رسوم عقابية تلوح في الأفق .. أوروبا تحقق في دعم الصين للسيارات الكهربائية
أعلنت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية فتح تحقيق بشأن مواجهة دعم السيارات الكهربائية القادمة من الصين، ما يشير إلى أن رسوما عقابية تلوح في الأفق ضد بكين.
وقالت أمام نواب الاتحاد الأوروبي في ستراسبورج في فرنسا: إن الأسواق العالمية ممتلئة بالسيارات الكهربائية الصينية الرخيصة.
وأضافت أنه يتم الإبقاء بصورة مصطنعة على أسعارها من خلال الدعم الحكومي الكبير، ما يؤدي إلى تشوه السوق في الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت أنه مع ذلك لن يتهاون الاتحاد الأوروبي في تشوه السوق داخل الكتلة الأوروبية أو خارجها، مشيرة إلى أن أوروبا منفتحة على المنافسة، وليس على سباق إلى القاع.
ومن شأن التحقيق لمواجهة الدعم أن يؤدي إلى فرض رسوم عقابية على الواردات للاتحاد الأوروبي، وفقا لما أوردته "الألمانية".
ويشار إلى أنه يتم بذل جهود مختلفة في عدة قطاعات اقتصادية في الاتحاد الأوروبي للحد من اعتماد الكتلة الأوروبية على واردات من دول مثل الصين أو روسيا وحماية الشركات المحلية.
وفي ظل الصراع العالمي من أجل قطاعات تكنولوجية نظيفة ومربحة، دعت فون دير لاين في السابق إلى مزيد من الاستقلال عن الواردات الصينية وإنتاج مزيد من التكنولوجيا التي تحد من الانبعاثات في الكتلة.
وكانت المفوضية الأوروبية قد تقدمت في مارس الماضي بمقترح لإقرار قانون بشأن توفير المواد الخام اللازمة من أجل التكنولوجيات النظيفة، وتشمل المواد اللازمة للبطاريات القوية.
وتهدف مسودة القانون، التي ما زال يجب أن تحصل على موافقة عواصم الدول الأوروبية والبرلمان الأوروبي، إلى ضمان عدم استمرار اعتماد الكتلة الأوروبية على واردات المواد الخام من دول منفردة من بينها الصين، ولكن عليها تنويع جهات الإمداد.
وأكدت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي في حاجة لتحسين أمنه الاقتصادي، مضيفة "في الوقت نفسه من المهم الإبقاء على خطوط الاتصال والحوار مع الصين".
وارتفعت صادرات الصين من مركبات الطاقة الجديدة بنسبة 110 في المائة على أساس سنوي في ثمانية أشهر من 2023 في ظل التوسع السريع لذلك القطاع، حسبما أظهرت بيانات من الرابطة الصينية لمصنعي السيارات.
وكشفت البيانات أنه تم تصدير ما إجماليه 727 ألفا من مركبات الطاقة الجديدة خلال تلك الفترة. وأشارت بيانات الرابطة إلى ارتفاع صادرات المركبات الكهربائية النقية بنسبة 120 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي لتصل إلى 665 ألف وحدة، فيما قفزت صادرات المركبات الكهربائية الهجينة بنسبة 73.5 في المائة لتسجل 62 ألف وحدة.
وبلغ إجمالي صادرات الصين من السيارات 2.94 مليون وحدة في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بزيادة 61.9 في المائة على أساس سنوي. وارتفعت صادرات مركبات الركاب والمركبات التجارية بنسبتي 69.8 و31.1 في المائة على التوالي مقارنة بالعام الماضي.
وفي يونيو أعلنت الصين حزمة إعفاءات ضريبية بقيمة 520 مليار يوان (72.3 مليار دولار) على مدى الأعوام الأربعة المقبلة، بهدف تحفيز مبيعات السيارات الكهربائية وتلك التي تعمل بالطاقة المتجددة، في ظل تراجع الطلب في أكبر سوق للسيارات في العالم.
وتعد هذه الخطوة امتدادا للسياسة الحالية التي بموجبها يتم إعفاء سيارات الطاقة الجديدة، التي تشمل السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات بالكامل، والهجينة التي تعمل بالبنزين والكهرباء، ومركبات خلايا الوقود الهيدروجينية، من ضريبة الشراء حتى نهاية 2023.