرضاها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|